خبر أبومرزوق : هذه فرصتنا لوقف الحروب على غزة

الساعة 05:55 ص|24 يوليو 2014

وكالات

كشف القيادي في حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، موسى أبو مرزوق أنّ وزارة الخارجية المصرية رفضت دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، لزيارة مصر.


وتوقع أبو مرزوق ألا يخرج المشهد الحالي للعدوان على قطاع غزة عن ثلاثة احتمالات: إما التوافق حول ما يُسمى "المبادرة المصرية" للتهدئة بشكل ما والتعامل معها، وإما أن يكون هناك قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار، في سيناريو مشابه للعام 2008، أو أخيراً أن تقرر إسرائيل وقف عدوانها من طرف واحد.


ما الجديد حول المفاوضات الجارية حيال العدوان على غزة؟
ــ الجديد هو أن اسرائيل وسعت من اعتدائها، ولكن في المقابل أصبحت هناك أوراق جديدة في المعادلة السياسية.

على المستوى السياسي، هل هناك جديد في ما يتعلق سواء بالمبادرة المصرية، أو بالمبادرة التي تقدمت بها المقاومة، وهل تمت بلورة تصور جديد؟
ــ لا يوجد مبادرات مطروحة على الطاولة، غير المبادرة المصرية، ومنذ بدء الحرب والجانب الإسرائيلي حدد أن الطرف المصري هو الوحيد الذي يثق فيه وسيتعامل معه، وأكثر من جهة حاولت أن تتدخل، ولكن كان هناك رفض من الجانب الإسرائيلي، والمقاومة لم تطرح مبادرة، ولكنها طرحت شروطها التي يجب أن يتعامل معها أي طرف يريد أن يتقدم بمبادرة.

طرحت السلطة الفلسطينية مقترحاً بهدنة لخمسة أيام يتم خلالها الحوار، وإذا لم يتم التوصل خلالها لأي حلّ، يُعاد إطلاق النار مرة أخرى، ما تعليقكم على هذه المبادرة؟
ــ فكرة أن يتم وقف إطلاق النار، ثم العودة للحرب إذا فشل الحوار، غير سليمة، لأنه لا يستطيع أي طرف بعد إيقاف النار أن يتحمل مسؤولية بدء حرب جديدة بأي صورة، لأن كافة أطراف الهدنة يعرفون أن العودة لإطلاق النار ليست أمراً سهلاً، وهذا أحد الأسباب الذي دفع المقاومة و"حماس" لأن تفضل أن يتم الاتفاق على الشروط قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار، وخصوصاً أنه في الفترة التي سبقت الاجتياح البري، لم يكن بيد المقاومة أوراق تستطيع أن تطرحها على الطاولة عند التفاوض، ولذلك أقول إن البيئة تغيرت، والحركة الآن بيدها من الأوراق ما تستطيع أن تطرحه على الطاولة، تحديداً بعد أسر الجندي، وخسائر العدو الصهيوني من قتلى وجرحى.

هل تعني أن الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع زاد أوراق التفاوض في يد المقاومة؟
ــ بالتأكيد، خصوصاً بعد أسر الجندي الإسرائيلي، والعدو الصهيوني لم يستطع أن يأسر مقاوماً واحداً.

كيف قرأتم الخطاب الأخير لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والذي وصفه البعض بأنه عودة لخطابات الرئيس الراحل ياسر عرفات؟
ــ الجمهور الفلسطيني قابل الخطابات السابقة للسلطة، الغارقة في فقدان الأمل، بكثير من الابتعاد عن السلطة، حتى كادت تتبخر سيطرتها على الضفة الغربية، وخطاب أبو مازن الأخير جاء لاستعادة الشارع الفلسطيني، فكان لا بد للسطلة أن تغير من لهجتها حتى تحتضن شعبها وتخاطبه بما يرضيه.

لكن بعض المحللين قالوا إن الخطاب ربما جاء بعد رسائل سلبية تلقاها أبو مازن خلال لقاءاته ببعض الزعماء.
ــ بصراحة، في لقائي مع الرئيس عباس، نصحته بأن يراعي شعبه ويعتمد عليه وأن يراهن عليه وليس على الأطراف الخارجية، ويجعل أولويته ما يرضي شعبه وليس ما يرضي الإسرائيلي أو الأميركي، وأعتقد أن كل الأطراف التي قابلها أبو مازن طرحت عليه النصيحة نفسها.
هل نقطة الخلاف الوحيدة بينكم وبين السلطة هي توقيت وقف إطلاق النار، وما إذا كان يجب أن يُطبَّق قبل البدء في الحوار أو بعد الانتهاء منه؟
ــ هذا هو الخلاف المبدئي، ولكن للأمانة فإن السلطة في حواراتنا معها، حملت كل ما أعلنته المقاومة وتبنّته، وقالت إنها مطالب الشعب الفلسطيني ومعبرة عنه كما أكدت أنها لا تنكر المقاومة.

