خبر لا يجوز أن تترك غزة نهباً للحصار والنار.. علي عقلة عرسان

الساعة 06:29 م|18 يوليو 2014

العدوان الصهيوني على غزة يتصاعد وحرائقه تزداد، وضحاياه يتكاثرون " 250 شهيداً و1860 جريحاً حتى ظهر الثلاثاء 18/7/2014 "، هذا إضافة إلى قصف الطيران المستمر منذ عشرة أيام بوتيرة متصاعدة بلغت مئات الطلعات في كل يوم.. وقد دخلت وحوش العدو إلى غزة من ثلاثة محاور في هجوم بري وبحري مدعوم بأكثر من 250 غارة جوية منذ ليل الاثنين/ الثلاثاء وحتى الصباح فقط. يقول العدو إنه يستهدف الأنفاق وأماكن إطلاق الصواريخ في غزة ليدمرها وأنه لا يرمي إلى إسقاط حماس، ويعلن أنه لا يعرف الكثير من مواقع الأنفاق والصواريخ، ويشير إلى أن هناك ما هو منها بين البيوت.. وهذا إعلان يرمي إلى إيهام العالم بأنه حين يدمر البيوت فإنما يدمر أنفاقاً ومواقع إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية الموجودة بالقرب منها أو داخلها؟!.. الكذب الصهيوني بلا حدود وهو طبيعة راسخة، وحين يكون زاد جماعات من هذا النوع الكذب والافتراء بانعدام ضمير وأخلاق فإنها لا يمكن أن تقنع العالم ذا العقل والوعي بمسوغات من أي نوع، ولا يمكن أن تدعي الأخلاق، ولن يصدق أحد أنها لا تخطط منذ عقود لإبادة منظمة للشعب الفلسطيني تنفذها باستمرار وعلى مراحل، تحت سمع العالم وبصره.

في عدوان الكيان الصهيوني اليوم على غزة كما في عدوانه السابق عليها والذي سبقه.. يشارك عرب من العرب الوحش الصهيوني بالجريمة، مع فارق لافت للنظر هو أن المتواطئين من العرب في السابق من حكام وأنظمة كانوا يعملون بسرية وتعارضهم شعوبهم، أما اليوم فهم يعلنون تحالفهم مع الصهيوني ويدخلون وسطاء، ويؤيدهم أفراد من الشعب هم مرتزقة بامتياز وأبواق لشرائح بشرية قليلة أقنعتها أنظمتها بأن ما يجري في غزة حرب على " الإرهاب الإسلامي" الذي يستهدفهم، وتمثله حماس في غزة وتنظيمات الإخوان المسلمين في البلدان العربية.. متناسين تاريخ المقاومة الفلسطينية وتنوعها فكرياً وتنظيمياً من جهة، وحقيقة أن غزة بالذات تقاوِم وتحاصَر منذ عقود طويلة من الزمن، وأن مقاومة الاحتلال ليست إرهاباً بأي قانون أو مفهوم أو صفة أو حال من الأحوال، وأن الإجرام الصهيوني وتواطؤ حلفائه معه تجاوز كل حدود الاحتمال، وهو يصب في مجرى الإبادة البشرية المنظمة لشعب من أجل سرقة وطنه وتصفية قضيته العادلة.

