خبر ضوء في نهاية النفق / يديعوت

الساعة 09:21 ص|13 يوليو 2014

 بقلم: اليكس فيشمان

 

(المضمون: أصدرت حماس في ساعات الصباح من يوم أمس لاول مرة اشارة ايجابية على الاقتراح المصري بوقف النار. اما في اسرائيل فلا يخفضون حاليا مستوى الضغط. فقد دخلت في وضعية "امسكوني" – قبل أن أفقد السيطرة - المصدر).

 

في الجيش لم يعودوا يتحدثون بمفاهيم الطواقم اللوائية القتالية المنتشرة على حدود القطاع قبيل عملية برية محدودة – اليوم تقف على خط الانطلاق بحجم كبير يلمح بقدرة عسكرية لاحتلال كل قطاع غزة وانهيار حماس. ما يعرفونه في الجيش فهموه أيضا في المجلس الوزاري: لا يمكن ابقاء قوة عسكرية بمثل هذا الحجم في حالة تحفز على مدى زمن طويل. وعلى القرار أن يتخذ اليوم او غدا. ومن غير المستبعد أن يكون هذا الحشد الهائل – الذي اضيف له 8 الاف رجل احتياط آخرين في اليوم الاخير – قد دفع كل اللاعبين في الشرق الاوسط، وبالاساس حماس الى الفهم بان اسرائيل تعتزم تغيير كل قواعد اللعب في الملعب الغزي. ووحده وقف فوري للنار سيوقف الخطوة.

 

 في نهاية الاسبوع ظهرت اشارة اولى للضوء في نهاية النفق – عندما أصدرت حماس في ساعات الصباح من يوم أمس لاول مرة اشارة ايجابية على الاقتراح المصري بوقف النار. اما في اسرائيل فلا يخفضون حاليا مستوى الضغط، والخطط الحربية تواصل التدحرج. سلاح الجو ينتقل منذ اليوم الى المرحلة الثانية من الخطة الجوية، التي تتضمن عشرات ومئات اخرى من الاهداف في المناطق المأهولة التي اتخذت اسرائيل حتى اليوم جانب الحذر من المس بها. وابتداء من يوم امس ليلا نقل الى السكان الفلسطينيين في تلك الاحياء والمباني بان الجيش الاسرائيلي يعتزم الهجوم وحذرهم كي يغادروا المنازل في غضون ساعات – ولا يزال- رغم التحذيرات، معقول جدا الافتراض بان التغيير في حجم المصابين في أوساط السكان غير المقاتلين سيتسع.

 

 حتى الان تم تدمير اكثر من  2000 صاروخ، وفي الليالي الاخيرة يتركز الجهد على ضرب الاشخاص الذين يستخدمون المنصات ايضا – بينما صفي ليلة أول أمس 14 منهم. يحتمل ان يكون الانخفاض في حجم اطلاق الصواريخ يرتبط بذلك. ومع ذلك، في الجيش يقولون انه لا يمكن الاكتفاء بالنار من الجو لانهاء المعركة بالانجاز اللازم، ومطلوبة طاقة جديدة في شكل مناورة برية.

 

 حاليا تقف التقارير عند 130 قتيلا في غزة: نصفهم نشطاء عسكريون، 30 – 40 في المئة منهم هم مدنيون غير مشاركين قتلوا بالخطأ، والباقون اصيبوا لانهم لم يستجيبوا لدعوات الجيش الاسرائيلي الخروج من المباني. هذا التقسيم لم يجد قبولا له بالتأكيد في العالم، وذلك لان الحديث يدور ايضا عن نساء وأطفال.

 

الادعاء بان قادة حماس منقطعون هو نوع من الاسطورة المدينية. ففي حملة "عمود السحاب" وفي الحملات السابقة، جلس ذات القادة في أقبية مستشفى الشفاء، ومعقول الافتراض بانهم اليوم ايضا يمكثون في منشأة مشابهة. لو كان بوسع الجيش احتلال الشفاء، لحقق سيطرة ايضا على الحفرة التي توجد فيها حكومة هنية وهيئة اركان حماس.

 

 في العالم، بعد اسبوع من الغفو، بدأت تتصاعد رافعات الضغط على اسرائيل. فقد اصدر مجلس الامن أمس نداء للطرفين بوقف النار، وعقد وزير الخارجية الامريكي كيري اجتماعا لوزراء الخارجية العرب للبحث في الموضوع. اضافة الى ذلك، ستجتمع غدا الجامعة العربية ومن المعقول الافتراض بان القطريين سيساعدون مصر على تليين موقف حماس، بمعونة اقتصادية سخية. اما الاتراك الذين توجه اليهم مشعل بطلب للتوسط، فغير واردين. فالقرار في اسرائيل هو عدم السماح للاتراك باي موطىء قدم في المسألة – وليشتم اردوغان قدر ما يشاء.

 

 تبدو نقطة البدء نحو الاتفاق في هذه اللحظة بعيدة. فاسرائيل تتحدث عن عودة الى تفاهمات "عمود السحاب"، بينما يرغب الذراع العسكري لحماس بان يضيف الى ذلك تحرير سجناء حماس من حملة "عودوا ايها الاخوة"، فتح معبر رفح ونقل المال لدفع الرواتب. ويقول الموقف الاسرائيلي انه محظور أن تخرج حماس بانجازات غير أن قرار المجلس الوزاري من هذا النوع هو موضوع مرن. فتطور غير متوقع في القتال، مثل خطأ اسرائيلي ومس بعشرات الفلسطينيين يمكن ان يلين موقفها.

 

 قبل تسعة ايام اقترح المصريون على حماس وقف التنقيت بالصواريخ والعودة الى تفاهمات "عمود السحاب". وحسب الاقتراح، فان كل باقي مطالب حماس، ستبحث في مرحلة لاحقة، ودون صلة بوقف النار. وكان الاقتراح المصري مقبولا من اسرائيل، ولكن حماس رفضته بوقاحة. وبعد ان تصاعد حوار النار بين اسرائيل وحماس، فيما يحوم تهديد الدخول البري في الجو، تراجعت حماس – وأطلق الناطقون بلسانها أقوالا غامضة في صيغة "يوجد ما يمكن الحديث فيه".

 

لقد جاء دخول مصر الى الوساطة ليخدم حاجة مصرية حيوية: التخوف هناك هو من تصعيد في غزة ينتقل الى سيناء، ومن هياج في الشارع المصري في اعقاب الصور القاسية التي تصل من القطاع. كما ان هذه هي الفرصة للرئيس الجديد السيسي ليثبت للامريكيين قوته في المنطقة، وربما ايضا تحقيق خير لاسرائيل التي وقفت الى جانبه أمام الحظر الذي فرضته عليه واشنطن.

 

لم يتضمن الحديث الذي اجراه نتنياهو مع اوباما في نهاية الاسبوع اقتراح وساطة عملي. فقد أجرى الرئيس الامريكي الاتصال كي يؤشر لاسرائيل بان الزمن السياسي الذي لها للحملة آخذ في النفاد. اما اسرائيل من جهتها فقد دخلت في وضعية "امسكوني" – قبل أن أفقد السيطرة.