هل هذا يعني أن السلطة في حال الجلوس على طاولة مفاوضات، تتبنى أو تأخذ صف المقاومة وحماس في غزة؟
ــ نعم، السلطة ذكرت وبوضوح، أنها ستتبنى كل مطالب المقاومة في أي مفاوضات.


الكثير من المحللين يرى أن نصوص مبادرة التهدئة في العام 2012، لا تختلف عن نصوص مبادرة 2014 التي رفضتموها، وأن الرفض يأتي فقط لإحراج الجانب المصري، فما تعليقك على ذلك؟
ــ كلا للأسف، قراءتنا للمبادرة، أنها جاءت لإحراج حماس لأنه في حال رفضها، ستُحرج حماس وستعطي الضوء الأخضر لبنيامين نتنياهو لكي يضرب قطاع غزة، وفي حال الموافقة من جانب حماس عليها، فهذا يعني الاستسلام وإعلان الهزيمة للمقاومة، لأنه حينها، لن يكون بين أيدينا ما يكفي لنفاوض عليه على الطاولة، ووقتها يكون قد خسر الغزيون كل شيء، أما المقارنة بين المبادرتين، فليس هناك وجه للمقارنة. في عدوان العام 2012، كانت مصر أكبر من وسيط، أما في المبادرة الحالية، فمصر طرحت نفسها كمجرد وسيط، ومن حيث المبدأ نرفض أن تكون مصر مجرد وسيط، لأن دورها اكبر من ذلك، كما نرفض أن تساوي مصر بيننا وبين الكيان الصهيوني.   ثانياً، إن مبادرة العام 2014 وصفت أعمال المقاومة بالعدوانية، وهذا موقف نرفضه من الأشقاء في مصر، أما في مبادرة 2012، فمصر لم تصفنا بهذا النعت، لكن نحن وصفنا أعمال العدو الصهيوني تجاهنا بالعدوانية، وهو من وصف أعمال المقاومة تجاهه بالعدوانية، والفرق كبير بين الموقفين؛ فوصف أعمالنا تجاه العدو في 2012، لم يأتِ من المصريين، بل من الطرف الصهيوني، بعكس ما حدث هذه المرة.
ثالثاً، المبادرة الحالية ربطت فتح المعابر بالأمن، في حين أن المنطقة برمتها ليس فيها أمن، وهذا معناه ألا تفتح المعابر على الإطلاق، في حين أن فتح المعابر في المبادرة السابقة لم يتم ربطه بشرط.
رابعاً، في مبادرة 2012، كانت مصر تقف إلى جانب المقاومة، كما أن مصر في حينها قادت حملة من أجل وقف العدوان، ورئيس الوزراء المصري هشام قنديل زار القطاع تحت القصف، أما في الموقف الحالي، فللأسف الشديد ، الموقف مغاير، والإعلام المصري يشن حملة على المقاومة ويتهم حماس بقتل الشعب الفلسطيني، في حين أن حماس هي من تدافع عن شعبها. كل هذه الأسباب دفعتنا لرفض المبادرة، كما أن المبادرة طرحت في الإعلام من دون الحديث أو التنسيق معنا.

لكن من المعلوم أن هناك اتصالات دائمة بينكم وبين جهاز الاستخبارات المصرية.
ــ الاتصالات كانت محصورة بي، وقد حصلت في النصف الأول من المعركة لمعرفة موقف الحركة، ثم توقفت هذه الاتصالات بعد رفض المبادرة.