لست مع الإرهاب أياً كان مصدره وهدفه وموقعه ولونه وجنسه وتلوّنه، ولا أقر مطلقاً بأن مقاومة المحتل، والدفاع عن النفس والحق والحرية، والوقوف بوجه الظلم والاستبداد والاستلاب والقهر والتمييز العنصري.. في مكان وأي زمان هي إرهاب.. وأتشرف بأن أكون مع المقاومة، أية مقاومة في أي بلد، حين تتصدى للاحتلال والاستعمار والظلم، ومن الطبيعي أن أكون في وحدة عضوية بل أبعد من ذلك وأعمق مع عزة وأتشرف بأن أكون مع غزة ضد الصهيونية سواء أحكمها عباس أم حكمها هنية، ومع المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين والعنصرية الصهيونية التي تشكل خطراً على الأخلاق والحقوق والحريات والقيم الإنسانية، وعلى مفاهيم المساواة بين البشر.. لا سيما وهي تحتل أرضي وتقتل شعبي وتمزق وطني وتعوِّق كل شكل من أشكال النهضة والتنمية في بلادي، وتعادي العروبة والإسلام على وجه الخصوص.. وأعلن بالفم الملآن أن دولة الإرهاب الصهيونية العنصرية ليست هي دولة الإرهاب والعنصرية الوحيدة المسكوت عنها وعن جرائمها وعما تملكه من أسلحة الدمار الشامل في العالم، بل ويقف وراءها إرهاب الدولة في الولايات المتحدة الأميركية الذي يؤيدها ويحميها ويسلحها ويشجعها على الإبادة البشرية باسم الدفاع عن النفس، وكأن من تقتلهم وتحرقهم ليس لهم حق الدفاع عن النفس وهم المضطهدون المحاصرون المعتدى عليهم والمستلبة أرضهم وحقوقهم منذ عقود من الزمن؟!.. وهذا الإرهاب وتأييده من دولة الإرهاب الكبرى في العالم هو ما تسكت عنه دول كثيرة في العالم خوفاً وطمعاً. وحين يكون إرهاب دولة هي الأعظم مسيطراً ومهيمناً وزرَّاعاً للفتن ومحرضاً على القتل والاحتلال والحصار والإبادة البشرية والفوضى.. إلخ، فلا شك في أن إرهاب " الجملة هذا"، حسب لغة السوق، يستدعي إرهاباً بالمفرق ليواجه إرهابه، أو أنه يؤسس لتمرد بعض الإرهاب الذي تستثمر فيه دولة الإرهاب العظمى على من يستثمرون فيه لأسباب ومكاسب.. فمنذ اسبارتاكوس في تاريخ الغرب/ روما كانت هناك ثورات عبيد على مستعبديهم وتمرد بشر على أباطرة وحوش.. وأخطر الأباطرة الوحوش في عصرنا هم أباطرة سياسات الإرهاب ودوله وإمبراطورياته والمستثمرون فيه.

يتركز خطر الصهيونية السياسية منذ قرن وربع قرن من الزمان في منطقتنا العربية وفي بلاد الشام منها خاصة.. وهو منذ عقود يطارد الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية فلسطين، ويطارد القومية العربية بكل قيمها ومقوماتها وتنظيماتها حيثما تجسَّدت دولة أو صولة أو فكرة أو تنظيماً في أرض العرب.. وقد كانت اليهودية، أي" الصهيونية الدينية"، تعادي الإسلام منذ أن بزغ نجمه وانتشار نوره وذاعت رسالته، وقد حاربته في شخص نبيه " ص" وما زالت تحاربه "رسالةً وقيماً وأصولاً وفروعاً" وستبقى فهي الكراهية والحرب على الحق. ومنذ أتفاق " أوسلو" على الأقل وهي، مع عرب آخرين بينهم بعض الفلسطينيين للأسف، تلاحق المقاومة ومن يدعمها أو يحتضنها أو يتعاطف معها. إن غزة اليوم تحت النار، إنها" شواء" اليهود في محرقة "يهوة"، تنتشر منها رائحة تشد إليها رب الجنود ليستمتع بالدم وبالموت حرقاً"!! وغزة ما زالت في مركز برامج مشروع الإبادة الجماعية البطيئة الموجَّه للشعب الفلسطيني منذ احتلال الصهاينة لفلسطين.. ويتركز الحصار والقتل والحرق على غزة، ضمن برامج الصهاينة" لإبادة الإرادة الفلسطينية المقاوِمة وما تحتطبه يد العدوان من أرواح بالعدوان والحصار لأن غزة بقيت منذ أوسلو على الأقل ضد الاستسلام وضد تسليم فلسطين بالكامل للصهاينة، وذلك هناك حرب على المبادئ والثوابت والحقوق والإرادة المجسَّدة في المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها، فضلاً عن أنها حرب على الإنسان الفلسطيني مادياً وروحياً.. وما يجري في غزة منذ سنوات ليس عقاباً جماعياً لشعب أعزل محاصر بالعدوان والوحشية والهمجية فقط وإنما هو إبادة جماعية مخطط لها، لا يراها أو لا يريد أن يراها من يتشدقون بحقوق الإنسان، وبالحريات العامة وبالديمقراطية، ومن يقولون بالتخلص من العنصرية والاستعمار، وباحترام حق تقرير المصير للشعوب.. ذلك لأنهم يرون بعين مصالحهم وتاريخهم الاستعماري ـ العدواني الأسود، ومن خلال ثقافة وسياسة مختلة المعايير والموازين والمفاهيم والقيم.. إنهم لا يريدون أن يكون من بين شروط وقف العدوان والرد عليه في غزة أن يُرفع الحصار المميت عنها، ولا أن يتوقف سيل الدم فيها، ولا أن يكون لفريق من أبنائها حرية الرأي والاعتقاد وحق التجذر في الأرض والمطالبة بالحرية وتحرير الوطن.. فما تفرضه الكراهية الصهيونية وتتبناه "شاخصات وسياسات عربية" على أهل غزة والمقاومين فيها أن يقبلوه ويرفعوه رايات سلام وسياسات استسلام، وفق منظورهم.. وإلا فالموت والحرق والدمار والخراب.؟! إنه عجيب، والأعجب منه نظر العالم إليه وموقفه منه، والأدهى والأمر هو مشاركةُ بعض العرب فيه نكاية ببعضهم بعضاً.؟!

