خبر بوادر لانهيار عقيدة التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة

الساعة 10:11 م|27 يوليو 2014

وكالات

 

رصدت الصحف الإسرائيلية ما سمّته ببوادر انهيار عقيدة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال في أوساط حركة "فتح"، في ظل امتداد الاحتجاجات الغاضبة في الأيام الأخيرة إلى الضفة الغربية، ووصولها إلى مشارف القدس المحتلة عند حاجز قلنديا، مما ينذر باشتعال انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية تفتح على "إسرائيل" جبهة جديدة.

وأشارت مراسلة "هآرتس" في الضفة الغربية، عميرا هس، التي تسكن مدينة رام الله، إلى ما سمته "التظاهرات الشعبية الجماهيرية مقابل فراغ سياسي"، قصدت به الإشارة إلى تقاعس الشخصيات الفلسطينية البارزة عن مواجهة التظاهرات والمواجهات التي اندلعت منذ أواخر الأسبوع الماضي في الضفة الغربية، وأسفرت يوم الخميس وحده عن سقوط تسعة شهداء برصاص الاحتلال. 

وكتبت عميرا هس أنه على الرغم من شهادات طواقم الأطباء في المستشفيات الفلسطينية، أن المظاهر السائدة في مدن الضفة تعيد الى الأذهان صور ومشاهد الانتفاضتين الأولى والثانية، غير أن المشهد خلا من مشاركة ناشطين ميدانيين بارزين ومعروفين يمكن الركون إلى قدراتهم ومهاراتهم في توجيه حركة الاحتجاج إلى مسار وخطة عمل مشتركة لكافة الفصائل الفلسطينية، خلافاً للوضع الذي ساد في الانتفاضة الأولى عندما كان ناشطو منظمة التحرير والفصائل في الصف الأول من هذه التظاهرات. 

ورأت المراسلة أن التظاهرات الحالية تكشف بشكل بارز الفراغ السياسي وغياب التخطيط المدني، مقابل الإعجاب الكبير الذي يبديه الجميع في الضفة الغربية، بقدرات التخطيط  لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. 

وبحسب "هآرتس"، فإن تظاهرات الغضب في الضفة الغربية تقول أمراً واحداً أكيداً وواضحاً وهو: لقد انهارت عقيدة الدبلوماسية التي يقودها محمود عباس، وباتت حركة "فتح" على عتبة إفلاس سياسي رسمي، ومكثف في حال واصلت التماهي مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تعتَبرُ وكيلة ومتعهدة لأعمال الاحتلال الإسرائيلي. 

وفي مقابل هذا الإفلاس، تسعى حركة "فتح" ومعها قيادة السلطة الفلسطينية إلى تفعيل آلية الوحدة الوطنية، لتحديد استراتيجية موحدة مع الفصائل الإسلامية غير المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية، وتبييض وجه الفشل الدبلوماسي في العقدين الماضيين، ووضع حد للحكم المطلق لمحمود عباس، بحسب الصحيفة، التي تؤكد أن جهود تفعيل هذا الإطار تبدو اليوم غير واقعية.

وتخلص هيس إلى القول إنه في ظل الفراغ السياسي المدني القائم في الضفة الغربية، فإن من شأن التظاهرات  أن تسير في أحد اتجاهين: العودة إلى حالة "مكانك إجلس"، بفعل عدم اليقين من جدوى التحرك أو "اختطاف" هذه التظاهرات والذهاب نحو مقاومة فاعلة على غرار ما يحدث في قطاع غزّة. وترصد أن قوات الاحتلال استخدمت في التعامل مع الاحتجاجات الأخيرة، الأعيرة النارية مباشرة دون اللجوء لأدوات أقل فتكاً (كالعيارات المطاطية والقنابل المسيلة للدموع)، ربما بهدف قمع موجة الاحتجاجات في بدايتها.

وفي السياق، نقل مراسلو "هآرتس" عن عضو رفيع المستوى في حركة "فتح" قوله إن على إسرائيل أن تدرك أن السلطة لن تبقى الشرطي الحامي لأمنها، وهو ما فُسّر على أنّه تحول في العقيدة الأمنية في أوساط واسعة في "فتح"، باتت تسعى إلى تمييز نفسها عن أجهزة الأمن الفلسطينية، وعن منظومة التنسيق الأمني. 

وكان مراسل القناة العاشرة قد كشف الأسبوع الماضي أنه وقعت حالات متفرقة في الآونة الأخيرة، في الضفة الغربية، من عمليات إطلاق نار باتجاه دوريات إسرائيلية ومستوطني الضفة، قامت بها جماعات "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح". واعتبر المراسل أن هذه التطورات تُنذر في نهاية المطاف بشرخ داخلي ولو على مستوى الميدان، في المنظومة الفكرية والعقيدة الأمنية لعناصر حركة "فتح"، الذين باتوا يجدون أنفسهم محرجين إزاء "نجاعة" التنسيق الأمني في قمع مظاهر الغضب الفلسطيني على ما يحدث في قطاع غزّة.