خبر قلة عدد الأسرّة والأجهزة الطبية في أقسام « العناية المركزة » يهدد حياة جرحى غزة

الساعة 12:27 م|16 يوليو 2014

غزة - وكالات

لا زال مشهد بكاء أم فلسطينية ثكلى، وقفت على باب قسم "العناية المركّزة" بمجمّع الشفاء الطبي بقطاع غزة، حاضراً في ذهن الطبيب عطا المزيني.

فبينما كان يحاول إنقاذ حياة عدد من الجرحى، لم يستطع تجاهل الدموع المنهمرة من عيني تلك الأم، والمتساقطة على جبين "نجلها" المُلقى جثة هامدة، على سريرٍ بالقرب من باب القسم.

هذا المشهد المؤلم، يجعل من "المزيني"، الذي يعمل نائبا لرئيس قسم "العناية المركزة"، حريصا على إنقاذ أرواح الجرحى الذي يتوافدون بغزارة على القسم.

لكن نقص الأسرّة، والمعدات الطبية، لا تسعد "المزيني" وفريقه، في عملهم، فالقسم غير مؤهل لاستقبال جرحى "حرب"، كالتي تجري حاليا.

ويقول المزيني لمراسلة وكالة الاناضول للأنباء بغزة: "لدينا فقط 11 سريراً فقط، والأجهزة الموجودة مؤهلة لعلاج هذا العدد".

وأوضح أن قلة عدد الأسرّة، والأجهزة الطبية بقسم العناية المركّزة يهدد حياة الكثير من المرضى، فمن لم يمت بالغارات الإسرائيلية التي تشنّها الطائرات الحربية في قطاع غزة، قد يفقد حياته نتيجة ذلك النقص، حسب المزيني.

وتابع: " اضطررنا عدة مرات لفتح قسم جراحة القلب، كقسم بديل ومكمّل لقسم العناية المركزة، رغم اختلاف الإمكانيات والأجهزة الطبية، لكن فعلنا ذلك كي نجد مكاناً نضع فيه الجرحى".

وقبل ثلاثة أيام، وضع قسم العناية المركّزة الجرحى الذين وصلوا ليلاً في "ممر" القسم، نظراً لإمتلائه والقسم البديل بالجرحى.

وأضاف المزيني: " وصلنا في ذلك الوقت أكثر من (50) جريحاً، (12) حالة منهم كانت تحتاج لأن ترقد بقسم العناية المركّزة المكتظم أصلا بالجرحى".

ومضى قائلاً: " 12 حالة احتاجت عناية مركزة وعمليات جراحية، المريض لو لم يمت من القصف، قد يموت داخل المستشفى، من نقص الأسرّة والأجهزة خاصة أجهزة التنفس الصناعي، والعقاقير والمحاليل الطبية".

وأكد أن قسم العناية المركّزة لا يمكنه أن يغطي كافة الحالات، في حال استمرت الحرب لأيام أخرى، خاصة في ظل نفاد رصيد مخزون بعض العقاقير الطبية المستخدمة في العناية والعمليات الجراحية.

وبيّن المزيني أن الجرحى الذين يصلون إلى مستشفى الشفاء، يعانون من جروح وصفها بـ"الغريبة"، قائلاً: " لاحظنا أن أجسام الجرحى فيها تهتك، والشظايا منتشرة بكل الجسم، هذه النوعية من الاصابات لم تكن بالحرب الي سبقتها".

وتابع: " نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الثامن على التوالي، عانى القطاع الصحي من نقص كبير بالإمكانيات والأجهزة والأدوية، ومع حدوث العدوان الأخير اقتربنا أن نصل لخط الصفر، ووصلت مخازن الأدوية والمستهلكات الطبية للصفر".

ومنذ اليوم الخامس للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حذرت وزارة الصحة في القطاع، من نفاد مخزون الأدوية والمهمات الطبية اللازمة لحالات "الطوارئ والعمليات الجراحية والعناية المركّزة"، من مستشفيات القطاع خلال أيام قليلة.

وذكر المزيني أن أغلب الإصابات الناتجة عن القصف الإسرائيلي هي إصابات "خطيرة"، لأن أغلبها "دماغية".

وتخوّف المزيني من استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع قائلاً: " لو استمر العدوان لأسبوع آخر، سنصحو على كارثة انسانية، الناس ستموت من نقص الدواء، ولو حاولنا إنقاذ المريض لربما سيعيقنا نقص الاسرّة والأجهزة والأدوية".

وتعاني ووزارة الصحة تعاني من نقص غير مسبوق في رصيد الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية، بحيث وصلت نسبة نفاد الأدوية -بشكل كامل- إلى ما يقارب (29)%، كما أن (15)% من العقاقير الطبية مهددة بالنفاد خلال الأيام القليلة القادمة، حسب أشرف أبو مهادي، مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة.

وذكر أن الوزارة تعاني من نقص (55)% من المستهلكات الطبية، كما أن (15)% منها مهدد بالنفاد أيضاً

ويرقد المريض أبو وائل رضوان، على أحد أسرّة قسم العناية المركّزة، تحيط به الأنابيب الطبية، ويقول لمراسلة "الأناضول" أنه أصيب أثناء مغادرته لعمله.

بكلماته الثقيلة التي تخرج من جسد أنهكته شظايا الصواريخ الإسرائيلية: " أثناء مغادرتي للعمل، استهدفت الطائرات الإسرائيلية شخصاً كان يمرّ بجانبي، مما أدى إلى إصابتي بحالة خطيرة استدعت نقلي إلى قسم العناية المركزة هنا".

وأصيب رضوان بشظايا في منطقة البطن، ولا زال يحتاج إلى إجراء عمليات لإخراج بقيّة الشظايا.

وتشن الطائرات الحربية ، منذ مساء الاثنين الماضي، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد".

وارتفع عدد الشهداء من الفلسطينيين، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، مساء الاثنين الماضي، إلى 208 شهيدا، فضلا عن إصابة نحو 1535 آخرين، حتى 11: 45 تغ، من صباح الأربعاء.