لقد آن لنا أن ندرك، بعد كل حروب العدوان الصهيونية علينا، واحتلال الأرض والتهويد وقتل أبناء الشعب، وبعد كل سنوات الفتك بنا مادياً ومعنوياً، واللعب بمقدراتنا وإراقة دمنا، وتحريضنا الواحد على الآخر، والدولة على الأخرى، والمذهب على المذهب.. آن لنا أن ندرك أن الصهيونية عدونا الأول ونركز " البوصلة" على ذلك كي لا نضل ونضيع الاتجاه الصحيح، وأنها من يقف وراء تجزئة الوطن والدول والدويلات، وجغرافية التقسيم التي وضعها اليهودي ـ الصهيوني برنارد لويس هي التي تنفذ اليوم لتبقى إسرائيل هي المهيمن والأقوى في المنطقة، ويستعيد العرب عصر ملوك الطوائف في الأندلس فيخرجون من التاريخ ويندحرون ثقافياً وحضارياً.. وأن " إسرائيل العنصرية الصهيوني العدوانية المتوحشة" هي من يتمحور حولها عداء الغرب للعرب والمسلمين اليوم..!! وليتذكر من قد ينفعه التذكر أن المرحوم ياسر عرفات الذي وقع اتفاق أوسلو، واتهم المقاومة الفلسطينية التي رفضت ذلك الاتفاق بالإرهاب، وزار الصهاينة في بيوتهم وصافحهم وقبلهم وقبلوه.. قد اعتبروه ليس شريكاً في السلام وحاصروه في المقاطعة وسمموه فقتلوه.. لأنه أصر على أن القدس الشرقية عربية، وأن المسج الأقصى فوق الأرض وتحت الأرض للمسلمين، وأن للشعب الفلسطيني الحق في دولة مستقلة!! وليتذكر من ينفعه التذكر أن "إسرائيل" ارتكبت وما زالت ترتكب المذابح الفظيعة ضد العرب وضد الفلسطينيين، وأنها احتلت بيروت وارتكبت فيها مذبحة صبرا وشاتيلا لتزيد الفتن الطائفية اشتعالاً وترسخ عداوات بين مسلمين ومسيحيين، وأنها تقضم ما تبقى من أرض فلسطين بالاستيطان والتهويد وفرض الأمر الواقع لكي لا يبقى للفلسطيني المفاوض ما يفاوض عليه إلا بطاقة المرور الدبلوماسية الخاصة،  وأنها تهوِّد القدس وتقتل الشعب وتلاحق الوطنيين والمقاومين مستفيدة من التنسيق الأمني الغريب العجيب المريب، وأنها بكل ذلك ووفق قراءة واعية لكل ما مر من دروس لا تريد إلا إفناء الفلسطينيين فئة بعد فئة، وجعلهم متعادين يقتل بعضهم بعضاً وتستفيد هي، وتقوم بينهم وبين أبناء أمتهم المتاريس فيعزلون ويضعفون.. وليتذكر من قد ينفعه التذكر أن بعض أسباب العدوان الأخير على غزة هو المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية التي يرفضها الصهاينة بوضوح، ويريدون أن تكون غزة ضد الضفة والضفة ضد غزة إلى ما لا نهاية.. وأن تكون حماس ضد فتح وفتح ضد حماس، وكل وطني فلسطيني ضد الوطني الآخر.. إلخ، وتشترط على الرئيس الفلسطيني أن ينقض كل اتفاق عقده مع غزة " التي تلخصها بحماس" وأن يسقط الحكومة ويعمق الخلاف والصراع.؟!! ليست المشكلة في غزة هي حماس بل المقاومة والخيارات التي لحماس ولسواها من الفصائل الفلسطينية التي ترفض التنازل عن الأرض والحق وتتشبث بالعودة والتحرير، وهي خيارات مشروعة ومفهومة والتمسك بها تدعمه واقعياً حقيقة أن إسرائيل عنصرية، وضد السلام في المنطقة، وتوسعية بلا حدود، ومصممة على إبادة الفلسطينيين روحياً ومادياً، جسداً وإرادة وصموداً وانتماء وهوية.. فهل ترانا نعي ذلك ونستفيد من وعينا له.؟!  

