خبر انجاز من ؟ .. معاريف

الساعة 08:09 ص|24 يوليو 2014

بقلم: رون كوفمان

(المضمون: لا يمكن لقيادتنا ان تشير الى "انجاز" الا اذا ضمنا الا تتدفق الاموال على حماس بحيث تتمكن من العودة الى حفر الانفاق وإعادة التعاظم لذراعها العسكري - المصدر).

قادة الدولة وكبار رجال الجيش يتحدثون في كل مقابلة وفي كل تعقيب عن "الانجاز". والسؤال هو اذا كان "الهدوء مقابل الهدوء"، مثلما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بداية "الجرف الصامد" لا يزال الهدف المعلن لاسرائيل أم أنه طرأ تغيير هام في فهم الوضع في أعقاب كشف الـ 16 نفقا.

سؤال آخر هو ما الذي يقدره الان قادة حماس كـ "انجاز" مناسب لوقف القتال؟ نحن لا نرى زعماء الارهاب لانهم يختبئون في منظومة الانفاق المعقدة. عشية "عمود السحاب" صفى الجيش الاسرائيلي قائد الذراع العسكري لحماس، أحمد الجعبري. وليس معروفا كم أضرت تصفيته بتعاظم المنظمة العسكري.

يستخدم زعماؤنا الحرب النفسية تقريبا في كل تصريح اعلامي. وكذا قادة حماس يتخذون استراتيجية اعلامية مشابهة، تنجح حاليا على الاقل لدى جمهورها. هامشي لان السؤال اذا كان سبب التأييد السلبي والنشط من الجمهور في غزة هو الخوف من المنظمة الارهابية أم أن هذا تأييد مطلق لطريقها ولاعمالها. يقول خبراء الارهاب انه يمكن تقدير تأثير ذلك فقط اذا ما حل تغيير. ويعتقد هؤلاء الخبراء بان حماس جرتنا الى القتال في ارض مبنية النقطة التي تقل فيها دونيتها كمنظمة عسكرية مقابل التفوق البارز لمقاتلينا – ولا سيما بسبب البعد الاخلاقي للجيش الاسرائيلي.

معطى آخر وحاسم يجد تعبيره في توقعات العالم من جيش دولة سيادية كاسرائيل بان يتصرف بأخلاقية. أما حماس، كمنظمة ارهابية إجرامية، فتتعاطى مع مفهوم الاخلاق وكأنه أسم سمكة، ومقاتلوها يختبئون خلف المدنيين في المنازل.

من الصعب ان نقيس الان الضرر الذي لحق بحماس جراء كشف وتفجير الانفاق الهجومية من غزة، إذ ليس معروفا كم نفق كهذا لا يزال يهدد سكان الجنوب. فالقيادة السياسية للمنظمة لا توجد في المناطق وقادتها ينثرون تصريحات بلا مضمون حقيقي بالنسبة لنا. ويعتقد خبراء الارهاب بان آلاف الغزيين الذين نالوا رزقهم كحفرة أنفاق في العقد من السنين الاخيرة لا يعرفون ماذا سيحصل في المستقبل القريب.

معطى واحد واضح: النجاح النسبي في بناء الانفاق هو فشل نسبي لجهازنا الامني. فالمجلس الوزاري الامني الذي صادق على الاجتياح البري، لم يحصل الا على معلومات جزئية، أو المعلومات المحدودة التي كانت تحت تصرف الجهاز. اما على حجم الانفاق فيتعرف اعضاء المجلس الان كل يوم.

خالد مشعل، الذي نجا من محاولة التصفية في عمان في 1997 لا يزال حرا طليقا. والسؤال هو أين سنكون بعد خمس سنوات: هل الدول العربية الغنية ستبقى تدفع بتمويل كبير لحماس يتيح لها استمرار حفر الانفاق وتعزيز قوة ذراعها العسكري.

الجواب على هذا السؤال لا يمكن ان يقدمه الوساطاء الدوليون الذين يحاولون الوصول الى وقف للنار، بحيث أن قيادتنا لا يمكنها أن تشير الى "انجاز".