خبر ...وانفرجت أسارير « غزة » بانتصار ..هيثم أبو الغزلان

الساعة 07:05 ص|07 أغسطس 2014

باتت "غزة" الصغيرة بمساحتها الجغرافية تحتل المكان كله، تحتل الروح، والقلب، والذاكرة، والشجن، وحكايات البطولة والفداء، وصراخ الأطفال يلثمون الجمرات، والجبناء بالنار يكتوون!!

غزة اليوم تحتل مساحة الكون كله.. تنفرد بحكايا العزة؛ حرفاً حرفاً، وجرحاً جرحاً، وتلملم بقايا "عربٍ"، أضاعوا الطريق، وضيّعوا "البوصلة"، حرفوا وانحرفوا عن جهادٍ موصلٍ للقدس، وباتوا في زواريب النهار تائهون!

غزة اليوم أصبحت أكبر من مساحة الروح.. أوسع من أفق ممتدٍّ للسماء، تختزن كل غضب التاريخ.. وكل جراحات "كربلاء"..

باتت "غزة" تنتشر كما الحلم في تفاصيل الحياة.. وتنتثر بطولة من تراب الأرض وإليه، تعود بالزمن الجميل.. تقهر الأعداء بطوابير الجنازات.. وبالوجوه المفعمة حزناً على فقدٍ رضيعٍ، ومنزلٍ مُهدّمٍ فوق رؤوس ساكنيه.. لا تقهرها مشاهد الدمار، ولا تهُزّها صواريخ الأعادي، ولا نهارات السبي في زمن بعض الأنذال..

هنا "غزة"، ويكفي الصباح أنه أشرق من رفح.. ومن المغازي، وحي النجار، والشجاعية، وكل بيت مدمر فيها.. هنا "غزة".. ويكفي النهار أنها واضحة في مقاومتها.. وصمودها.. وانتصارها.. وتفوقها الأخلاقي على العدو "الإسرائيلي"... هنا غزة ويكفي أن الليل لن يمرّ هنا.. ولن يكون إلا فجر الانتصار.

"غزة" تلملم الجراح، نعم.. "تموت" في اليوم ألف ألف مرة، نعم.. لكنها لن تموت أبدا.. لن تخضع أبداً.. ولن يستطيع الاحتلال قتل الروح فيها، أو جعلها تصرخ من ألم..

"غزة" عروس النهار، وقمر الليل، أطفالها يلهون بين الرصاص، يُدمي قلوبهم، ينتزع الفرحة منهم، ويلهو بأجسادٍ غضّة طريّة يعانقها الموت لئلّا يصيبها القهر على قارعة حصارٍ جعلها تتقن فن الحياة عند كل موت!!

"غزة" انبجس الفجر وأشرق النور؛ فرحاً وحزناً.. لمن قاومت على طريقتها المعهودة..  وانتصرت.

 

 كاتب فلسطيني

6-8-2014