خبر ثلاجة الموتى« بمستشفى الشفاء بغزة لا تتسع لشهداء »الشجاعية"

الساعة 01:40 م|20 يوليو 2014

غزة - الاناضول

بين الجثث الملقاة بالقرب من ثلاجة الموتى بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، تبحث المواطنة "أم هاني" فايز، من حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، عن جثة "نجلها" كي تطبع على جبينه "قبلة" الوداع الأخيرة.

لكن مشهد الجثث الذين لم تتسع لهم "ثلاجة الموتى" بـ"الشفاء"، واصطفوا جنباً إلى جنب على أرضية غرفة "ثلاجة الموتى"، أصابها بـ"الذعر"، وفقدت على إثره الوعي.

وقالت إبنة عمّها (أم وائل)، المرافقة لها: " آخر ما كانت (أم هاني) تتوقعه، أن تأتي يوماً إلى هذه المستشفى، باحثةً عن جثة فلذة كبدها بين مجموعة من الجثث، جلها من الأطفال".

وتابعت: " هنا تكتظ جثث شهداء مجزرة حي الشجاعية التي ارتكبتها إسرائيل فجر اليوم، ولا تجد لك موطئ قدم في هذه الغرفة".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأحد، أن عدد شهداء القصف الإسرائيلي العشوائي على حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، بلغ 60 شهيدا، فيما وصل عدد الجرحى إلى 210 جريحاً.

وكان من بين شهداء القصف العشوائي على حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، 17 طفلا، و14 امرأة، و4 مسنين.

وقال صبحي سكيك، المدير الطبي في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة: " إن غرفة "ثلاجة الموتى" تتسع في الوضع الطبيعي لـ(20) جثّة، فقط، مشيراً إلى أنه في ظل وضع هذا الوضع قد تتسع لـ(30) جثة على أبعد تقدير".

وذكر سكيك أن غرفة ثلاجة الموتى اكتظت صباح اليوم بالجثث التي انتشلتها الطواقم الطبية من حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، مشدداً على أن الثلاجة لم تعد تتسع لشهداء حي الشجاعية.

وأكد سكيك على أن انتشال أكثر من (50) جثّة من منطقة واحد تشكّل كارثة إنسانية بقطاع غزة.

ووصف سكيك مشهد غرفة ثلاجة الموتى قائلاً: " الثلاجة مكتظّة بالجثث الموضوعة على بعضها، كما أنك لا تستطيع ان تجد لقدمك موطئ في ذات الغرفة، لأن الجثث مصطفة على أرضيتها".

وتوغلت عشرات الآليات والدبابات العسكرية الإسرائيلية شرقي مدينة غزة، صباح اليوم الأحد، وسط قصف عنيف ومكثف من المدفعية الإسرائيلية، ما أدى إلى لاستشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين،( 60 شهيدا و400 مصاب في حصيلة أولية)، ونزوح الآلاف من منازلهم متوجهين صوب مركز المدينة.

وأفاد شهود عيان، لمراسل "الأناضول" في غزة، بأن القوات الإسرائيلية المتوغلة مسافة 500 متر في أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون شرقي مدينة غزة، قصفت ودمرت منازل وأراض فلسطينية بشكل عشوائي، ما أدى إلى اشتعال حرائق واسعة في المناطق المستهدفة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن توسيع رقعة العملية البرية في قطاع غزة، بدخول قوات برية كبيرة للمشاركة في العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي داخل القطاع .