خبر مصر تريد تتويج وريث لمشعل- هآرتس

الساعة 11:10 ص|06 أغسطس 2014

بقلم: جاكي خوري

يمكن أن يكون التفاوض الذي بدأ في القاهرة في تسوية الهدنة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حماس، بابا لتغييرات اقليمية في مقدمتها عودة مصر الى المسرح باعتبارها جهة ذات تأثير سياسي واستراتيجي في الشرق الاوسط. وقد كُتب وقيل الكثير في ذلك لكنه تبدو في الملعب الكبير تباشير تغيير جوهري قد يكون حاسما في المستقبل القريب حتى بالنسبة للفصائل الفلسطينية.

إن التدبير الذي استعمله المصريون في الازمة مع حماس لم يكن يرمي فقط الى إذلال المنظمة أو الى عقابها على وقوفها مع حركة الاخوان المسلمين. بل يشهد ايضا على توجه يرمي الى إبطال قوة مراكز قوة في المنظمة منها مستواها السياسي وتحسين منزلة آخرين.

قال فلسطينيون كبار كانوا مشاركين في الاتصالات لتأليف الوفد الفلسطيني الى القاهرة، قالوا إن المصريين اعترضوا على مجيء عدد من الرجال البارزين في حماس وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل.

وكذلك لم يوافق المصريون على استقبال مسؤول كبير في المنظمة هو اسماعيل هنية رئيس الحكومة السابق ورؤساء الذراع العسكرية في المنظمة.

ترى مصر أن ذراع حماس العسكرية – وربما حتى هنية نفسه – مشاركة في تنفيذ عمليات على الشرطة وقوات الامن المصرية في رفح. وكذلك اهتم مشعل كما يدعي المصريون أولا بمصالح قطر وتركيا التي لا تتساوق مع رغبات مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ومع ذلك اختار المصريون على الخصوص اضافة نائب مشعل، موسى أبو مرزوق، وهو الوحيد بين قادة حماس الذي يسكن في القاهرة ويحافظ على علاقة وثيقة بالسلطات المصرية. وكان أبو مرزوق في الشهر الاخير الشخص الوحيد الذي أجرى اتصالات بالمصريين وبقيادة المنظمة. ويحافظ أبو مرزوق بخلاف مشعل على التواضع في السلوك ويُقلل من الظهور المعلن.

تقول احدى الروايات الفلسطينية إن أبو مرزوق كان عالما بالمبادرة المصرية وباعلان م.ت.ف عن هدنة من طرف واحد رفضها كبار قادة حماس في غزة فورا تقريبا. وعلى حسب ما يقول اشخاص مصريون مقربون من دائرة متخذي القرارات في الدولة، أصبحوا في القاهرة يجعلون أبو مرزوق شخصية رئيسة، فهو رجل دمث وبراغماتي يمكن اجراء اتصالات به والحفاظ على المصالح المصرية في الوقت نفسه.

اذا نضج التفاوض في القاهرة فلا شك في أن المصريين سيستمرون على الاتصالات مع أبو مرزوق ويُنحون مشعل وهنية الى الهامش. فلم تعدُ الاتصالات أن بدأت وهم في حماس محتاجون الى مال غير قليل غير موجود مع المصريين لكنه موجود مع قطر خاصة. ويبدو في ظاهر الامر أن حلبة الملاكمة السياسية التي بدأت في القاهرة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية تُهيء صراعات قوة مصاحبة آسرة ومتوترة.