خبر صاروخ « طائرة الاستطلاع » لم يوقظ أبناء عائلة النيرب فظلوا نيام إلى الأبد

الساعة 04:01 م|06 أغسطس 2014

غزة - قدس برس

اعتاد الاحتلال في تحذيره للعوائل الفلسطينية في قطاع غزة لإخلاء منازلهم؛ إطلاق صاروخ من طائرة استطلاع "بدون طيار" قبل أن تغير عليها طائرات حربية من نوع "اف 16" وتدميرها بالكامل.

هذه الطريقة يعرفها الغزيون جيدًا ويحاولوا إخلاء هذه المنازل قدر الإمكان لتجنيب إيقاع الخسائر في الأرواح.

وهذا ما حدث مع عائلة المسن احمد النيرب (67 عامًا)، وعائلته التي كانت تقطن في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة حينما أطلقت طائرة الاستطلاع عند منتصف ليل الجمعة الأول من آب (أغسطس) الجاري صاروخًا على منزلهم المكون من طابقين حينما كانوا يغصون في نوم عميق، إلا أنهم لم يستيقظوا على صوت هذا الصاروخ لكي يقوموا بإخلاء هذا المنزل كما فعل بقية الجيران.

وما هي إلا دقائق حتى هب الجيران لإيقاظ هذه العائلة وذلك من خلال الطرق على باب منزلهم دون جدوى حتى تبعه صاروخ آخر من طائرة استطلاع ومن ثم أغارت طائرة من نوع "اف 16" على البيت لتسويه في الأرض وتقتل كل من فيه وتجرح العشرات من الجيران.

المسن النيرب رجل عادي جدًا ليس له علاقة بالمقاومة لا من قريب ولا من بعيد، عاد إلى قطاع غزة قبل عقدين من الزمان حيث كان يعمل في ليبيا ولم يكن آنذاك قد تزوج رغم انه بلغ من العمر عتيا، وبنى بيته وتزوج وتأخر في إنجاب الأطفال.

ويروي احد الجيران لـ "قدس برس" حكاية هذا المنزل الذي دمر على رؤوس قاطنيه اللذين لم يسمعوا التحذير من خلال صاروخ طائرة الاستطلاع أو طرق أبواب منزلهم من قبل الجيران لإخلاء المنزل.

  صاروخ زنانة ويقول احمد: "عند منتصف ليل الجمعة الماضي سمعنا صوت انفجار كبير يبدو انه صاروخ أطلق من طائرة استطلاع "بدون طيار" والتي تعرف بين الغزيين باسم "الزنانة" فخرجنا من منازلنا نعرف أي سقط هذا الصاروخ".

وأضاف: "بدأنا نسال ونتفحص أين سقط هذا الصاروخ لأنه عبارة عن إنذار لإخلاء المنزل المستهدف حيث علمنا انه سقط على سطح منزل عائلة النيرب، وحينها جميعنا استغرب الأمر لان هذا الرجل ليسه له من قرب او بعيد أي علاقة بالمقاومة وبدنا نطرق باب منزله لإيقاظه دون جدوى".

وتابع: "وخلال محاولتنا إيقاظ عائلة النيرب إذا بصاروخ ثان من طائرة استطلاع أيضا يسقط على سطح المنزل ففمنا بإخلاء المكان بسرعة لعلمنا أن هذا الصاروخ سيتبعه صاروخ آخر من طائرة حربية مقاتلة من نوع "اف 16" سيدمر المكان، وبالفعل ما هي إلا ثوان معدودة حتى سقط هذا الصاروخ على هذا المنزل الذي كان مأهولة بعائلة النيرب ليستشهدوا جميعا بداخله بعدما تم تدمير المنزل بالكامل وتسويته بالأرض، ويدمر عدة منازل بجانبه".

وأوضح بعد ذلك بدا المواطنون والجرافات يقوموا برفع الأنقاض علهم يجدوا أي من سكان هذا المنزل على قيد الحياة لكن دون جدوى حيث تم انتشال جثمان الاب احمد وأطفاله محمد (14 عاماً)، ومحمود والبالغ من العمر عشر سنوات، ومؤمن البالغ من العمر ثمان سنوات.

  قذف جثمان الأم ولم يعثر السكان على جثمان زوجة صاحب المنزل سهيلة النيرب (35 عاما)، إلا أن احد الجيران في إحدى الحارات المجاورة والتي تبعد 300 مترا عن المنزل المستهدف وجد جثمانها هناك حيث ألقى بها شدة القصف إلى تلك المنطقة ولكن بدون راس.

وظل السكان يبحثون في تلك المنطقة عن راس هذه المرأة التي قصفت وزجها وأطفالها حتى وجدوه في مكان آخر ليلحقوه إلى جثتها ويقوموا بدفنهم جميعا.

عائلة النيرب واحدة من عشرات العوائل التي أبيدت عن بكرة أبيها ومسحت من السجل المدني للسكان بل وانقطعت ذريتها نظرا لان هذا الرجل هو وحيد أبيه وليس له أشقاء.

  مجازر عوائل وسبق هذه المجزرة التي تعرضت لها عائلة النيرب بأكملها عوائل أخرى أبيدت بنفس الطريقة كعائلة البطش شرق غزة والتي استشهدت منها 18 مواطنا حينما قصفت البناية التي كانوا بها، وكذلك عائلة أبو جامع في خان يونس والتي استشهد 27 شخصا من أبناءها، وعائلة زعرب في رفح والتي استشهد 18 فردا من أبنائها، وعائلة عياد من حي الشجاعية والتي فقدت 13 شخصًا من أفرادها، وكذلك عائلة وهدان في بيت حانون التي فقد 12 شخصا ، وعائلة البيومي في مخيم النصيرات والتي فقدت 13 شخصا من أبنائها، وغيرها من العوائل.

ويتعرض قطاع غزة ومنذ السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 1870 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير مئات المنازل، وارتكاب مجازر مروعة.