خبر القائد دانيال منصور الشاهد والشهيد

الساعة 07:12 ص|07 أغسطس 2014

بقلم /القذافي القططي أبوجهاد
أن تكتب عن الشهداء فبالتأكيد أن الأمر ليس باليسير ، وحينما يتعلق الحديث عن الشهداء القادة فبالتأكيد الأمر أصعب وأصعب ، فالشهداء القادة أمثال دانيال منصور وصلاح أبوحسنين وشعبان الدحدوح لا يمكن أن تخط الحروف ولا الكلمات أوصافهم وجهادهم ، وإن كنت قد تحدث في مقال سابق عن حبيب الروح والقلب صلاح ابوحسنين فسأخص مقالتي لحبيب آخر من نفس التكوين والإبداع والتألق ، فالشهيد القائد أبوعبد الله دانيال منصور إلتحق بخيار الجهاد والمقاومة منذ كان شابا في أوائل التسعينات وقد كانت تتوافر في شخصيتة الجهادية كل معاني الشموخ والتحدي والعنفوان ، فقد شب على إنتفاضة الحجارة ، يقارع الإحتلال بلا هوادة ، مدركا لطبيعة الصراع رغم صغر سنه ، أدرك أن من سلبه حريته وحوله للاجئ بالمخيم هو من سرق طفولته وأرضه ، فكانت الإنتفاضة الأولى السر الإلهي الذي سكنه والتراجيديا التي غمرته ، فكان القرار حاضرا لديه ، هذا الإحتلال لن ينعم بأمن ولو بحجارة المخيم المتواضعة ولا خيار له سوى بالإنضمام لحركة الجهاد ، حركة الشهداء فقد كان رفيقا للشهيد إسلام حرب وأشرف حرب وغيرهم ممن عرفوا الطريق مبكرا ، فأنخرط في العمل الجهادي شابا وأصبح عضوا في اللجان الحركية التابعة لحركة الجهاد بمخيم الشابورة ، مخيم الثورة كما جبل النار وأصبح مقاوما ملثما يوزع الثورة على جنبات المخيم الثائر بالبيان أو بالشعار على الجدران ، حمل هم الشهداء وذويهم فلم يترك مناسبة وطنية أو ذكرى شهيد أو عائلة أسير الا كان حاضرا فيها ، يدعو للثورة والجهاد ، عرف بعشوائيته الجميلة ، فالأفكار عنده لا تحتمل التأجيل والمبادرة عنده هي المحرك لكثير من أفعاله ، برز أبوعبدالله رحمه الله في الجانب الإعلامي كثيرا حتى أصبح مسئول ملف الإعلام الدعوي والسياسي بمحافظة رفح وقد كانت له بصمات واضحة في هذا المجال وقد تعرض للإعتقال والإصابة أكثر من من مرة بالإنتفاضة الأولى من قبل الإحتلال الإسرائيلي وظل المجاهد الكبير على هذا الخيار والجهاد حتى كانت إنتفاضة الأقصى والتي كانت فارقة في حياته ، فقد كان من أوائل من إلتحقوا بسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وأمتشق سلاحه ليبدأ مرحلة الكدح المغمس بالدماء ، فقد حان الآوان ليجسد الشعار إالي رصاصة والسكين إلا بندقية ، فخاض مع إخوانه المجاهدين زياد الغنام ومحمد الشيخ خليل وعبود المصري وشاكر جودة غمار المعارك وأصيب في بداية إنتفاضة الأقصى برصاصة غادرة على الحدود الفلسطينية المصرية كادت أن ترتقي به شهيدا وإستئصلت جزءا من أحشائه وهنا كانت بداية مطاردته الفعلية للإحتلال حيث إنكشفت أمر إصابته الخطيرة ولكن هذا لم يمنعه من مواصلة الطريق حتى تدرج سريعا من جندي مقاتل الي قائد فصيل فكتيبة فلواء فقد كان يصل الليل بالنهار ليعد العدة لمواجهة هذا المحتل كما يتحدث عنه أصحابه بنفس الخيار وقد عرف بأنه قائد المهمات الصعبة ، كيف لا وقد نعته سرايا القدس بقائد لواء الشمال ومسئول دائرة المعلومات والإستخبارات وعضوا في المجلس العسكري لسرايا القدس وهو أعلى منصب عسكري بحركة الجهاد وقد جاء ببيان السرايا أن الشهيد أشرف على عمليات جهادية وإستشهادية كثيرة وخاض جميع المعارك القتالية مع العدو من بداية الإجتياحات البرية قبل الإنسحاب في 2005 وبداية انتفاضة الأقصى ومرورا بعملية بشائر الإنتصار والسماء الزرقاء والبنيان المرصوص ،وقدمت عائلته المجاهدة أكثر من شهيد سواء من أشقائه وأو من أبناء أشقائه
فهنيئا أيها القائد البطل هذه الشهادة وأن تدرك شهر رمضان مجاهدا محتسبا على الثغور ، ثنتر دمائك لتزهر ورودا للأحياء من بعدك وأن تقود معركة البنيان المرصوص لترفع الحصار عن شعبك وتحاصر من حاصرنا ، هنيئا لك الشهادة وأن تحمل هم المزارعين والصيادين والمنكوبين ، هنيئا لك الشهادة وأنت تبحث لمن خلفك عن مطار وميناء ليمروا ويعبروا ويطيروا وأنت كما أنت لا تريد أن تطير إلا نحو الجنة نحو سر الشقاقي والخواجا سر الشهيد القائد صلاح أبوحسنين.