خبر ينبغي نزع سلاح القطاع .. هآرتس

الساعة 10:23 ص|04 أغسطس 2014


بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: يجب على الجيش الاسرائيلي أن يُتم مهمته وهي تجريد القطاع من السلاح والقضاء على بنية حماس التحتية ولا يكون ذلك إلا بعملية برية كبيرة - المصدر).

        توجد قائمة دول طويلة يفرحها أن تجرد حماس من سلاحها؛ وأن تدمر منظومة الانفاق التي انشأتها هذه المنظمة الارهابية وحليفها الجهاد الاسلامي تحت ارض القطاع، وأن يدمر معها مقرات القيادة ومستودعات الذخيرة التي أنشئت فيها وتنطلق منها الهجمات على بلدات اسرائيل؛ وأن تُسلب آلاف القذائف الصاروخية التي بقيت معهما بعد أن أطلقا أكثر من 3 آلاف قذيفة صاروخية في الشهر الاخير. وتوجد في رأس القائمة اسرائيل بالطبع التي اضطرت الى مواجهة مخزون السلاح عند حماس والجهاد الاسلامي وسيجب عليها أن تعالجه في المستقبل إلا اذا نُزع سلاح غزة.

        وتعترف دول كثيرة ايضا بأن مجرد وجود مخزون السلاح هذا عند منظمات ارهابية في قطاع غزة هو قنبلة مؤقتة متكتكة قد تنفجر في كل لحظة وتهدد استقرار المنطقة كلها. وتُعد في تلك الدول دول عربية كثيرة في المنطقة أولها مصر. وليس من المفاجيء ايضا أن أهم ما يهم محمود عباس هو نزع سلاح القطاع. لكن من يمسك بالثور من قرنيه وينزع سلاح غزة؟.

        لن تفعل الامم المتحدة ذلك ولا عباس. وإن الأمل الذي تم التعبير عنه أكثر من مرة وهو أن يُنزع سلاح حماس وأن يكون ذلك جزءً من اتفاق سياسي بين عباس واسرائيل هو من أحلام اليقظة يشبه أمل أن تدع حماس نضالها لاسرائيل مقابل مساعدة اقتصادية سخية لغزة. فحماس لن تتخلى طوعا عن سلاحها وعن البنية الارهابية التي انشأتها. ولن تتولى أية جهة سوى اسرائيل هذه المبادرة فتجبرها على أن تنزع سلاحها. فالجيش الاسرائيلي فقط قادر على أن ينزع سلاح القطاع. واذا فعل ذلك حقا فينبغي أن نفرض أن يحظى بالتشجيع من جهات كثيرة، لكن يجب عليه أن يحرز ذلك بقواه الذاتية.

        تلك مهمة يجب أن تتم سريعا لأنه كلما طالت المسيرة زاد عدد المصابين من سكان غزة وقوي طلب وضع حد لمأساة السكان بهدنة فورية – وإن لم تتم مهمة نزع سلاح حماس. وستزيد بذلك احتمالات جولة قتال اخرى وكوارث اخرى في المستقبل.

        ينبغي أن نأمل أن نكون صحونا الآن من الوهم الذي يرى أنه يمكن ردع منظمات ارهاب. والدليل على ذلك عمليتا الرصاص المصبوب وعمود السحاب اللتان امتنع الجيش الاسرائيلي فيهما عن إتمام المهمة – آملا أن تحجم حماس المضروبة عن الهجوم على اسرائيل مرة اخرى.

        ينبغي أن نأمل أنه تم التخلي عن الاستراتيجية الفاشلة لـ "الهدوء مقابل الهدوء". وثمة فكرة اخرى دحضتها عمليات سابقة على حماس والايام الثمانية الاولى من عملية الجرف الصامد وهي أنه يمكن أن تُهزم حماس بهجمات جوية فقط. يُحتاج الى عملية برية مؤيدة بمساعدة من الجو.

        يبدو أن نجاح منظمة القبة الحديدية أفضى الى استنتاج أن الخطر الرئيس الذي تتعرض له اسرائيل من قبل حماس هو الانفاق التي تؤدي الى داخل اسرائيل. لكنها في واقع الامر جزء فقط من هجوم حماس على اسرائيل. ينبغي أن نتناول ايضا مخزون الصواريخ لدى حماس الذي يضطر ملايين الاسرائيليين بسببه الى اللجوء الى الملاجيء في كل يوم، والبنية القيادية في المنظمة التي جعلت مقرها تحت مستشفيات ومدارس ومساجد ومنشآت الامم المتحدة في غزة، وتدير من هناك حربها لاسرائيل.

        لن تقف هجمات حماس على اسرائيل ما لم يُقض على هذه البنية الارهابية. فاذا أظهرت اسرائيل عدم استعداد أو عدم قدرة على إتمام القضاء على حماس فسينفد ايضا صبر من عبروا عن تأييد لها في هذه الحرب، بل سيطلبون بقدر ما من العدل وقف اطلاق النار الذي يبدو أنه لا يفضي الى أي مكان.

        إن أكثر الدعاوى التي تعترض على اخضاع حماس المطلق لا تثبت لامتحان دقيق. والدعوى الأكثر اقناعا في رأي كثير من الاسرائيليين يعبر عنها سؤال ماذا سنفعل بعد أن نُخضع حماس. ستعرض لنا حينما يحين الوقت عدة امكانات لكن يجب علينا قبل ذلك أن نحرز الهدف.