وما السبب في تراجع الجانب المصري عن دعوة السيد خالد مشعل لزيارة مصر؟
ــ الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، دعا وفداً من حماس برئاسة خالد مشعل لزيارة القاهرة، ورأت وزارة الخارجية المصرية أن هذا ليس من حق الأمين العام، وأن الدعوة تمت من دون علمها، فقالوا نحن لم نوجه دعوة له.
1
لماذا طالبتم بتدخل الدوحة وأنقرة كوسطاء للتوصل لعملية تهدئة؟
ــ نحن لم نستدعِ الجانبين القطري والتركي، ولكن هما شعرا بمرارة الوضع الفلسطيني، وبحاجة الفلسطينيين لتدخلهم، فكان نشاطهم الدبلوماسي الضاغط على إسرائيل لوقف عدوانها، وهذا موقف نشكرهم عليه، فهم لم يتقدموا بأي مبادرة، بل كانوا يشجعون الطرف المصري على أن يكون أكثر اعتدالاً، وأن يساهم في وقف العدوان، فليست هناك مبادرة قطرية أو تركية.

هل تضمنت المبادرة المصرية أي شروط تفرض تخلّي الحركة عن سلاحها؟
ــ كلا، ولكن هذا كان مطروحاً قبل الحرب البرية على ألسنة الكثير ممن يتحركون دبلوماسياً، لكن الآن الأمر غير مطروح، والجانب المصري فقط طرح الحوار، ونحن ندرك أن هذه أحد البنود التي سيطرحها الاسرائيلي، وكان ذلك أحد أسباب الرفض بالنسبة لنا.

هل فكرة إمكانية التخلي عن السلاح أو القبول بقيود على تصنيعه مطروحة بالأساس بالنسبة إليكم في أي مفاوضات؟
ــ في حرب 2012، طُرح هذا المقترح من جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على مصر. أما في هذه الحرب، فقد نادى كثير من السياسيين الإسرائيليين بهذا المطلب، وحينما سألت العديد من الدبلوماسيين الأجانب لم ينكروا ذلك، لكن الحركة لن تتخلى عن سلاحها أبداً.
ما هو توقعك لمستقبل المشهد السياسي المتصل بالعدوان الراهن في ظل استمرار كل طرف على موقفه؟
ــ المشهد لن يخرج عن ثلاثة احتمالات: إما التوافق بصيغة معينة حول المبادرة المصرية بشكل ما والتعامل معها، وإما أن يكون هناك قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار، بشكل مشابه لما حصل في العام 2008، والسيناريو الثالث أن إسرائيل تقرر وقف الحرب من طرف واحد.
  لكن ما هو مدى قدرة المقاومة على الاستمرار في الحرب؟
ــ الشعب الفلسطيني مستعد لأن يبذل المزيد من التضحيات، لكنه غير مستعد أن تكون هناك حرب على القطاع كل عامين تقتل أطفاله وتهدم مساكنه، فهذا يجب أن يتوقف، وهذه هي الفرصة لتوقفه. الأمر الآخر هو أننا في الأيام الأخيرة، قبل بدء الاجتياح البري، جاءني أحد الدبلوماسيين الغربيين يحذرني من أنه ستكون هناك حرب برية، وكأنه ينذرني أن الأصعب آتٍ، فقلت له باختصار إن الحرب الجوية أخذت منا الكثير، ونحن لا نملك فيها الرد، أما الحرب البرية، فهي مجالنا ونحن نستطيع مواجهتها وشبابنا يخرجون من البحر ومن تحت الأرض ليواجهوا العدو خلف الحدود، ويرحبون بهذه الحرب، ونحن أصلاً لا نحفر الأنفاق بيننا وبين العدو، إلا لتقرّبنا منه. وقلت له أيضاً نحن نريد أن يخطئ نتنياهو هذا الخطأ ويقدم عليه، فنحن كنا نتمنى تلك الحرب البرية، وهذا ما حدث، فمدرعاته يتم تدميرها والدبابات يتم تفجيرها وجنوده يصابون ويقتلون.
اليوم، بعدما كانوا يهددوننا بالحرب البرية، باتت معظم طلبات وقف إطلاق النار تأتي عن طريق إسرائيل، من خلال مبعوثيها، سواء من الأمم المتحدة، أو عبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري والكثير من الدبلوماسيين غيره.

هناك انتقادات موجهة لكم كسياسيين، بأنكم تستغلون الحرب لتحقيق مكاسب للحركة، في حين لا يطالكم شيء؟
ــ هذا كلام غير صحيح، فالذين يستشهدون هم أبناؤنا وقادتنا، ومعظم البيوت المهدمة هي بيوت لقادة الحركة من العسكريين والسياسيين. الآن بدأ الاحتلال يستهدف منازل أعضاء ليسوا قياديين في الحركة، فأبناء حماس وقياداتها هم الأكثر تضحية من أجل شعبهم. 

- العربي الجديد