خبر « إسرائيل » تقتل النازحين النائمين في مدرسة « أبو حسين » بغزة

الساعة 07:45 ص|30 يوليو 2014

غزة- متابعة

بعد ليلة طويلة أشبّه بـ"أفلام الرعب"، حاول باسم النجار، وشقيقه ثائر، أن يخلدا للنوم ولو لدقائق معدودة، هربا من فزع أصوات القصف الإسرائيلي المدفعي والعنيف، والمتزامن مع غارات الطائرات الحربية الإسرائيلية المخيفة.

ولا يبدو في المكان أي متسع للراحة، أو للهدوء، إذ يرتفع الصوت أكثر فأكثر، غير أن ثائر  ربما همس في أذن أخيه: "هيا باسم لننم ولو قليلا".

ينام الشقيقان، ولا يستيقظان إلى الأبد، بعد أن تطاير جسداهمّا إلى دماء وأشلاء تناثرت على جدران مدرسة (أبو حسين) في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

ويسقط الأخوان، فجر اليوم الأربعاء بجوار 15 آخرين تحولوا إلى أجساد متقطعّة بفعل القصف المدفعي الإسرائيلي العنيف، والعشوائي، والذي طال المدرسة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، والتي كان يحتمي بداخلها عشرات النازحين الفلسطينيين.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الأربعاء، عن مقتل 15 مواطنا جراء القصف المدفعي الإسرائيلي لمدرسة (أبو حسين)، وإصابة 100 آخرين جراح معظمهم بالغة وخطيرة.

ويقول الشاب "نائل حماد" "22 عاما" وهو يصرخ من هول بشاعة ما يرى، من أشلاء تناثرت على جدران وحوائط المدرسة: " لقد هربنا من الحر داخل الصفوف إلى ساحة المدرسة، وعندما بدأت القذائف تنهال كالمطر علينا، هربنا داخل الصفوف، ولم يتوقف القصف بل ازداد، ليطال النائمين داخل الغرف، والهاربين من الحر".

ويبكي حماد الذي فقد أحد أقاربه في القصف: "أين نهرب؟ أين نذهب؟ في كل يوم مجزرة، لا مستشفيات باتت آمنة، ولا مدارس إيواء، الموت يلاحقنا في كل مكان".

ونزحت آلاف العائلات شمالي وشرقي قطاع غزة، واتجهت نحو مدارس (أونروا)، واتخذتها كمراكز إيواء، وتُقدر أعداد النازحين وفق مؤسسات حقوقية بـ"187" ألف نازح.

"إنهم يقصفون المدرسة" تصرخ "هبة العامودي"، وهي تستيقظ من نومها فزعا من سقوط عشرات القذائف المدفعية على المدرسة، ولا تُكمل ابنة الثامنة أعوام صراخها إذ تسقط مضرّجة بدمائها.

ويقول "مروان أبو جلالة" أحد الناجين من الموت، إنّ القصف طال النائمين، ويُضيف وهو يبكي: "الأمر لا يُصدق، الأشلاء تتناثر في المكان، الملابس تلتصق بالجدران، الجميع في المدرسة يظن أنه في مأمن لأنه داخل مؤسسات الوكالة الأممية، لكن للأسف إسرائيل لم تعد تلتزم بأي قانون إنساني أو حقوقي، إنها ترتكب جرائم حرب".

ومن المدرسة الثالثة، أو حتى العاشرة، كما تقول "سناء أبو سحويل" (45 عاما) إحدى الناجيات من القصف، وتواصل وهي تصرخ بشكل هستيري: " خلص (يكفي) قديش (كم) بدهم (يريدون) دم منا علشان(حتى) يسكتوا".

والخميس الماضي قتل أكثر من 15 فلسطينياً، وأصيب نحو 200 آخرين، ، في قصف مدفعي إسرائيلي طال مدرسة "بيت حانون" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، شمالي قطاع غزة، كان يحتمي بداخلها عشرات النازحين بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على القطاع منذ 7 يوليو/ تموز الجاري أسقطت أكثر من ألف قتيل فلسطيني، و7 آلاف جريح، بينهم 260 طفلا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.

بينما قتل 53 عسكريًا إسرائيليًا و3 مدنيين، حسب الرواية الإسرائيلية، فيما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها قتلت 110 جنود إسرائيليين وأسرت آخر.