خبر صواريخ المقاومة تقوّض أساس المشروع الصهيوني...د. وليد القططي

الساعة 09:30 ص|12 يوليو 2014

ان أداء المقاومة الفلسطينية في حرب غزة الثالثة يشير إلى تطور ايجابي متواصل في قوة النيران الصاروخية , و في دقة توجيهها نحو أهدافها داخل فلسطين المحتلة , وفي بعد مداها الذي يصل إلى تل أبيب و ما بعدها , و في حرص المقاومة على عناصرها البشرية المكلفّة بضرب الصواريخ و كذلك مقدراتها الصاروخية عن طريق نجاحها في التخّفي عن أعين العدو الالكترونية في الجو , و أعينه البشرية من العملاء على الأرض , و ذلك بعد أن استفادت من تجاربها السابقة لاسيما في حربي غزة الأولى و الثانية. وأصبحنا نقف أمام مقاومة محترفة تطور نفسها و تراكم الخبرة و تضاعف عناصر القوة لديها و تستفيد من نقاط ضعف العدو خاصة في جبهته الداخلية وحساسيته من الخسائر البشرية و قصر نفسه في حروب الاستنزاف الممتدة .

و رغم أهمية كل ما سبق إلا أن الأهم منه هو أن المقاومة الفلسطينية التي تمثل حركتي حماس و الجهاد الإسلامي  بأجنحتهما العسكرية كتائب القسام و سرايا القدس عمودها الفقري استطاعت من خلال دك عمق الكيان الصهيوني بالصواريخ أن تضرب المشروع الصهيوني في مقتل _ وليس فقط نظريته الأمنية- فمن أهم ركائز المشروع الصهيوني هو أن الكيان الصهيوني هو المكان الأكثر أمنا في العالم لليهود سواء الأمن الفردي لليهودي الصهيوني أو الأمن القومي لليهود كأمة واحدة كما تتزعم الأيديولوجية الصهيونية . و بناء على هذه المقولة تم و يتم جلب اليهود من كل أنحاء الأرض ليستوطنوا في فلسطين , و ليحقق كل يهودي يؤمن بالفكرة الصهيونية حلمه في أرض الميعاد , و ليحقق اليهود الصهاينة حلمهم في وطن قومي آمن يستطيعوا أن يمارسوا فيه غطرستهم و علوهم و إفسادهم المستمد من تاريخهم الأسود و تلمودهم المزيف.

و لكن ما يحدث اليوم في حرب غزة الثالثة و ما حدث في الحروب السابقة و غيرها من جولات الصراع العديدة التي ضربت فيها المقاومة جنوب الكيان الصهيوني و مركزه و عمقه في القدس و تل أبيب و حيفا يقوّض أساس المشروع الصهيوني ؛ لأنه يجعل هذا الكيان غير آمن لليهود القادمين من شتى أرجاء الأرض بحثا عن الأمن و إرضاء لطبيعتهم العنصرية التي تجعلهم لا يستطيعون الاندماج مع الشعوب التي آوتهم في بلادها, و بالتالي فان صواريخ المقاومة إضافة إلى أنها تمثل ردا على جرائم العدو تجاه أبناء شعبنا فهي تقوم بدور استراتيجي يخدم هدف تحرير فلسطين بتدمير أهم الأسس التي يقوم عليها المشروع الصهيوني و كيانه الغاصب .

بل ان الدور الاستراتيجي لصواريخ المقاومة يمكن أن يتجاوز ذلك لو تم توظيفه في مشروع متكامل لتحرير فلسطين بشكل جدي عن طريق بناء مشروع وطني فلسطيني يستند على المقاومة – وليس المفاوضات الفاشلة -, ويستند الى توحيد فصائل العمل الوطني و الإسلامي حول هذا المشروع , وكذلك على حاضنة شعبية صامدة تحتضن المقاومة و تدعمها المقاومة لتواصل صمودها الأسطوري , وكذلك ترتكز على محور عربي و إسلامي رسمي و شعبي داعم للمقاومة بالكلمة الطيبة و الموقف الصحيح و المال المقاوم و السلاح الفعّال , وتستند إلى الشرعية الدولية الحقيقية التي تعطي الحق للشعوب المحتلة أن تقاوم محتليها لتحقق استقلالها و حريتها .

وفي الختام أن الذي يضمن عدم ضياع هذه الدماء الزكية التي ملأت ثرى أرض الإسراء المباركة أن توّظف هذه الجولة من الصراع مع العدو الصهيوني في إطار إستراتيجية التحرير المتكاملة لفلسطين انطلاقا من تراكم الفعل الجهادي المقاوم و خاصة القدرات الصاروخية للمقاومة التي حطمت نظرية الأمن الصهيونية وهي في طريقها لتدمير الأساس الذي يقوم عليه المشروع الصهيوني.