بالصور حزموا امتعتهم للعودة لبيوتهم لكنهم عادوا بالحسرة الى مكان نزوحهم!

الساعة 09:27 ص|06 أغسطس 2014

تقرير خاص

 

على الرغم من عودة آلاف النازحين الى بيوتهم في الأنحاء الشرقية من قطاع غزة والتي تعرضت للإبادة؛ إلا أن آلاف آخرين عادوا بخيمهم إلى أماكن النزوح، حيث تحولت بيوتهم بفعل الصواريخ الإسرائيلية أثراً بعد عين.

لم يتغير الوضوع كثيراً على المدارس التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" ومشافي الصحة خاصة "مجمع الشفاء الطبي" حيث لازالت تعجُ بآلاف النازحين، الذين أحتموا بجدران تلك الأماكن بعد أن فقدوا منازلهم في الحرب الضروس التي أتت على الأخضر واليابس.

عائلة عبدالفتاح الشاويش "ابو رامي" من شارع النزاز شرق حي الشجاعية إحدى العائلات التي تشردت ولا زالت تعاني بعد خراب جسيم حل في منزلها، لتستقر بمستشفى الشفاء حتى يفرج الله همهم ويتم إعادة ترميم منزلهم.

أبو رامي وعائلته لا زالت وجههم عابسة بفعل ما خلفته المدفعية الإسرائيلية في بيتهم خلال قصفها حي الشجاعية، يقول :"عند الإعلان عن التهدئة 72 ساعة ذهبت انا وعائلتي للإطمئنان على منزلنا فوجدناه وقد حلت فيه أضراراً كبيرة، خاصة بغرف النوم والمطبخ، حيث يفتقد الآن منزلنا لمقومات الحياة حيث لا ماء ولا كهرباء ولا اتصالات (..) حسبنا الله ونعم الوكيل".

ويضيف:"بالنسبة لنا كعائلة مشردة أماكن النزوح أفضل 100 مرة من منازلنا المدمرة من ناحية مقومات الحياة، والتي أيضاً تكاد تكون معدومة، الإ أنه أفضل من العيش بالخوف والقلق والترقب بين الركام في منزلنا، وبجبرك ع المر الا اللي أمر منه".

اما زوجته فتقول بحرقة :"لم تترك لنا قذائف المدفعية شيئ الا وأتت عليه، لكن الحمدلله نحن أفضل من أغلبية النازحين، آلاف المواطنين يعانون مما نعاني وأشد، حيث ذهبوا ليتفقدوا بيوتهم فوجدوها أثراً بعد عين كان هنا بيت".

وتحن ام رامي الى قضاء ساعة واحدة على الأقل فثي مطبخا شبه المدمر لتطهو لأولادها "صينية البطاطة" التي يعشقونها، يجيبها أحد اولادها الصغار مبتسماً، :"أه  والله أشتقنا لها يا حجة".

ولا تعرف تلك العائلة المكلومة في بيتها أين ستنتهي بهم الأحوال، او على الأقل كيف سيتدبرون شؤونهم في الايام القليلة القادمة مع بدء العام الدراسي الجديد (2014/2015)، مشيرة ان العائلات المشردة لا تعرف اين سينتهي بها الحال، مطالبين الحكومة والجهات المعنية المسؤولة بضرورة إنقاذ اوضاعهم التي وصفتها بـ"المأسوية".

وبالرغم من معاناة عائلة ابو شاويش ومصابهم الجلل إلا أن توجهوا بالتحية للمقاومة الفلسطينية التي أنتقمت لهم، مؤكدين تمسكهم بخيارها في تحرير البلاد والعباد من براثن الإحتلال، ما يفشل هدف استهداف المدنيين ومنازلهم في قطاع غزة وهو إنفضاض المواطنين عن خيار المقاومة وتاليب الناس عليها.

 

تدمير كلي لـ 760 منزل غير الاحياء الممسوحة

وبلغ إجمالي عدد المنازل التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي" بشكل مباشر في عدوانه المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ 29 على التوالي إلى (760) منزلاً، دُمِر معظمها بشكل كامل، مما ألحقت أضراراً كبيرة في الممتلكات، فيما يواصل استهداف الأراضي الزراعية في أنحاء متفرقة من القطاع.

كما أن مدفعية الإحتلال الإسرائيلي اتت على احياء باكلمها كمنطقة النزاز، وشارع المنصورة والبلتاجي وجبل المنطار شرق مدينة غزة، والزنة وبني سهيلا في خانيونس جنوب قطاع غزة، والمناطق الشرقية لجباليا وبيت حانون شمال القطاع.

 

ربع مليون نازح

وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" اكدت في تقريرها اليومي انه على الرغم من التهدئة 72 ساعة وعدة أعداد كبيرة لبيوتهم أن عدد النازحين في مدارسها مستمرا بالارتفاع حيث وصل إلى حوالي 240,000 نازح. ويقدر بأن ما مجموعه 460,000 شخص – أي ربع سكان غزة – نازحون.

كما وأشارت الاونروا انه وفقاً للتقديرات الاولية فإن حوالي 60,000 شخص ليس لديهم منازل ليعودوا إليها، وأن عدد المنازل التي تعرضت لأضرار جسيمة غير معروف طرفها حتى اللحظة.

وأشارت الاونروا في التقرير ان الدمار الذي حل في قطاع غزة بسبب الحرب أبعد بكثير من الدمار الذي حصل في حرب عام 2008/2009 – وحرب 2012م.

 

 

 
عائلات منكوبة
عائلات منكوبة
عائلات منكوبة
عائلات منكوبة