خبر وزير إسرائيلي يكذّب ادّعاءات الحكومة بتحقيق أهداف العداون

الساعة 10:44 ص|03 أغسطس 2014

وكالات

 

كذّب وزير السياحة الإسرائيلي، عوزي لانداو، صباح اليوم، حكومة الاحتلال، حين أعلنت أنّ الجيش حقق هدفه الأساسي من العدوان الحالي على قطاع غزّة، قائلاً إنّ هذا الأمر غير صحيح البتة، في ظلّ إعادة انتشار جيش الاحتلال بمحاذاة القطاع لمواصلة عدوانه.

وقال لاندو المعروف بمواقفه المتطرفة: "لم نحقق الأهداف، التي وضعناها للحملة، لأننا عالجنا مشكلة ثانوية وفرعية هي الأنفاق. الخطر الحقيقي والأساسي بدرجة أكبر هو خطر الصواريخ، وقيادة (حماس) التي لم تتضرر؛ فلا يوجد أي قيد يمنع قيادة (حماس) في المستقبل من حفر أنفاق جديدة والتزود بالسلاح. وفي الجولة القادمة، من شأننا أن نواجه صواريخ تحمل رؤوس تفجير أكبر وأقوى، وأسلحة كيماوية وصواريخ مضادة للطائرات". 

واعتبر لاندو، الذي يحظى عادة بتقدير لخبراته الاستراتيجية، أن "قوّة الردع الإسرائيلية قد تآكلت بشكل كبير في 26 يوماً من القصف الشديد، ولم تنجح في معالجة أمر حماس". 

وتطرق لاندو إلى الإنجازات التي حقّقتها "حماس"، فقال: "لقد شاهدنا كيف تمكّنت (حماس) من إغلاق المجال الجوّي، وهناك الآن تظاهرات في الضفة الغربية مما يدل على أن (حماس) باتت لها شعبية أكثر، فيما تتردّد إسرائيل بحسم الأمر ضدّها، وهذه رسالة هدّامة، ويستحسن أن نتعلم من الولايات المتحدة التي رفضت التفاوض مع الإرهاب وتنظيم (القاعدة) وطاردت زعيمه أسامة بن لادن".

وانضم العميد احتياط، إيفي إيتام، إلى موقف لاندو، فاعتبر أنّه لا يمكن تحقيق الهدوء، طالما ظلّ حكم "حماس" في قطاع غزّة. ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى مواصلة عدوانها حتى إسقاط حكومة "حماس"، وتحويل الحركة إلى حركة غير مسلّحة أو عسكرية، لا تحظى بتأييد كبير أو شعبية في قطاع غزّة.

في هذه الأثناء، نقلت القناة العاشرة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، موطي ألموز، أنّ جيش الاحتلال يواصل نشاطه في هدم الأنفاق، وقصف مواقع وأهداف المقاومة في قطاع غزّة، مدّعياً أنّ الجيش على وشك إنهاء المهام المطلوبة منه في القطاع.

وقال إنّ الجيش يعيد ترتيب صفوفه خارج غزّة في خطوط دفاعية أولية قريبة من المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزّة، مشيراً إلى أنّه لن يوقف عملياته والقصف الجوّي لمناطق مختلفة في قطاع غزّة.

وأضاف ألموز أنّ الجيش نشر قوات كبيرة في محيط غزّة، وقدّر أنّه تم ضرب وتدمير غالبية الأنفاق الهجومية. وكانت تقارير أولية قد تحدثت، بعد ظهر أمس، عن بدء انسحاب جيش الاحتلال من القطاع، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية أعلن في مؤتمر صحافي مشترك الليلة، مع وزير الأمن موشيه ياعلون، أنّ الاحتلال يواصل العدوان، وأن الجيش يواصل هجماته إلى حين تحقيق أهداف العدوان، دون تحديد جدول زمني أو حجم القوة المستعملة. 

إلى ذلك، تباينت مواقف المحللين العسكريين في إسرائيل حول قرار الحكومة الإسرائيلية سحب جزء من القوات من القطاع، والاتجاه نحو انسحاب من جانب واحد، فقد اعتبر ناحوم برنيع في "يديعوت أحرونوت" أنّ هذا القرار، وإن كان صحيحاً، لكنّه جاء متأخراً، لفترة طويلة سقط خلالها 20 جندياً إسرائيلياً بسبب تردّد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.

واعتبر برنيع أن القرار يعيد لإسرائيل زمام المبادرة، بعدما كانت المقاومة قد تمكّنت من جرّها إلى عمليات ردّاً على نشاط المقاومة. 

في المقابل، اعتبر عاموس هرئيل في "هآرتس"، أنّ كل شيء بات الآن، بعد خروج وإعادة انتشار قوات الجيش، بشكل جديد وفق خطوط دفاعية مع الاحتفاظ بحزام أمني شرقي القطاع، يجعل مستقبل التطورات مرهون بقرار وموقف المقاومة في القطاع. مع ذلك، حذر هرئيل من خطر تحول الحزام الأمني المؤقت إلى حزام دائم، مشيراً إلى أن نتنياهو يتعرض حالياً لضعوط من وزراء حكومته، ولكن أيضا من المحللين السياسيين والعسكريين الذين "ينصحون بتعميق العملية" والتوغل في قلب غزّة.

 

وفي ظلّ نجاح المقاومة الفلسطينية باستخدام الأنفاق وشنّ عمليات نوعية ضدّ جنود الاحتلال، بات الاحتلال يهجس في احتمال نسخ حزب الله التجربة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. ونشرت القناة الثانية الإسرائيلية، صباح اليوم، تقريراً عن سماع سكان مستوطنة "زرعيت" على الحدود اللبنانية، أصوات حفر تحت الأرض، واهتزاز في البيوت وسقوط اللوحات المعلقة.

وقالت إحدى النساء في المستوطنة، للقناة الثانية، إنّها على اتصال دائم مع معهد الهندسة التطبيقية "التخنيون"، الذي أرسل مهندسيين لفحص الشكاوى، كما أنّها على اتصال دائم مع سلطات الجيش. 

وكان موقع "يديعوت أحرونت" قد أفاد، قبل يومين، عن شكوك من قيام حزب الله بحفر أنفاق تصل داخل العمق الفلسطيني المحتل، فيما لم يستبعد خبراء عسكريون أن يكون الحزب قد قام بحفر مثل هذه الأنفاق.