خبر مجزرة« الشجاعية ... وكأنها »صبرا وشاتيلا"

الساعة 07:28 م|20 يوليو 2014

غزة - وكالات

لربما كان بين أفراد عائلة "سكر" حديث أخير من قبيل : "نحن هنا في أمان، في الأعلى سنموت"، تختبئ الأم وأولادها في "أسفل الدرج"، يجلسون جميعا، تحرك الأولى يدها، تمتم الثانية بدعاء، وصغير يرفع بصره إلى السماء.
وفجأة تنطلق قذيفة من قذائف القصف الإسرائيلي العشوائي على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فتسكت أحاديثهم الأخيرة، ويتوقف كل شيء.
وتخرج إلى العالم، صورتهم وهم على ذات الهيئة، باستثناء أنهم ميتون، وأجسادهم متفحمة واللون الأسود يعلو الأشلاء.
يصرخ صحفي، وهو يضبط عدسته، لالتقاط الصور الداكنة: "إنها مجزرة كمجزرة صبرا وشاتيلا".
ويصيح ثانٍ: "انظر إلى هذه الكومة من الأشلاء .. حقا إنها شاتيلا".
وخرجت الصور الصادمة، مساء اليوم الأحد، من قلب حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعد أنّ أعلن الجيش الإسرائيلي موافقته على طلب منظمة الصليب الأحمر الدولية على هدنة إنسانية لمدة ساعتين.
وتماما كصبرا وشاتيلا، كانت "مجزرة" اليوم في حي الشجاعية، كما يقول "كامل سمارة" (35 عاما) أحد الفارين من القذائف القاتلة.
ويصف سمارة ما يجري بقوله: "الجثث في الشوارع، الأشلاء متكومة، برك من الدم داخل البيوت، كل شيء تماما كما لو أنه صورة معادة عن صبرا وشاتيلا".
وراح ضحية "مجزرة مخيم صبرا وشاتيلا" في لبنان نحو 5 آلاف لاجئ فلسطيني، على يد القوات الإسرائيلية وحزب الكتائب اللبناني في سبتمبر/ أيلول عام 1982، إبان غزو إسرائيل للبنان، خلال تولي إرئيل شارون وزارة الجيش.
ووثق صحفيون، وحقوقيون في تلك المجزرة صورا صادمة للاجئين الفلسطينيين، وهم ملقون في الشوارع، وبين ركام البيوت جثثا محترقة وأشلاء.
وبدا حي الشجاعية مساء اليوم، كمنطقة منكوبة تبدلت ملامح الحياة فيها، لتنتشر في كل ركن وزاوية رائحة الموت.
"إنها صبرا وشاتيلا" تقول "سماهر حبيب"، 22 عاما وهي لا تصدق أنها نجت من قذائف الموت.
وتضيف: " مات أخي، وزوج أختي، كنا نهرب من القذائف وحمم النيران التي تنهمر علينا من كل حدب وصوب".
ويروي أحد الناجين من الموت قصة ما جرّى: " صار قصف كتير (كثيرا)، واحنا (نحن) نجري (نهرول)، واللي (من) يوقع (يقع) نمشي ونسيبه (نتركه)، يقع واحد تاني .. نمشي ونسيبه (نتركه) طلعنا من الشجاعية 50 شخصت، وصلنا برا (خارج) 12 فردا".
وأعلن أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم الأحد، أن 60 مواطنا من حي الشجاعية، استشهدوا ، فيما أصيب 200 آخرون.
وتوغلت عشرات الآليات والدبابات العسكرية الإسرائيلية شرقي مدينة غزة، صباح اليوم الأحد، وسط قصف عنيف ومكثف من المدفعية الإسرائيلية، ما أدى إلى استشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين، ونزوح الآلاف من منازلهم متوجهين صوب مركز المدينة.
وقال القدرة  إنّ الصور التي التقطتها وسائل الإعلام اليوم، ووثقها الصحفيون، تحاكي في بشاعتها، وقسوتها "مجزرة صبرا وشاتيلا".
وتابع: " ما جرى محرقة، وإبادة، وصورة تعبر عن وحشية إسرائيل، وانتهاكها الصارخ لكل المواثيق الدولية، والإنسانية".