     القضية المطروحة اليوم بشدة وحدة ودقة على الفلسطيني وعلى العربي وحتى على المسلم هي في معرفة العدو والتركيز عليه، وتحديد البوصلة النضالية ـ الجهادية ـ الكفاحية.. إلخ" وتثبيتها بدقة، وتمركز النضال وتركيزه  ضد أعداء الأمة الدائمين، وعلى رأسهم الصهيونية وإسرائيل" ومن في حكمهما، والتبصر بكل ما يؤثر على ذلك وفيه سلباً وإيجاباً.. وهناك مشكلة أو عقبة كبرى تكاد تشبه اللغم الشديد الانفجار الموضوع تحت أقدام المهتمين والمعنيين بذينك التحديد والتركيز حول العدو وضده.. وهي أن كل شخص أو فريق من أولئك يشعر بوجود  اللغم الشديد الانفجار تحت قدمه، فيذهل عما سواه، وعن الحق الذي عليه أن يتبينه ويرعاه، وعن البوصلة التي تحدد العدو.. ويشتد غضبه وانفعاله وغيظه حتى لا يكاد يبصر أو يتبصر، وتصبح خشيته من أخيه وثورته عليه أولى من خشيته من عدوه وتوجهه إليه.. وهذا داء يفتك اليوم ويعم/ وخطب يطم، وحالة لا بد من الخروج منها بالحكمة والمنطق والمسؤولية الوطنية والقومية والخُلُقيَّة والدينية وحتى الإنسانية. إن كل من في الوطن ويحمل هويته بشرف وينتمي إليه بمصداقية له حق في الوطن، أياً كان توجهه الفكري وتنظيمه السياسي، وخياراته المعتقدية.. وما دام مواطناً يتمتع بالحقوق فهو مساوٍ لغيره بها، فكما لغيره حق التنظيم والخيار والتفكير والاعتقاد فله مثل هذا الحق.. وعلى كل منهم أن يدرك أنه من الوطن وإليه، وأنه أقرب إلى أخيه المواطن من عدوه، عدو الاثنين وعدو الكل وعدو الوطن والأمة والدين. وحين يستقر مثل هذا الفهم وهذا الحق وهذا البعد من أبعاد المواطَنة في الأنفس والتشريعات والقوانين والممارسات يبدأ نزع الألغام من تحت الأقدام شيئاً فشيئاً، وتُستعاد الثقة والبصيرة ويُستعاد الأمن أيضاً شيئاً فشيئاً وتزول غشاوات الانفعال والافتعال عن القلوب والأبصار فيتضح العدو وتتضح سبل مواجهته. نحن بحاجة ماسة إلى ذلك النوع من حضور العقل وشرطه، أي إلى أن يعترف كل منا بحق الآخر في الوجود والاختلاف والشراكة، من دون مصادرة أو وصاية أو منع أو قمع.. على أن تكون المعايير وطنية ـ قومية ـ أخلاقية واضحة تماماً وحاكمة ومحكومة بالدساتير والشرائع والقوانين والعادات الاجتماعية الحسنة والتقاليد العريقة.. عندها يتمايز المواطنون صفوفاً وتنظيمات ولا يتميز أحد على الآخر إلا بما يتلخص " بالتقوى"، وهي مراعاة لحق الله وحق الخلق وحق الوطن والآخر