خبر البطش« .. عائلة من غزة أبادتّها »طائرات إسرائيل"

الساعة 08:37 ص|13 يوليو 2014

غزة - وكالات

لن تسأل الصغيرة "منار" والدتها بخوف: " ماما متى ستسكت هذه القذائف؟"، ولن تُكرر على مسامع شقيقها جلال ذات السؤال وهي ترتجف، ولن تهرول نحو أحضان شقيقتها الكبرى "مروة"، لتبكي فزعا من أصوات الطائرات.

وأشياء كثيرة لن تفعلها ابنة الـ"13" ربيعا، كأن تنادي على أبيها، بأن يبقى في البيت برفقتهم، ولا يُغادر، فصوتها سكتت أنفاسه وإلى الأبد، بعد أن نفّذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على عائلة البطش في حي التفاح شرقي مدينة غزة مساء أمس السبت.

هذه الغارات التي تكفلت بإبادة الأسرة بأكملها في مشهد وصفّه الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة بـ"البشع" وبـ"جريمة الحرب".

وكان 18 مواطنا جميعهم من عائلة "البطش"، قد استشهدوا، وأصيب نحو 50 آخرون بجروح وصفت معظمها بـ"الخطيرة"، في تلك الغارتين.

ومن بين الضحايا الـ 18 من عائلة البطش، انتشلت الطواقم الطبيّة جثمان أسرة كاملة، مكونة من أب وأم، و7 من أبنائهم، وهم: الطفلة (منار)، ووالدها (ماجد 56 عاما)، ووالدتها (آمال 49 عاما)، وشقيقتها (مروة 25 عاما)، وشقيقها (بهاء 28 عاما) و(جلال 26 عاما)، وإبراهيم (18 عاما)، و(خالد 20 عاما) و(محمود 22 عاما).

وقال شهود عيّان  إن أجساد الأطفال والنساء اختلطت بالركام، وتحولت إلى أشلاء ممزقة.

وسويّت طوابق المنزل تحت الأرض، برفقة أصحابها، لتنهار معهم كافة الذكريات من شهادات، وألعاب، وكتب مدرسية، وأحلام بقيّت حبيسة الجدران المنهارة.

وتقول إسرائيل إنها استهدفت تيسير البطش، مدير جهاز الشرطة المدنية في قطاع غزة، والذي أصيب بجراح خطيرة في الحادث.

ويصف أحد أقارب العائلة ما جرّى بـ"المجزرة البشّعة"، ويضيف: "إنّ المشهد لا يمكن وصّفه فقد أحيل المكان إلى كتلة من الغبار والدمار الممزوج بالدم والأشلاء.

وتعد هذه أكبر حصيلة لمجازر العائلات في استهداف إسرائيل للمنازل السكنية منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الاثنين الماضي، والذي خلف حتى الآن أكثر من 165 شهيدا ونحو ألف جريح.

ولن تلتف هذه العائلة مرة أخرى، حول مائدة الإفطار أو السحور، إذ انتهت جلساتهم وأحاديثهم القادمة عن كل التفاصيل.

ويبكي جيران عائلة البطش، وهم ينبشون في الركام عن أشياء استحالت إلى أحمر قانٍ، ويعلو صوت أحدهم بغضب: " هنا تناثر قلب، ماجد" و" هذه يد الصغيرة منار".

ويقول أحدهم وهو يواصل رحلة البحث عما تبقى من ذكريات: "ما ذنب هؤلاء الأبـرياء، لم تكن أيديهم تحمل مدافع ولا رشاشات".

ويصف رامي عبده، رئيس المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة حقوق إنسان أوربية شرق أوسطية، مركزها جنيف بسويسرا)، استهداف العائلات في قطاع غزة بـ"القتل المنظّم"

وقال عبده،إن إسرائيل تتعمد استهداف العائلات، وإبادتها بشكل كامل، دون أن تُلقي بالا لأي معايير إنسانية ودولية.

وتساءل عبده عن بنوك الأهداف التي تحققها إسرائيل في غزة، مؤكدا أن ما يجري جريمة ضد الإنسانية.