خبر تدمير الأنفاق انجاز كبير .. اسرائيل اليوم

الساعة 08:08 ص|24 يوليو 2014

بقلم: دان مرغليت

(المضمون: سيكون تدمير الأنفاق أو 90 بالمئة منها على الأقل انجازا كبيرا للجيش الاسرائيلي - المصدر).

بشّر فجر يوم أمس بلغز سياسي ما يشبه كلمات متقاطعة دبلوماسية. وقد انحصر كل شيء بالقاهرة التي تحتفل اليوم بمرور 62 سنة على ثورة الضباط التي جاءت الى الحكم بمحمد نجيب وجمال عبد الناصر. وتباحث جون كيري وبان كي مون وأبو مازن برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقف اطلاق النار في غزة.

إن هدنة انسانية بضع ساعات غير مأخوذة في الحسبان لئلا تُستغل لتحسين مواقع حماس شيئا ما. لكن وقف نار طويلا ممكن بشرط أن يبقى الجيش الاسرائيلي في الميدان ليدمر باقي الأنفاق. فتدمير الأنفاق،بل تدمير 90 بالمئة منها انجاز كبير.

ليس واضحا أن يكتفي الجمهور بذلك، وليس واضحا ايضا أن توافق الحكومة على ذلك بالاجماع. فبنيامين نتنياهو وموشيه يعلون يريان الـ 90 بالمئة المليئة من الكأس، أما نفتالي بينيت فيضغط لاستمرار المعركة لاتمامها حتى النصر الكامل والمخاطرة بالغرق في وحل غزة الرملي.

لكن قد لا يوجد داع الى الاختلاف. فقد ثبت لحماس أنه حتى أكبر منتقدي اسرائيل يريدون نزع سلاحها (وزراء الخارجية الاوروبيين)؛ ويعترف الامين العام للامم المتحدة بحق اسرائيل في أن تدافع عن نفسها من عدوان الارهاب؛ والرئيس السيسي يبغض حماس ويراها أبو مازن ايضا مبتزة دماء.

يجب أن تزور الميدان كي تفهم. نشرت الى الغرب من السياج الحدودي في كفار عزة قوات مدرعة. واجتياز السياج محظور، لكن من ذا يوقف اصدقاء ومجرد مواطنين محبين مثلنا يأتون من جميع أنحاء البلاد لتقديم الأعطيات؟ إنه جيش التربيت على الكتف حتى لو كان بين يدي ذلك اطلاق نار سيزيفي.

قضت دبابة أمس على خمسة مخربين قرب ناحل عوز ومنعتني شرطية عسكرية من الاقتراب من المكان. لكن موقعين اسمنتيين يبلغ ارتفاعهما الى نصف الجسم شغلهما قائدان كبيران من وزارة الدفاع خبيران بما يجري. كنا نراقب من كفار عزة وكان قصف للشجاعية ثم آخر ثم آخر، واطلاق قذائف مدافع ونار من المخربين، وجهد من سلاح الجو الاسرائيلي ليمهد طريق لواء الشباب الطلائعيين الذي يتقدم نحو أفواه الأنفاق تحت بيوت المخربين. وكانت تلك صورة الحرب في وقت حقيقي، وكانت بين فينة واخرى معلومات عن خشية من تسلل مخربين، لكن تم دحض كل ذلك أمس.

القائدان الكبيران خبيران. ولولا فشل حرب لبنان الثانية لما أصبح عند اسرائيل بطاريات القبة الحديدية. والآن، بعد بضعة اشهر أو سنة، وبعد انفاق نصف مليار دولار وتزيد، سيوجد حل. وتجري في هذه الايام تجربة كبيرة اذا نجحت فستكون عندنا "تحتية حديدية" موازية للقبة الحديدية. ونسأل الله أن تنجح.

قوي اطلاق النار. وقد قتل قرب تل الحصان (جفعات هسوس) القريبة من سدروت التي طُلب الينا أن نخليها في يوم الجمعة وتهربنا من ذلك بعدم مسؤولية، قتل اربعة مقاتلين بنار مخربين خرجوا من فتحة نفق. لكن ارتفع الآن عمود دخان اسود فوق بيت حانون وفي الشجاعية بعد ذلك، وسأل بعضهم لماذا حفروا نحوا من عشرين نفقا لم يكادوا يستعملونها. واليكم الجواب وهو أنهم أعدوا لعملية ضخمة. فقد أرادوا ارسال كل المخربين في كل الاتجاهات وأن يأتوا من كل بلدة غربي الشارع الذي يتعوج بين مفترق يد مردخاي وناحل عوز عددا من الاولاد المخطوفين أحياءً أو أمواتا.

نامت اسرائيل في حراستها منذ عشرين سنة واستهانت بالأنفاق، لكن وقعت معجزة فاستيقظت في آخر لحظة. وأصبحت أعمدة النار والدخان تبدو الآن أكثر ودا.

سأعود بعد ساعات الى الندوات والى الناس مع وجه الأهمية الذاتية بل الى رئيس الموساد السابق افرايم هليفي  الذي كان نجاحه محللا ودعائيا أكبر من نجاحه مشرفا كبيرا على الجواسيس، وهم لا يريدون أن يستوعبوا أن حماس لا تريد أن تسمع، ولا يفهمون في الاساس ما يحدث في مكان الحدث الحقيقي الى أن تبث صورة المقاتلين المتعبين الذين يرقصون في لحظة استجمام ويريدون العودة الى القتال.

"إنها حرب لا تكتفي أبدا"، كما قال يهودا عميحاي. بيد أن نهاية الجملة خاطئة، فليس صحيحا "أنها الآن في مكان آخر" بل هي هنا.