خبر حينما يتحدث زعيم المقاومة رمضان عبد الله شلح .. يونس العموري

الساعة 02:05 م|23 يوليو 2014

هي الكلمات الأكثر حرارة، والأكثر وضوحا، والأكثر دقة بالتصويب تجاه الكل وبكافة الاتجاهات، وهي إرادة المقاتل الذي يأبى إلا أن يعانق السماء شموخا، وهو الحديث الذي لطالما انتظرناه ليكون الإعلان الفعلي والحقيقي الممزوج بروح التحدي للنصر الذي تحقق ومازال يتحقق، في واحدة من جولات البطولة والكرامة في ملحمة الانتصار التي سطّرتها إرادات المقاومين المجاهدين الذين علموا وخبروا كيفية التعاطي والتعامل، مع المعادلات الحاكمة للمنطقة برمتها. فبكل ثقة المؤمن بعدالة قضيته وإيمانه بالنصر وانسجاما مع معتقداته وبتواضع المنتصر وصلابة المجاهد المؤمن ووطنية الوحدوي، أطل امين عام حركة الجهاد الاسلامي شيخ المجاهدين رمضان شلح على فلسطين والعرب والعالم، من خلال اللقاء المتلفز على قناة الميادين كاسرا حاجز الصمت والارباك والارتباك امام السجالات الدبلوماسية وحركتها المشبوهة بوأد المقاومة وسرقة انجازاتها وتبهيت انتصاراتها بهدف انقاذ حكوة كيان الاحتلال من مستنقع رمال غزة.

كان الكلام والحديث في مستوى الحدث والتي اراد من خلاله شلح إعادة الاعتبار إلى النصر الذي ما زال يتحقق بالميدان لحظيا والذي (شهد به الأعداء)، لكن المتخوّفين منه المتحالفين مع الشيطان المدركين لحقيقة معاني الانتصار وانعكاساته على خفافيش الليل العالمين والعارفين بخبايا الأمور، في ظل تحقيق الانتصار وكيف ستتبدل قوانين اللعبة السياسية على مختلف المستويات، فأخذوا الأذن من أسياد البيت الأبيض وتل أبيب ليشنوا هجمة غير مسبوقة على صناع التاريخ والنصر وبالتالي عملوا على تقزيم هذا الانجاز التاريخي للمقاومة بتعظيم كلفته، ثم تمادوا فأنكروه تماما بل وقلبوه إلى (هزيمة) وافتتحوا محاكمة نصبوا أنفسهم قضاتها لمحاسبة (المسؤولين عن تدمير غزة) …

تعالى (قائد المجاهين) على أن يكون طرفا مخاصما للآخرين، مجتمعين ومنفردين، وتجاوز وجع التجريح والتشكيك والتجني ليطمئن الفلسطينيين جميعا أن لا فتنة، وليحدد المطلب والهدف: (المقاومة القوية القادرة على فرض شروطها).

السيد رمضان شلح الذي رفعته المقاومة وصمودها وفعل انتصارها بالصمود في الحرب الإسرائيلية بقرار أمريكي، إلى مرتبة (الزعيم الفلسطيني)، فصار فعلا زعيما  ليس بمنطق التوريث (…فلم يكن ابوه بيكا او جده افنديا او ولده من الممكن ان يكون زعيما..) كلمات ارادها واضحة ثاقبة لكل الآذان  أطلق رؤياه التاريخية مدينا التنازل أمام العدو والمساومة على الأرض استنقاذا للعرش، محرضا على المواجهة التي بها تستعاد الحقوق الوطنية والقومية، ومعها الكرامة والحق بالمستقبل الأفضل.

كان زعيم المقاومة رمضان شلح  الذي يعرف ما هو أدهى وأخطر، بحكم مسؤوليته، كان قد حسم أمره فقرّر التسامي على صغائر تجار الدم، المروّجين للهزيمة كاستثمار، وهكذا فقد ارتفع بحديثه إلى تحدي الإدارة الأمريكية التي تولت قيادة ما يسمى الجهود السياسية لانجاز ما يسمى بالتهدئة الانسانية طويلة الامد واعطاء الفرصة للعدوان الإسرائيلي، وأطالت أمده  بقرار مباشر لعل (الجيش الذي لا يهزم) يعدل النتائج على الأرض، فتكون ساعة الخلاص من مبدأ المقاومة، ومن وهجها الذي أخذ يجتاح المنطقة منذرا عروش المتواطئين على شعوبهم بأن تنازلاتهم المتمادية لن تحميهم إلى الأبد…

ترفّع امين عام الجهاد  عن تحقير أي طرف، وإن كان أقرّ بالاختلاف سياسيا مع أطراف معروفة وموصوفة، داعيا مرة أخرى إلى معالجة الخلاف بالحوار، انطلاقا من تسليم الكل بوطنية الكل.

