خبر البحث عن وقف النار / هارتس

الساعة 09:13 ص|13 يوليو 2014

بقلمأسرة التحرير

مثلما في حملات سابقة اصطدم فيها الجيش الاسرائيلي وحماس، ففي حملة "الجرف الصامد" أيضا يستخدم سياسيون ومحللون الاعداد لرسم ميزان القوى. بعد خمسة ايام من الحملة ينبغي السؤال ما هو معنى هذه الاعداد. فهل يهم حقا كم هدفا اصاب الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة؟ هل يوجد معنى لعدد الصواريخ التي اطلقتها حماس حتى الان؟ لمعطى واحد فقط يوجد معنى تقشعر له الابدان، وهو عدد القتلى. اسرائيل يمكنها أن تشير برضى الى أنه حتى الان الحقت صواريخ حماس بها ضررا بالاملاك فقط بينما في غزة تجاوز عدد القتلى المئة الاولى. الكثيرون منهم مدنيون أبرياء، اطفال ونساء، لاقوا حتفهم كنتيجة لـ "الضرر المحيطي"، الذي ليس واضحا اذا ما كان بذل ما يكفي من الجهد لمنعه، ويثور السؤال اذا لم يكن جزءا من اجراءات العقاب.

لا يزال اصحاب القرار في اسرائيل، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، يجدون صعوبة في تحديد اهداف الحملة. "الهجوم سيستمر الى أن يحل الهدوء"، يدعي بنيامين نتنياهو. ولدى وزير الخارجية افيغدور ليبرمان اقتراحات بعيدة المدى خاصة به، "في السير حتى النهاية"، بمعنى العودة الى السيطرة في قطاع غزة. آخرون يقترحون أفكارا مثل احتلال القطاع، نقل السيطرة فيه الى محمود عباس، واقامة جيش فلسطيني على نمط جيش لبنان الجنوبي في جنوب لبنان. هذه الحلول خيالية ونتائجها ستلحق ضررا أكبر.

لقد ولدت حملة "عمود السحاب" هدوءا على مدى سنة ونصف. فترة هدوء اطوال انتجتها حملة "الرصاص المصبوب". وفي كلتيهما جرت محاولة "للسير حتى النهاية"، أوضحت المرة تلو الاخرى بانه يمكن الوصل الى تفاهمات مع حماس. وتعترف حماس بان الصواريخ لن تصفي دولة اسرائيل، وفي اسرائيل ايضا يوجد اعتراف في أن "تصفية البنية التحتية للارهاب" هو شعار جميل ليس قابلا للتنفيذ.

في غياب مسيرة سياسية، تضطر اسرائيل على اي حال الى الاعتماد على تفاهمات وتسويات جزئية لا تضمن حلولا مطلقة، ولكنها تسمح بفترات من الحياة المنتظمة. هذا هو من التفاهمات التي على اسرائيل أن تبحث عنها الان مع حماس والسلطة الفلسطينية. يمكن لاسرائيل أن تنتظر الى أن يبدأ الرأي العام في العالم وفي البلدات العربية بالصخب. كما يمكنها أن تتوقع،  مثلما في حملات سابقة، أن تحدث مفاجآت مأساوية في الجانب الاسرائيلي او الفلسطيني، انعطافات استراتيجية. لقد أظهرت اسرائيل بان في وسعها اعتراض صواريخ حماس والحاق ضرر جسيم بغزة. هذا هو الوقت للسماح للوسطاء لتحقيق وقف للنار ووضع بنية تحتية لفترة هدوء طويلة اخرى.