والدولة والسلطة والتنظيم والفرد بوضوح واحترام .. كلٌ حسبما يستقر له من حقوق ومعايير وأفعال حسب القانون والعرف والشرع ومقومات المواطَنة السليمة وقيمها الصحيحة. من هنا لا يكون الإسلامي حاكماً على المسلمين باسم الإسلام، لأن المسلمين أمثاله مرجعهم إلى الله سبحانه وتعالى في أعمالهم، وإلى التشريعات والشرائع والقوانين والأنظمة النافذة حسب مراجعها، في ممارساتهم ومعاملاتهم وحياتهم اليومية في الوطن وبين أبنائه.. ولا يكون للقومي شيء من ذلك باسم العروبة وشعاراتها إلا فيما يستقر من ذلك خياراً بإرادة الشعب بنزاهة ووفق القانون، ولا يكون لليساري أو اليميني، للرأسمالي أو الاشتراكي، ومن يختار الليبرالية أو الماركسية، ومن يرى الوحدة العربية طريقاً أو القطرية مربطاً ورباطاً.. لا يكون لأي منهم إلا ما يطرحه أمام الشعب وفق القانون ووفق ما يختاره الشعب بحرية ونزاهة حسب القانون أيضاً.. وهنا نختصر الكلام لنصل إلى الحالة الغزاوية ـ الفلسطينية والمدى السياسي المرتبط بها أو المبني عيها فيما وراءها من مدى وحدود.. فإذا فرضنا جدلاً أن غزة هي " حماس والإخوان" فمن حقها أن تختار ما تريد ولكن من واجبها في النهاية أن تلتزم بما يختاره الشعب الفلسطيني كله من خيارات بديمقراطية وحرية ونزاهة ومن دون تدخل، وليس من حق أحد ـ لا سيما من الفلسطينيين والعرب والمسلمين ـ أن "يجتثها أو أن يساعد العدو على اجتثاها أو يستدعيه لذلك، أو يهددها به، أو أن يسكت على تهديدها، فضلاً عن عار السكوت على قتلها."، لا هي ولا غيرها، في أي قطر من الأقطار العربية والبلدان الإسلامية، بذريعة خيارها المخالف لخياره، أو باتهام يوجهه إليها على أرضية الخلاف أو افتعال الخلاف معها، أو التحريض عليها طاعة للعدو الصهيوني أو غيره، وطمعاً برافعة تبعيّة تهوي بصاحبها وطنياً وأخلاقياً وإنسانياً ولا ترفعه بأي شكل من الأشكال!!.. وليس من حق الأمة ولا من شرف الانتماء الوطني أو القومي أو الديني أو الإنساني إليها أن تترك غزة وأهلها نهباً للحصار والنار، أو أن يترك من هو في حكمها، للصهيونية العنصري وللأعداء المتحالفين، ولكل من يريد إضعاف الشعب الفلسطيني وقضيته والأمة وقضاياها بإضعاف مخالفيه في الفكر والرأي والرؤية.

ونسأل الله سبحانه السداد في الرأي والعودة عن الغي، والنصر للمستضعفين في الأرض.. إنه على كل شيء قدير.

دمشق في 18/7/2014

علي عقلة عرسان