خبر لا يوجد ما يُخيب الرجاء فحماس ضربت ضربة ساحقة.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:21 ص|04 أغسطس 2014


بقلم: دان مرغليت

(المضمون: الناظر في عملية الجرف الصامد نظرا واقعيا يرى أنها حققت الكثير من الانجازات وضربت حماس ضربة ساحقة وإن كان ذلك غير كاف الى الآن - المصدر).

يمكن في لحظة سامية أن نرى المقاتلين يعودون تباعا مغبرين بسبب النشاط البري مُحملين بتجارب قاسية من حرب لعدو قاس معبرين عن أساهم لأنهم لم يدعوهم يُتمون المهمة. فقد رأوا الموت وجربوا فقدان حياة اصدقائهم. وواجهوا منشآت وهمية لوكالة الغوث تخدم حماس وعبروا بلغتهم عما قاله الحكماء: "من بدأ الفريضة قيل له أتمها".

تغذي هذه الظاهرة الايجابية الشعور باضاعة الفرصة. وهي تفسر لماذا انخفضت شيئا ما شعبية بنيامين نتنياهو التي وقفت في ذروة العملية على أكثر من 80 بالمئة، الى 60 بالمئة أو فوقها بقليل.

ذلك انخفاض نبع من رعاية توقعات قصوى مطلقة لا يمكن أبدا أن تتحقق كاملة. وليس استطلاع الرأي المحدد هو الذي يذاع في هذه الايام بل ذاك الذي سيجري بعد أن تنتهي المعارك.

الاهتزازات معروفة. وقد قرأ زميل كبير أمس على مسامعي قطعة من كتاب البروفيسور بني موريس عن حرب 1948. اشتكى دافيد بن غوريون مؤسس الدولة آنذاك من ظاهرة الشعور بالمطاردة لدى الشعب اليهودي الذي تتحول روحه سريعا من الابتهاج الى الاكتئاب كما قال الحكماء من قبل: "حينما يعلو، يعلو حتى النجوم، وحينما ينحط، ينحط حتى التراب".

يجب ألا يخيب أمل الجمهور من النتيجة فقد ضُربت حماس ضربة ساحقة وتضاءلت منظومتها الصاروخية ولن تدعها اسرائيل تجددها. وصحيح أنها عرفت بأمر أكثر الانفاق لكن نتنياهو وموشيه يعلون لم يذكراها بين أهداف عملية الجرف الصامد وهذا خطأ جوهري (سيتم الحديث بعد ذلك في التحقيقات عمن منع انشاء عائق ناجع وبأية تعليلات غير واضحة). لكن خطأ تجاهل الانفاق أصلحاه في أثناء العملية فدُمرت الكثرة الساحقة منها.

عرف هذا الجمهور أن نتنياهو عين وزيري دفاع – أهلين جدا في نظري وهما اهود باراك ويعلون – اعتقدا مسبقا أنه ليس لمشكلة حماس حل عسكري نهائي. يمكن ضربها بصورة قاسية حتى أكثر مما أحرز كما قال أمس يوآف غالنت، لكنه لا يوجد حل مطلق دون تآلف الاجهزة ودون مسار سياسي. فبقوة الذراع يمكن فقط تصريف ازمات بنجاح وهذا كثير لكنه غير كامل.

اعتاد باراك أن يرد بقوله "ما السيء في ذلك؟" حينما تحدوه بقولهم إن الرصاص المصبوب وعمود السحاب ستؤديان الى هدوء بضع سنين فقط، وقد صاغ يعلون موقفه في كتابه "طريق طويل قصير".

عرف نتنياهو من يعين لهذه المناصب ولماذا. وأدرك الثلاثة أن استعمالا ناجعا للقوة الاسرائيلية مع إبداء الحذر في الساحة السياسية والقانونية والاعلامية – يوجب ضبط النفس وخفض مقدار التوقعات من العملية.

يجب على من خاب أمله الآن من النتائج ألا يقارنها بحلمه أو بالهذيانات التي طورها اثناء القتال، بل بالاهداف المعلنة التي خرجت اسرائيل لضرب حماس من اجلها. وحينما يفعل ذلك لا يخيب أمله.

لكن الامتعاض الذي يعبر الجمهور عنه له بُعد حقيقي، وينبغي أن نبدي الرأي فيه: ستتلاشى عملية الجرف الصامد اذا ضُللت اسرائيل بالجدول الزمني للقاء العربي الداخلي في القاهرة لأن الخلاص لن يأتيها من هناك.

يجب على اسرائيل كما أعادت أمس انتشار قواتها من طرف واحد أن تسعى الى إنهاء معقول للعملية دون أن تنتظر قرارات من آخرين كي لا تغرق في رمال غزة.