خبر توقيت جيد – ومصر وسيطةً - اسرائيل اليوم

الساعة 12:11 م|05 أغسطس 2014

توقيت جيد – ومصر وسيطةً - اسرائيل اليوم

بقلم: يوآف ليمور

(المضمون: اذا حافظ الفلسطينيون على الهدنة مدة 72 ساعة فلم ينقضوها فستبدأ اسرائيل سحب القوات ومضاءلتها وإدخال المساعدات والطعام والادوية الى غزة - المصدر).

بعد خمس خيبات أمل – أعني خمس حالات وافقت فيها حماس في الشهر الاخير على هدنة ونقضتها – كان أمس في اسرائيل تفاؤل حذر بأنه قد يمكن هذه المرة أن نرى نهاية القتال في غزة.

أُحرزت هدنة بعد يوم تفاوض مرهق في القاهرة استجابت حماس في نهايته للاقتراح المصري (الذي كان بمنزلة طلب، بقدر أكبر) أن توقف القتال 72 ساعة. وردت اسرائيل بالموافقة لأن الموافقة كانت في هذه المرة برعاية مصرية – خلافا للهدن السابقة.

تأتي الهدنة بالنسبة لاسرائيل في توقيت جيد: فقد أتم الجيش الاسرائيلي أمس هدف العملية الرئيس وهو مشروع تدمير الانفاق الهجومية التي حفرتها حماس الى داخل اسرائيل. وقد أُبطل في الحاصل العام 32 نفقا يبعد آخرها – الذي قتل في جانبه الغزي في يوم الجمعة ثلاثة من مقاتلي دورية جفعاتي – نحوا من كيلومترين ونصف في عمق الارض الفلسطينية في رفح.

عبروا في اسرائيل أمس عن رضى ظاهر لعودة مصر الى دور الوسيطة لا لأن ذلك أحبط محور قطر – تركيا احباطا تاما فقط ولا لأن مصر تميل بوضوح لمصلحة اسرائيل (أو على حماس اذا شئنا الدقة)؛ إن أحد اسباب استمرار العملية الحالية عدم وجود جهة وسيطة يقبلها الطرفان وتنجح في إحداث نظام انهاء للقتال، ويبدو أن مصر ستنجح الآن في أن تؤدي هذا الدور كما فعلت بعد العمليات السابقة في القطاع. إن موافقة حماس على الوساطة المصرية تشهد على الازمة الغارقة فيها وإن يكن اصحاب التقدير قد حذروا أمس من أن المنظمة قد تحاول أن تجبي من اسرائيل ثمنا في الساعات التي تسبق الهدنة.

اذا لم ينقض الفلسطينيون الهدنة فسيعجل الجيش الاسرائيلي اخراج القوات من غزة. ويمكن أن يتم ذلك في زمن قصير جدا (في مدة الهدنة وهي 72 ساعة)، وأن تستقر القوات بعدها شرقي حدود القطاع. ويفترض أن يبدأ بعد ذلك فورا في القاهرة المحادثات في مطالب الطرفين الجوهرية: فحماس ستطلب رفع الحصار وتحويل أموال لدفع الرواتب، وستطلب اسرائيل نزع السلاح مقابل تعمير القطاع. ومن المحتمل أن تُعجل اسرائيل في اثناء مدة المحادثات إدخال الطعام والادوية ومساعدة انسانية اخرى الى غزة كي تخفف من معاناة السكان وبغية مضاءلة انتقادها بسبب عدد المصابين والدمار الذي خلفه القتال في غزة.

في الجيش الاسرائيلي ينوون أن يُبقوا عددا كبيرا من القوات قرب القطاع في الفترة القريبة ايضا لمنح السكان الذين سيعودون الى بيوتهم شعورا بالأمن، وبغية احباط كل نقض محتمل للهدنة على أيدي الفلسطينيين، في الأساس.

وفي هذا الاطار تحدث أمس نتنياهو ويعلون وغانتس الى قادة الفرق المقاتلة في غزة ووجهوهم الى الاستعداد لتجديد العملية البرية في غزة. اذا تم الحفاظ على الهدوء على حدود القطاع فستُضاءل القوات بالتدريج وسيبدأ بموازاة ذلك ايضا تسريح عشرات آلاف رجال الاحتياط الذين جُندوا في اثناء العملية بالأمر 8.