خبر الصهيونية سرطان البشرية و« إسرائيل » سرطان المنطقة العربية.. علي عقلة عرسان

الساعة 11:18 ص|16 يوليو 2014

"دعت صحيفة «شيلدون أديلسون» التابعة لجناح اليمين «إسرائيل هايوم» إلى إعادة غزة إلى العصر الحجري" بحقد وكراهية معهودين عن الصهاينة، وهذا يذكر من يتذكر ببعض ما قاله المجرم جورج W بوش عام 2003 عندما شن حربه العدوانية الوحشية على العراق، وقالت نائب في الكنيست من البيت اليهودي بضرورة قتل أمهات الاستشهاديين الفلسطينيين، أما الإرهابي الأول بنيامين نتنياهو فقال باجتثاث حماس والقضاء على المقاومة وإخضاع غزة..؟!

في الرد على المقولة الأولى: لا يمكن لإنسان في القرن الحادي والعشرين أن يعود أو أن يُعاد إلى العصر الحجري أو العصور الوسطى بالعدوان، لأنه يملك في وعيه ومداركه ومعارفه ما يجعله ابن زمنه، لكن ما يمكن أن يفعله العدوان والتوحش هو تدمير البيئة من حوله وتدمير مكتسباته ومنجزاته التقنية والعلمية على أرض الواقع وجعله في مستنقع المعاناة الضحل.. وتلك مصائب يمنك تحملها وخسائر يمكن تعويضها ولكنها لا يمكن أن تخرج المنكوب بها من العصر الذي يعيش فيه ولا من التاريخ الذي يُصنع كل يوم.

وفي الرد على المقولة الثانية: يتبين كل يوم منذ أكثر من سبعين عاماً أن الصهيوني هو معلم الهتلريين "النازية ـ العنصرية" البغيضة لأنه الأصل في العنصرية تربية وتكويناً وعقيدة تلمودية، والمعلم الفذ لها بالممارسة والتقوقع العنصري. وحين تطالب النائب في الكنيست الإسرائيلية أيليت شاكيد بقتل الأمهات الفلسطينيات اللائي ينجبن المقاومين الاستشهاديين الذين يرخِصون دمهم في الدفاع عن أنفسهم ووطنهم وشعبهم وعقيدتهم ببطولة وشرف، ويوجهون بلحمهم ودمهم آلة الحرب التدميرية الكبرى.. فإنما يشعلون الشموع على طريق الأجيال التي تتطلع إلى الحرية والكرامة والعدالة بينما تقوم شكيد وأمثالها بمراكمة حالة من العنصرية والإجرام والكراهية على مثيلات لها هي خلاصة التاريخ اليهودي ـ العنصري الذي كللته الصهيونية المعاصرة بمذابح فظيعة من ما قبل مذبحة دير ياسين إلى ما بعد مذبحة المصلين في المسجد الإبراهيمي في الخليل على يد "البطل اليهودي العنصري" باروخ غولدشتاين، بطل " كريات أربع" ونبي من أنبياء يهود العصر.. ووصولاً إلى من أحرقوا محمد أبو خضير حياً في جبل القدس قبل أسابيع.. لتكون محرقة = شواة الفلسطينيين علي يد الصهاينة هي الأجدر من " أوشفيتز وبوخنفالد" وغيرهما بالتذكر والدراسة والزرياة للاتعاظ.؟!!

وفي في الرد على المقولة الثالثة: إن الإرهابي المجرم نتنياهو يدرك كما يدرك غيره من مجرمي الصهاينة والعالم أن اجتثاث المقاومة الفلسطينية، وأي مقاومة مشروعة ضد الاحتلال والاستعمار والظلم والاستبداد، هو نوع الأحلام وبعض أمانٍ لا غير، فالمقاومة الفلسطينية التي حاولت وتحاول "إسرائيل" ومعها حلفاؤها الغربيون وعملاؤها من العرب أن تجتثها.. تقوى يوماً بعد يوم، وعدواناً عليها بعد عدوان، وتزداد إصراراً على مواجهة إرهاب الدولة الصهيوني بعدد وقوع كل عدوان عليها، كما أنها تتطور من حيث الأداء العسكري وامتلاك المعارف العلمية والتقنيات والقدرة على تحرير الإرادة والقرار بتصنيع السلاح ذاتياً وتطويره وتحريره من كل من يحاول حرمانها منه ليقتلها وهي في حالة عزلة منه.. والأمثلة على ذلك تمتد من بدايات المقاومة الفلسطينية عام 1964 مروراً بمن نثروا لحمهم ودمهم بوجه الاحتلال والطغيان العنصريين.. وصولاً إلى غزة هاشم اليوم، وهي رحم المقاومة والصمود والشهامة الفلسطينية، وفيها القسام وكتائب الأقصى وصقور فتح وغيرها من الفصائل الفلسطينية المقاتلة.. ومروراً بتجربة حزب الله ومقاومته للاحتلال الصهيوني للبنان، وتصديه لمشاريع الصهينة بكل أشكالها، مع من يتصدى لها بإخلاص وصدق وشجاعة من المقاومين العرب والدول التي تتبنى ذلك، والشرفاء في العالم.

إن المقولات الصهيونية الثلاث تعبر عن حمق مقيم عقيم المردود، وعن عقلية لا صلة لها بالدين، أي دين، ولا بالأخلاق ولا بالعصر ولا بالإنسانية، وهي عقلية تجسد عنصرية متوحشة ناتجة عن جهل وانغلاق وتعصب وتربية وثقافة ما قبل "ديناصورية" تتصل بالوحشية المطلقة التي تجاوزتها البشرية بعد معاناة طويلة استمرت لمئات آلاف السنين.

إن ما تفعله إسرائيل، وما يقوله قادتها وسياسيوها ونوابها الكنيست وأشخاص في حقلي الثقافة والإعلام فيها.. لا يواجه بأي ردع حقيقي من أية قوة ذات تأثير وفعالية في العالم، ومن ثم يستشري الطاعون العنصري الصهيوني ويزداد حدة وتمدداً وشراً وشراسة.. ولا يوجد إلا قلة قليلة جداً من الدول قالت لا للعدوان الإسرائيلي الوحشي المتجدد دورياً على غزة، ولا للحصار القتال المفروض على أهلها منذ سنوات وسنوات.. وقد عبر رجب طيب أردوغان عن واقع عندما قال: "تواصل إسرائيل إرهاب المنطقة متجاهلة تماما القانون الدولي ولا تقول لها دولة سوانا توقفي.. وأنه لا يدوم استبداد للأبد.. وإن عاجلا أو آجلا سيدفع كل مستبد الثمن" وتابع:" لن يظل هذا الاستبداد دون حساب".. هذا صحيح ودروس التاريخ أكثر من أن تحصى في هذا المجال، وسيكون حساب الصهاينة على يد المقاومة في فلسطين وغيرها من المواقع العربية، المقاومة المشروعة العادلة الواعية التي تنتمي للأمة العربية بأصالة وصدق، وتحمل قيماً سامية بإدراك عميق  لمعنى القيم، وتدافع عن العدل والحق والشعب والأرض والمقدسات بشرف وثبات، وتدرك أن الصهيونية سرطانٌ فتاكٌ في الجسم الإنساني كله، وفي المنطقة العربي على وجه الخصوص، وأنه لا سلامة ولا سلم ولا أمن ولا حياة إلا بالتخلص من هذا السرطان الخبيث.

دمشق في 16/7/2014

علي عقلة عرسان