خبر لنضغط على دواسة الوقود .. يديعوت

الساعة 08:12 ص|24 يوليو 2014

 

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: بينما تدق ساعة المفاوضات، على الجيش الاسرائيلي أن يسرع نشاطه في القطاع كي يتمكن من تدمير البنى التحتية لحماس قبل وقف النار - المصدر).

وعندما يتقلص الجدول الزمني ينبغي الضغط على الدواسة وتسريع لتدمير لبنى حماس التحتية – ولا سيما الانفاق – في المناطق التي سيطر عليها الجيش الاسرائيلي في القطاع. وستستوجب زيادة الوتيرة من الجيش انعاش القوات في الخط. فالقوات التي توجد في قتال متواصل منذ خمسة ايام ستحتاج الى الاستبدال، بالتدريج، بوحدات احتياط ايضا. وستكون حاجة ايضا الى تعزيز قوات الهندسة التي تعنى بتدمير الانفاق.

ندخل في سباق ضد الزمن الى أن يتقرر نوعا ما من وقف النار. في هذه النقطة ستكون للقيادة السياسية والعسكرية معضلة حقيقية: عن اي بنى تحتية يمكن التخلي واي بنى تحتية يجب تدميرها. وعليه فمنذ الان يركز الجيش الجهد ضد البنى التحتية الاكثر حيوية.

اساس القتال اليوم هو حول محاولات رجال حماس الدفاع عن المنظومة التي بنوها على طول الحدود مع اسرائيل. يتبين مثلا ان الشجاعية كانت معسكرا عسكريا واحدا كبيرا سكن فيه مواطنون أيضا. والان يكمل الجيش الخطة لتدمير اجزاء كبيرة من هذا الحي. ويوم الاثنين ليلا أنزل سلاح الجو 120 طن من المواد المتفجرة على مبانٍ في هذا الحي المكتظ. وعندما يأتي وقف النار- لن يكون لمعظم السكان مكانا يعودون اليه.

في 15 يوم من الحملة القت طائرات سلاح الجو تقريبا 3 الاف طن من المواد المتفجرة على قطاع غزة. وهذه كمية ذخيرة اكبر من تلك التي القاها سلاح الجو في "عمود السحاب" و "الرصاص المصبوب". 90 في المئة من الاصابات كانت دقيقة. والمعنى هو أن معظم منشآت منظمات الارهاب التي اشارت اليها الاستخبارات في القطاع – والتي توجد على سطح الارض – اصيبت.

غير أن القصف من الجو يصعب عليه المس بالسند التحت ارضي، فالحديث يدور عن أنفاق مع مسارات غير معروفة، عمقها يصل الى 25متر. توجد امكانية لضرب فتحات الانفاق من الجو، ولكن ليس تدميرها على طولها. وعليه، فان العملية البرية - بثمنها الباهظ – كانت حتمية.

وقعت معجزة لدولة اسرائيل عندما قررت حماس الشروع في القتال بضربة نارية من الصواريخ، ولم تحقق الخطة التي أعدتها للاختراق في آن واحد، لمئات المقاتلين، من عشرات الانفاق، لعشرات الكيبوتسات ومعسكرات الجيش على طول الحدود. فلو كانت "القوة المختارة" التي شكلتها حماس نفذت هذه الخطة – حين كان الانتشار على الخط مختلفا تماما عما هو عليه اليوم – لانتهى هذا بمذبحة جماعية وباختطاف اسرائيليين.

القصة السياسية، ظاهرا، آخذة في التعقد. فاللقاء بين خالد مشعل وابو مازن في قطر فشل. في اليومين الاخيرين كان يبدو ان حماس داخل قطاع غزة – بدء بالقيادة السياسية وانتهاء بآخر القيادات العسكرية – تغلق الصفوف وتمتشق الاظافر كلما تجسد المشروع المصري لوقف النار. كان يخيل للحظة ان حماس السياسية انضمت الى الروح الجهادية التي لا هوادة فيها لدى الذراع العسكري الذي يقول: لن تكون أي اتفاقات طالما لم تقبل، مسبقا، مطالبنا بحدودها القصوى. من ناحية حماس، نجحت في الحاق ما يكفي من الضرر باسرائيل، بما في ذلك وقف الطيران الدولي على خلفية النار نحو مطار بن غوريون كي يقف المجتمع الفلسطيني والاخوان المسلمون في كل العالم خلفها. كما يمكنها أن تتباهى في أن وتيرة نار الصواريخ نحو اسرائيل لم تتغير جوهريا، ناهيك عن الكرزة التي في القشدة: ظاهرا، أسير اسرائيلي.

هذا الموقف المتطرف، الذي وجد تعبيره أيضا في خطاب اسماعيل هنية أول أمس خلق احساسا بان حماس الداخل تخبط بخالد مشعل وبابو مرزوق اللذين يديران باسم حماس المفاوضات مع مصر. وهي تشك فيهما في أنهما يبيعانها بثمن بخس. من ناحيتها، طالما لم يدعَ رجالها الى الجلوس في المفاوضات في القاهرة ليكونوا شركاء في صياغة الاتفاقات – فليس هناك ما يمكن الحديث فيه. اما المصريون، من جهتهم، فلا يريدون ان يدعوا مندوبي الذراع العسكري. وحول هذا الموضوع تمارس في هذه اللحظة جملة ضغوط: على المصريين ليعدلوا موقفهم وعلى اسرائيل لتسمح بخروج مندوبي حماس الداخل الى مصر.

وبالتوازي يحاولون اقناع حماس الداخل بـ "تحقيق وقف نار" في صورة وقف نار انساني لفترة زمنية غير طويلة – ولكنها تكفي كي تخلق زخما، لاجتماع المندوبين في القاهرة وتهدئة النار. التقدير هو أن هذه الجهود - التي يشارك فيها الامين العام للامم المتحدة، اسرائيل، مصر، قطر، الجامعة العربية وكل من يمكنه أن يستخدم روافع الضغط أو يعطي الضمانات – ستعطي ثمارها. إذ أنه من قراءة الصورة في القطاع يتضح أن حماس الداخل تشعر بان لديها ما يكفي من الانجازات لعرضها كي تعطي مؤيديها احساسا بالنصر.

ومحظور أن ننسى: بعد أربعة ايام ينتهي صوم رمضان، ويبدأ عيد الفطر. في غزة أيضا يريدون الاحتفال بالعيد الأهم للمسلمين دون قصف. هذا اعتبار محظور الاستخفاف به.

إذا لم تكن في اسرائيل أي نية لاسقاط حكم حماس – فانها هي أيضا تكون استنفدت في واقع الأمر معظم الانجازات التي من الحملة. اختبار الانجاز الاسرائيلي سيكون اختبار الردع. وهذا سيختبر على مدى الزمن.

في الاسبوع الماضي أيضا، يوم الثلاثاء، جرى الحديث عن خيار وقف النار. غير أن في حينه دخل خالد مشعل مع الخطة القطرية، شوش على المسار المصري، وكل شيء انهار – والجيش الاسرائيلي شرع بالخطوة البرية. اذا ما انهار كل شيء هذه المرة ايضا – بسبب صراعات القوى وجنون الاضطهاد داخل حماس – فان الثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون سيكون أشد بعدة اضعاف.