خبر اشرف القدرة يعمل بلا كلل لكن مشهد الضحايا من الاطفال والنساء « يحزنه »

الساعة 08:16 م|27 يوليو 2014

غزة- أ.ف.ب

الطبيب اشرف القدرة لا ينام سوى ساعتين يوميا في مكتبه الصغير في مستشفى الشفاء منذ بدء العداون الاسرائيلي ضد قطاع غزة قبل عشرين يوما، حيث لا يتوقف هاتفه عن الرنين.

ومع انه يؤكد انه لا يشعر بتعب، يقول القدرة لوكالة فرانس برس ان مشهد الاطفال والنساء الذين يقتلون في القصف الاسرائيلي على قطاع غزة حيث سقط اكثر من 1050 شهيدا معظمهم من المدنيين "يهزه ويحزنه".

ويؤكد القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة "لا احباط في العمل. اشاهد اشلاء ودماء لكن منظر الاطفال والنساء ضحايا القصف الهمجي يهزني ويحزنني (...) اشعر كانهم اولادي".

وفي مكتبه الصغير، ينام القدرة ( 41 عاما) ساعتين يوميا في مستشفى الشفاء حيث لا يتوقف هاتفه عن تلقي الاتصالات من معلومات حول الشهداء والجرحى في هجمات اسرائيلية جوية وبرية من مستشفيات قطاع غزة يزود بها الصحافيين.

وفي مستشفى الشفاء اكبر المشافي السبعة في القطاع، يقول القدرة لوكالة فرانس برس بعد يوم عمل شاق "لا امان للاسرائيليين".

ويضيف "لقد استهدفوا مستشفى شهداء الاقصى وقبله مستشفى الوفا ومستشفى غزة الاوروبي (...) ولا استبعد ان يقصفونا في المستشفى. العدو تجاوز الجنون"، مؤكدا انها ستكون "كارثة الكوارث اذا حدث" ذلك.

ولا يتوقف تدفق الجرحى وجثث الشهداء الى مستشفى الشفاء منذ بداية العملية الاسرائيلية على غزة التي اودت بحياة اكثر من 1050 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، منذ بدئها في الثامن من تموز/يوليو الماضي.

ومن نافذة مكتبه، يتابع بغضب سيارتي اسعاف تنقلان جرحى الى قسم الطوارئ. ويقول عن قصف المستشفيات في غارات اسرائيلية "هذا ما كنت اخشاه".

ويدون الرجل الطويل القامة ملاحظات على اوراق امامه بينما لا يتوقف رنين هاتفي المكتب والجوال وجهاز راديو اللاسلكي.. ويجري اتصالاته مع المسؤولين في المستشفيات المستهدفة كما لو انه يدير معركة.

وفي وقت ما من النهار، يتمدد على فرشة بجانب مكتبه الخشبي في غرفة الاعلام في المستشفى. لكن مساعده يصل ليبلغه بغضب عن "شهداء وجرحى كثيرين في قصف اسرائيلي".

وينهض القدرة مذعورا ليجلس على مكتبه بينما تدب الفوضى في المكان مع وصول اطباء وعاملين لطلب الحصول على معلومات او تقديم تفاصيل.

وبعد حديث مع زوجته، يقول "حياتنا كلها ماسي". فمنذ بدء الحرب لم ير الطبيب زوجته واطفاله الاربعة وهم ولدان وبنتان يبلغ اكبرهم من العمر عشرة اعوام الا مرة واحدة عندما رافق اول مجموعة من الجرحى الى معبر رفح الحدودي لمتابعة سفرهم للعلاج في مستشفيات مصر.

واضاف الرجل وهو من سكان وسط خان يونس "مررت على البيت لساعة للاطمئنان على زوجتي واولادي".

ولم يتلق القدرة، الذي يحمل دكتوراه في الطب البديل حصل عليها من جامعة في باكستان، اي راتب او مكافأة مادية منذ اربعة اشهر حيث يعد موظفا في حكومة حركة حماس ولكنه ومع ذلك لا يغادر المستشفى موضحا "انا اؤمن بمهمتي الانسانية".

ويشير الى انه يتلقى اكثر من 700 اتصال هاتفي على مدى اليوم ويجري قرابة مئتي مقابلة صحفية واذاعية وتلفزيونية.

ويحرص القدرة يوميا على عقد مؤتمر صحافي مساء كل يوم مع مسؤولين اخرين في الوزارة في المستشفى الذي يعج بالمصابين ومرافقيهم للتحدث فيه عن احصائيات وتفاصيل القتلى والجرحى وطبيعة عمل المسعفين والادوية والمستلزمات الطبية.

ولا يخلع القدرة عند ذهابه للنوم معطفه الابيض الخاص بالاطباء حيث يؤكد "اريد ان اكون جاهزا لاي طارئ".

وينشط القدرة الذي يؤكد انه لا ينتمي لحماس او اي فصيل فلسطيني آخر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتمثل صفحته على موقعي فيسبوك وحسابه على موقع تويتر نافذة للصحافيين الفلسطينيين والاجانب لتلقي معلومات في كل لحظة عن عدد "الشهداء" والجرحى.

ويعد القدرة مع ثلاثة من مساعديه ثلاثة تقارير مفصلة يوميا. وهو يؤكد ان تقاريره "دقيقة وموضوعية وكذلك الارقام والاحصائيات التي نستخدمها" مع انها تثير اباركا احيانا لدى الصحافيين.

ويحكي الطبيب انه في حالة الفوضى التي تعم القطاع "يأتي مواطنون يسألون عن ابنائهم شهداء او جرحى اضطر لاجابتهم. هذه مسؤولية اخلاقية". ومن هؤلاء رجل غاضب تبدو عليه حيرة يقتحم مكتبه ويساله عن ولديه التوأمين وهما من عائلة الاسكافي قائلا "ابلغوني انهم شهداء"..

ويرد القدرة على اسئلته ليتبين انهم من حي الشجاعية وانتشل جثماناهما.

كما يجري ايضا اتصالات مع اللجنة الدولي للصليب الاحمر لمتابعة حركة سيارات الاسعاف للمناطق الساخنة والخطرة.

ويحلم الطبيب الذي يتابع بدقة عدد الضحايا الذي يسقطون يوميا في القصف على غزة "بنهاية الحروب" مع الدولة العبرية وبناء قطاع صحي مثالي لان "الفلسطيني يستحق الحياة" ولكنه يؤكد "لا امان للاسرائيليين".