أما السلطة واسلوب تعاطيها سياسيا بالظرف الراهن  فقد أعاد زعيم المقاومة التوكيد على ضرورة تحصينها وتمكينها من القرار وذلك بإعادة صياغتها على قاعدة المقاومة وبرامجها ومن الاتحاد الوطني، بدلا من المماحكة حول حكم السلطة والانسياق وراء اوهام وتجارب تسووية وتفاوضية ثبت فشلها وعقمها. ومطاردة المقاومة وتجفيف منابعها.

ولأن فلسطين هي (القضية)، والمقاومة هي طريق التحرير، فقد جعلها في حديثه حجر الزواية، كما هي في عقيدته وجهاده، (الهدف الأسمى)، مدينا من يتخلى عنها من المسؤولين العرب، بل ويتواطأ عليها فيشارك في حصارها بالتجويع والإذلال ويمنع المدد عن شعبها، تاركا العدو الإسرائيلي يعمل فيه تقتيلاً وتشريدا، أما الأرض فيلتهمها قطعة قطعة بالمستعمرات وبجدار الفصل العنصري وبالمصادرة إلخ..

ولأن الاحتلال الأمريكي للمنطقة الذي يعيث بها فسادا من العراق الى سوريا الى مصر وليبيا ، فقد كان طبيعيا أن يحذّر السيد شلح من تواطؤ المسؤولين العرب على المقاومة وان يرفض الضمانات الامريكية كونه لا يثق بهكذا ضمانات.

وأن يرفع صوته مؤكدا أن صمود المقاومة حتى إفشال الحرب الإسرائيلية وإحباط أهدافها المعلنة قد حمى فلسطين كل فلسطين من فتنة فيها لا تبقي ولا تذر… وعلى عكس المتوقع فإن انتصار المقاومة يمكن أن يساعد على استعادة اللحمة الوطنية بين جنبات الوطن حيث الالتفاف الجماهيري حول المقاومة وانجازاتها حتى اللحظة.

لقد استولد الصمود في مواجهة الحرب الإسرائيلية حتى إفشالها ومنعها من تحقيق أهدافها، قائدا مؤهلا يطمح إلى تجديد حركة (الثورة الفلسطينية ) من أجل التحرير وتمكين الشعب من حقوقه في وطنه وكل ما يمكن إدراجه في (حلم) الديمقراطية… خارج إطار كابوس الشرق الأوسط الجديد! كان ضروريا أن يطل (امين عام الجهاد بهذا اللقاء )، فيعزز إيمان جماهير المقاومة وجماهير الشعب الفلسطيني بمختلف اماكن تواجدها ولكل جماهير الامة العربية.

وكان ضروريا أن يطمئن الفلسطينين على مقاومتهم وبسالتها… وأن يجهر بتفنيد الجهود السياسية المبذولة لانجاز وقفا لاطلاق النار.

داعيا القيادات الفلسطينية الى ضرورة ان تتحمل مسؤولياتها كل في موقعه ومن مكانة على قاعدة إثبات أهليتها بإنجاز مهمتها الوطنية الجليلة في بناء المجتمع الفلسطيني القوي القادر على تحدي مخططات دولة الكيان العبرية، مجتمع كل الفلسطينين بغير تفرقة أو تمييز، وبغير ارتهان للخارج، بشهادة الدم الذي حمى وجوده وهيكله وعلمه ونشيده. وما بين هذا الكلام الصريح والمباشر وردود افعال ما توالى على الكلام  ما قبل وما بعد هذا الكلام الواضح والثاقب تبدو الردود الركيكة التي تتمترس في خنادق الدفاع عن المهزلة التي ما انفكوا يصنعونها ويستمرون بصناعتها تأتي كلمات والتي اعتقد انها اقل ما يمكن ان يقال عنها ان حركة التاريخ لن تتوقف امامها كثيرا.. ولا حتى اعتذارات من يحاول اليوم ان يركب موجة المقاومة وان يبدل خطابه على النقيض تماما وكأنه صانع مجد الجهاد من الممكن ان تلقى الآذان الصاغية حتى عند الشهيد ياسر عرفات ذاته ان كان مقدرا له ان يسمع مثل هذه الهراءات من سيد المبادرات من جنيف الى كل صناعة الاسقاطات التسووية الفاشلة العقيمة  ولهذا ولذاك يكفي ان نقول ان امامك مهمات قد تكون المستحيلة لإقناعنا واقناع مناصريك ومؤيديك بضرورة ان يقبلك التاريخ كفلسطيني عربي لتقف خطيبا على منصة الكلام.