خبر أصوات نادرة في إسرائيل تعارض وتفضح عدوانها على غزة

الساعة 03:58 م|25 يوليو 2014

وكالات

قال الأديب اليهودي البارز سامي ميخائيل، رئيس جمعية حقوق المواطن أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع أن يهزم حركة حماس، مشيرا إلى أنه خرج لمناهضة الحرب خوفا على حفيده الجندي وعلى مصير إسرائيل. وينتقد ميخائيل وهو روائي بارز من أصل عراقي يقيم في مدينة حيفا تفشي اعتداءات اليهود المتطرفين على فلسطينيي الداخل. ويتابع «حتى الآن لم يهزم الجيش الإسرائيلي أي بلدة في غزة، ولكن الناشط المتطرف باروخ مارزل، بمساعدة «الجرف الصامد» الاسم الذي تطلقه اسرائيل على عدوانها، والاجواء المتقدة التي سبقته، ينجح بفرض الرعب على مدن في إسرائيل.

واضاف ميخائيل في مقال نشرته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية إنه يعرف من تجربته أن كل حرب هي مرض، ولا توجد امراض مقدسة، هكذا لا وجود لحروب مقدسة. وحول الانزلاق نحو العدوان على غزة قال ميخائيل إن سلطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الهشة والشرخ بينه وبين شركائه من اليمين خلقا الأجواء الحربية، لافتا الى أن رفض نتنياهو للعملية السلمية عزل إسرائيل على الحلبة الدولية.

وبما يختلف عن أغلبية الكتاب والمعلقين في إسرائيل يتابع ميخائيل القول «شاهدت بداية بذور الحرب في الاستعراض المروع والاخراج المرعب للرد على العملية الفظيعة لاختطاف وقتل الفتية المستوطنين. ويبدو ان الجنرال نتنياهو منع طوال اربعة ايام أي وزير او مسؤول في الحكومة باعطاء أي لقاء لوسائل الاعلام، ولم يسمع الا صوته العالي والمشؤوم، صوت الطبول والرايات التي تمهد القلوب للنار والدخان».

واعتبر ميخائيل ان نتائج هذه الحرب، اذا تواصلت، ستكون حبلى بالمخاطر على إسرائيل محذرا من جرائم قتل سياسية جديدة. وينوه أنه رغم ان مطر الصواريخ من غزة تحول الى طوفان، فانه يعتبر هامشيا في عيون قادة الحرب، واليوم اصبحت الانفاق هي الهدف الرئيسي، مؤكدا أن شعبا بأكمله يقاد بالأكاذيب من منزلق الى آخر. وفي هذه الأثناء، تتآكل القيم الانسانية والليبرالية لإسرائيل تحت اقدام كتائب باروخ مرزل وامثاله.

ويضيف ميخائيل وهو من أنصار تسوية الدولتين إن «عدد القتلى في الجانب الآخر يكشف ظواهر مرض الانتقام في المجتمع الاسرائيلي. اكثر من مليون ونصف مليون عربي يعتبرون غرباء بل ومشبوهون داخل اسرائيل. تم دوس الصوت العقلاني، وتراق عليه جرار من الشتائم والعنف». وشدد على أن الكل يعرف ان الجيش لا يستطيع هزم حماس وان الخسائر ثقيلة، هنا وهناك، والخصمان يواصلان سفك الدماء. واختتم بالقول «في كل يوم تتواصل فيه هذه الحرب يمكنها ان تهزم إسرائيل كدولة ديموقراطية وتخضعها لقيادة سلطة الكتائب والجنرالات على مختلف انواعها.

ومن الأصوات النادرة التي تغرد خارج السرب في إسرائيل وتناهض الحرب وتفضح ما تحجبه وسائل إعلامها هو الكاتب الصحافي غدعون ليفي الذي اضطر للتحرك تحت الحراسة في ظل تهديدات واسعة تلقاها غداة مقال له انتقد فيه الطيارين الإسرائيليين ممن يلقون بقنابل الموت بزنة طن في غزة.

لكن هذه التهديدات لم ترهب ليفي فعاد بالأمس وأشار في مقال جديد نشرته «هآرتس» أن إسرائيل قتلت حتى الآن 155 طفلا فلسطينيا في غزة، أي عشرة أطفال كل يوم وفق معطيات الأمم المتحدة. واشار أن صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية نشرت أسماء الأطفال القتلى، بأعمارهم وملابسات موتهم. وتابع «سهيلة ابنة ثلاث سنوات، وبيسان عمرها ستة شهور، وسراج ابن اربع سنوات ونور عمره عامان وكافتهم من عائلة واحدة وهي أبو جامع التي أبيد 27 من أفرادها. وتابع ليفي «هذه اللائحة لا تكذب: «الجرف الصامد» هو «الرصاص المصبوب 2» والحرب الحالية ربما تتجاوز بجرائمها الحرب التي سبقتها.