خبر غزة ثابتة.. الثبات في جهاد الإحتلال رأس الدين والفضيلة

الساعة 06:00 ص|20 يوليو 2014

متابعة

آيات من الثبات..

-  يقول الله عز وجل في محكم كتابه العزيز:]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[[الأنفال:4]

-  ويقول عز من قائل:] وكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (147) فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[[آل عمران: 146- 148]

 -  ويقول الله تعالى :]إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ (12) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (13) ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ [[الأنفال: 9- 14]

 

الأحاديث النبوية الشريفة:

 

-  عن البراء بن عازب رضي الله عنهما أنّه قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب ينقل التراب، وقد وارى التّراب بياض بطنه، وهو يقول: اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، وَثَبِّتِ الأقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا، إِنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا"([1])

 

-   عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنّه قال: أوصاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعشر كلمات، قال: لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا, وَإِنْ قُتِلْتَ وَحُرِّقْتَ, وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ, وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ, وَلَا تَتْرُكَنَّ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا, فَإِنَّ مَنْ تَرَكَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا, فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ, وَلَا تَشْرَبَنَّ خَمْرًا, فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ فَاحِشَةٍ, وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ, فَإِنَّ بِالْمَعْصِيَةِ حَلَّ سَخَطُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَإِيَّاكَ وَالْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ, وَإِنْ هَلَكَ النَّاسُ, وَإِذَا أَصَابَ النَّاسَ مُوتَانٌ وَأَنْتَ فِيهِمْ فَاثْبُتْ, وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ طَوْلِكَ     - أي: من مالك- وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَبًا, وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ"([2]).

 

**************************************************************

 

من فوائد الثبات في الجهاد

 

(1) الثبات دليل كمال الإيمان وحسن التّوكّل على الله- عزّ وجلّ-.

 

(2) الثبات دليل قوّة النّفس ورباطة الجأش.

 

(3) الثبات لا ينتشر الحقّ إلّا به ولا يزهق الباطل إلّا بالثّبات على الحقّ.

 

(4) الثبات دليل على تمكّن حبّ العقيدة والصّبر عليها وعلى تكاليفها حتّى الممات.

 

(5) الثبات يكسب المسلم قوّة في الجهاد.

 

(6) الثّبات من السّبل الهادية إلى الجنّة.

 

(7) في الثّبات تأسٍّ بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم.

 

*******************************************************

 

أبيات في الثبات في سبيل الله

 

يقول سيدنا عبد الله بن رواحة :

 

إنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الْخَيْرَ أَعْرِفُهُ            وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنْ مَا خَانَنِي الْبَصَرُ

 

أَنْتَ النَّبِيُّ وَمَنْ يُحْرَمْ شَفَاعَتَهُ          يَوْمَ الْحِسَابِ فَقَدْ أَزْرَى بِهِ الْقَدَرُ

 

يُثَبِّتُ اللَّهُ مَا أَتَاكَ مِنْ حَسَنٍ         تَثْبِيتَ مُوسَى وَنَصْرًا كَالَّذِي نُصِرُوا

 

******************************************************

 

كلمة في الثبات في الجهاد

 

إنه لولا ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام لَمَا وَصَلَ هذا الدين حتى بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ولن يثمر عملك ولا جهادك إلا بالثبات والصبر، ولن ننتصر على عدونا الغاشم الظالم إلا بثباتنا، وما النصر إلا صبر ساعة.

 

وفي ساحات القتال حيث تنفصل الرؤوس عن الأجساد، وتزيغ الأبصار، وتبلغ القلوب الحناجر لن ينفعها إلا ذكر الله،  والتوكل عليه، ورجاء ما عنده من جنات النعيم، مما وعده الله لعباده الصالحين المجاهدين، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وقد جاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون ما يلقون من أذى المشركين، فعن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا، قال: كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ"[3]

 

 

[1]رواه مسلم (1803) .

 

[2] رواه أحمد: (5/ 238) .

 

[3] رواه البخاري(3366).