خبر في 'الشجاعية'... شقاء العمر ذهب في لحظات

الساعة 04:36 م|05 أغسطس 2014

غزة - وفا

 

فشلت محاولات صابر المغني المتكررة في تحديد مكان منزله الذي دمرته قوات الاحتلال قبل أسابيع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعد أن أصبح 'أثرا بعد عين'.

استغل المغني (35 عاماً) كباقي النازحين من أهالي'الشجاعية' فترة 'الهدنة'، لتفقد منازلهم وممتلكاتهم لكنهم لم يجدوها، مشيرين 'كأن الأرض انشقت وابتلعتها.'

يقول المغني وقد اتسخت ملابسه من كثرة الغبار المتطاير في المكان:' شقا عمري راح في لحظة عين... حسبنا الله ونعم الوكيل.'

وبدأ المغني يبحث في المكان عن أي شيء يدله على منزله، وأخذ يسأل جيرانه وأقاربه علهم يساعدونه أين كان منزله الجميل الذي لم يسدد ثمنه حتى الآن؟

'سكنت في بيتي قبل العدوان بسبعة شهور' قال صابر وهو يضرب كفا بكف وتكاد الدموع تنهمر من عينيه الحمراوتين من شدة الغضب.

وحاول بعض الأقارب تهدئة صابر وهو يجلس على الأرض ويقولون له: 'المال معوض.'

وأوضح صابر أنه استدان من البعيد قبل القريب لبناء منزله الذي طالما حلم به، مؤكدا أن قوات الاحتلال دمرت منزله بشكل متعمد.

أحياء كاملة مسحت عن الأرض ولم يتبق منها أي دليل على أن حياة كانت تدب في المكان قبل قدوم أعداء البشر والحجر والشجر.

يقول أحد السكان من عائلة محيسن: 'في منطقة القبة كان لأقربائي مساحات واسعة من الزيتون المعمر تقدر بسبعين دونما لم نجد حتى أي غصن منها.'

وأضاف:' مزارع للبقر والماشية والدواجن دفنت تحت الأرض'، مشيرا إلى أن أكثر من 30 منزلا لأفراد عائلته دمرت في نفس المنطقة.

يقول محمود فرج:' دمرت قوات الاحتلال منزلي المكون من خمس طبقات ودفنته تحت الأرض، لا أستطيع أن أحدد مكانه بالضبط.'، موضحا 'المنزل كان يقطنه عشرات الأفراد.... أصبحوا الآن بدون مأوى ومشردين هنا وهناك. '

وسمعنا قصصا مأساوية مختلفة من سكان الحي منها قصة أم ترعى شابين يتيمين أحدهما يدعى 'سعدي' استشهد خلال مجزرة الشجاعية، وتم تدمير منزلهم بشكل كامل.

مواطنون من عائلة حرارة أبلغونا بأن قوات الاحتلال دمرت عشرين بيتا لأقاربهم في نهاية شارع المنطار شرقا.

في منطقة تعرف باسم 'الكوربة' مع نهاية شارع بغداد الرئيس مسحت البيوت عن بكرة أبيها فمنها ما سوي بالأرض وأخرى دفنت أسفلها.

الطرقات لم تسلم هي الأخرى من عمليات التجريف والتخريب المتعمد، إضافة إلى أعمدة الكهرباء والهاتف والبنية التحتية.

شمال قطاع غزة وتحديدا في بيت حانون لم يختلف الوضع عن حي الشجاعية لأن المنفذ واحد ويريد أن يقول: 'إنه مر من هنا.'

يقول أبو أحمد الكفارنة:' دمرت قوات الاحتلال منزلي منذ بداية العدوان بالقرب من كلية الزراعة'، مشيرا إلى أن الخراب والدمار عمّ جميع بلدة بيت حانون.

وأضاف، لم تسلم أشجار الحمضيات التي تشتهر بها بيت حانون وأشجار اللوزيات والزيتون من التجريف والتخريب المتعمد، لافتا إلى تدمير قوات الاحتلال للطرقات وشبكات الصرف الصحي وأعمدة الكهرباء والهاتف ومركبات المواطنين، وكذلك المستشفى الوحيد في البلدة تعرض للقصف.

واتبعت قوات الاحتلال خلال عدوانها سياسة تدمير المنازل حيث تشير الإحصاءات الأولية إلى تدمير آلاف المنازل ما بين تدمير كلي وجزئي وأخرى غير صالحة للسكن.