خبر مأساة إنسانية" في غزة جراء اجتياح جيش الاحتلال لشرقي المدينة

الساعة 07:00 ص|20 يوليو 2014

غزة

كما لو أنّه يوم "الحشر"، بدت شوارع وسط مدينة غزة، صباح اليوم الأحد، وهي تستقبل آلاف العائلات التي نزحت، جراء القصف العنيف والمكثّف بعشرات القذائف والرشاشات الثقيلة لمنازل وأراضي الفلسطينيين شرقي القطاع، وسط صراخ الأطفال وبكاء النساء، وبحث الهاربين عن مكانٍ ينجون فيه من الموت.
ونزح آلاف الفلسطينيين من منازلهم، متجهين صوب وسط مدينة غزة، بعيدا عن القصف المدفعي الإسرائيلي العشوائي على مناطقهم، وتحويل بيوتهم وأماكن سكناهم إلى "أراضٍ محروقة" بفعل القصف العنيف.
وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة، إن طواقم الإسعاف انتشلت 13 شهيدا، ونقلت نحو 200 مصاب، جراء القصف العشوائي لمنازل الفلسطينيين شرق مدينة غزة في حين أكد مراسلنا أن عدد الشهداء ربما سيتعدى الخمسين شهيدا لا زالوا تحت الأنقاض بهدف القصف المتواصل للمنطقة .
وأضاف القدرة في تصريح صحفي: " منع جيش الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني الفلسطينية من إجلاء الشهداء والجرحى، وأطلق قذائفه بشكل مباشر على سيارات الاسعاف والدفاع المدني في مناطق شرق غزة، ما حال دون وصولهم إلى المنازل المدمرة على رؤوس ساكنيها".
وتقول "نور الشوا" "45 عاما" وهي تهرول بصحبة زوجها، وأولادها الستة أنّها خرجت من بيتها من حي الشجاعية، شرقي قطاع غزة بعد اشتداد القصف الإسرائيلي بشكل عنيف ومميت.
وتتابع: " الجيش الإسرائيلي هددنا بالاتصالات، والمنشورات أنّه سيحّول المكان إلى ضاحية لبنان الجنوبية، لقد خرجنا، تركنا كل شيء وراءنا حملنا أطفالنا وأنفسنا وهربنا".
وتقول الشوا من وسط دموعها إن المشهد شرقي قطاع غزة، مرعب، وتفوح منه رائحة الموت من كل مكان.
وأضافت: "الجثث لا تزال تحت الأنقاض، والقصف لا يفرق بين بشر ولا حجر، كل شيء يتعرض للحرق والتدمير".
وارتكبت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الأحد مجزرة وفق شهود عيان ، لا تزال مستمرة إلى الآن في حي الشجاعية المكتظ بالسكان شرقي مدينة غزة.
وانهمرت القذائف المدفعية على منازل المواطنين بشكل كثيف وعشوائي، ووفق مصادر طبية أولية فإن عدد الشهداء وصل 17 مواطنا، وأكثر من 200 جريح.
وتعجز طواقم الإسعاف، والدفاع المدني عن نقل الإصابات إلى مستشفى الشفاء، الذي وصل إليه بحسب مراسل وكالة الأناضول جثثا لأطفال ونساء متفحمة، ومقطعة إلى أشلاء.
وتسببت هذه المشاهد برعب كافة سكان شرقي قطاع غزة (الشجاعية، التفاح، الزيتون)، ما دفعهم للبحث عن مكان آمن وسط قطاع غزة.


وتوغلت الآليات عسكرية إسرائيلية صباح اليوم لمسافة 500 متر داخل الأراضي الفلسطينية شرقي مدينة غزة بالتزامن مع قصف عنيف ومكثف بعشرات القذائف والرشاشات الثقيلة لمنازل وأراضي الفلسطينيين شرقي القطاع.
وتعالت مناشدات المواطنين بضرورة إنقاذهم، غير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أبلغت الطواقم الطبية بأن مساحة "4 كيلو متر في قطاع غزة" عبارة عن عمليات عسكرية مغلّقة.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، (منظمة حقوق إنسان أوربية شرق أوسطية مركزها جنيف بسويسرا)، إن العدوان البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي وما يرافقه من قصف مدفعي عنيف أدى إلى تشريد 135 ألف مواطن في قطاع غزة.
وقال المرصد في تصريح صحفي،  إن  135 ألف مشرد، بعضهم شرد نتيجة قصف الطيران لبيوتهم ونسفها، ونزح نحو نصفهم الى العشرات من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".
ووفق المرصد فإن قطاع غزة يتعرض منذ، إلى قصف مكثف بالطيران والمدافع وبشكل عشوائي يستهدف بيوت المدنيين بالدرجة الأولى.