خلال العدوان على غزة

خبر عائلة « المصري » نموذج وطني أوت النازحين وقدمت 8 من أبناءها شهداء

الساعة 11:13 ص|06 أغسطس 2014

خانيونس

ما أن بدأ رحى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السادس من شهر يوليو الماضي، يصيب بسهامه الأبرياء الأمنين، ويقلع قسرا المواطنين من بيوتهم شرقي مدينة خان يونس تحت حمم قذائف دبابته ومدافعه وصواريخ طائراته، إلا وانبرت عائلة المصري بالمدينة كنموذج وطني، وصورة يفتخر بها بين العائلات الفلسطينية.

فتحت عائلة "المصري" كافة مجالسها ودواوينها للمئات من النازحين، وتقاسم أبناءها بيوتهم معهم، وصار مسجدين العائلة الشهيرين، "الغانم" و"الإسلام"، مهبطا للراحة والسلام، فكانت وفقا لمسؤول محلي بالمدينة أكثر العائلات التي احتضنت النازحين من مختلف العائلات والمناطق، وأمدتهم بكل سبل الراحة.

ويقول الحاج عثمان المصري، إن عائلته أوت مع بداية النكبة الفلسطينية بعض من شرد ونزح من عائلات الداخل المحتل، وكانت انموذجا قل نظيره، وإن كانت فترة الإيواء قصيرة في تلك الفترة، فيما كان لها الشرف أيضا أن تقوم بنفس الدور لاحتضان وايواء النازحين من شرق المدينة في عدوان الاحتلال الأخير.

وشدد على أن عائلته متمسكة بحب فعل الخير، وزرع المعروف، وأن إيواء المشردين واقتسام لقمة العيش معهم، هو واجب وطني وشرعي في المقام الأول والأخير لديها، ولدى كافة أبناء الصغار والكبار.

وتحملت العائلة وفقا للحاج عثمان ودون أن يكون منة منها أو رياء للناس كافة نفقات الأغذية المقدمة للنازحين، طيلة فترة وجودهم، على حساب أهل الخير فيها، رغم أن النازحين بشكل عام تتحملهم الجهات المسؤولة.

ولم تكتفي العائلة بما قدمته بيدها للنازحين، إلا أنها انخرطت في صولات النضال وتقديم الشهداء، فكان شهيدها الأول محمد عبد الكريم المصري، والذي ارتقت روحه الطيبة في منطقة القرارة بعد استهداف مجموعة من منازل المواطنين.

وتوالت جولة بطش الاحتلال لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وزادت من بطشتها، تقطف كل من لاح في أعين طائراته ومدفعيته، لتقدم عائلة المصري نموذجا أخر من التضحيات وقربان للوطن لا ينفك عما تعيشه كافة العائلات الفلسطينية.

وقد قصفت مدفعية الاحتلال بيت من بيوت العائلة يوم الجمعة الماضي، في مجزرة مدينة رفح الذي ادعت قبله فقدانها لجندي على يد المقاومة، وقد ارتقى فيها كل من الشهيد ابراهيم سليمان المصري 57 عام، وزوجته نجية يوسف المصري 54 عام، وأبناؤهما ضياء 33 عام، وأحمد ابراهيم المصري 19 عام، وأحفاده  ابراهيم سليمان المصري 5 سنوات، خالد سليمان المصري 3 سنوات، وخالهم حمدي يوسف المصري 43 عام في مجزرة دموية روت بين فصولها مجازر الاحتلال بحق الأمنين في بيوتهم.

ويعبر الشاب الجامعي نصار المصري، عن فخره بما صنعت العائلة، وقدمت خلال العدوان الإسرائيلي، وبما يؤسس لنسيج مجتمعي مترابط ومتماسك، ومضحي، في وقت يريد الاحتلال أن تكون بوصلة الشعب الفلسطيني تائهة وضائعة.