خبر البنيان المرصوص .. سيهزم « الجرف الصامد ».. نزار السهلي

الساعة 06:35 م|10 يوليو 2014

تثبت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس " الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي", في كل مواجهة لرد العدوان الصهيوني أنها قادرة على تحطيم الصورة النمطية لقطاع غزة المحصور بالعقلية الصهيونية المتصدعة بعد عدوان 2008, عملية "البنيان المرصوص" التي أطلقتها سرايا القدس تأتي استكمالاً لمعركة السماء الزرقاء في تشرين الثاني 2012, واستمرار لعملية كسر الصمت في آذار من العام الحالي, أجمعت رسائل السرايا الجهادية على ان  اليقظة والنهوض والإعداد والمباغتة أصبح درب السواعد المتوضئة بإيمان مسكون بالتضحية والعزيمة في البنيان المرصوص للمقاومة وان الشهداء "بهاء ابو الليل" و "سالم قنديل" و "عامر الفيومي"  هم امتداد ل"معركة انطلاقة الدم والشهادة" في الشجاعية في تشرين الثاني 1987 واستشهاد الشيخ مصباح الصوري مع رفاقه الشهداء  محمد الجمل  ورائد ريفي وعصام براهمة وصلاح شاكر وأنور سكر و محمود الخواجا  وفتحي الشقاقي  وكل الصخور الكنعانية التي انتصبت في وجه الإعصار الصهيوني, ليغدو كل واحد منهم حكاية مقاومة وكل شهيد رواية شعب يرتل مع آيات القران عشق الأرض ومعنى الرجولة والجهاد

عملية البنيان المرصوص استطاعت توجيه رسائل قاسية ومؤلمة لقلب العدو ومغتصباته  وهو ما عكس ذكاء وحنكة في إدارة الصراع من خلال تحطيم الصمت على سياسة الاغتيال والعدوان وفي نفس الوقت السيطرة على لهب المعركة بصورة تثير الإعجاب، وربما في عمليتها البنيان المرصوص كسرت حركة الجهاد حواجز داخلية وفيتو غير معلن من قبل بعض القوى المحلية والإقليمية وعملت على رص بنيان المقاومة في غزة لمواجهة التصعيد والعدوان الخطير على غزة رغم تواضع الإمكانيات, الا ان تعاظم  الإيمان بالشعب والمقاومة يقلب كل المعادلات التي يحاول العدو فرضها على الأرض لكسر شوكة المقاومة الفلسطينية وهو ما اثبتته تجربة الاعتداءات السابقة ورد المقاومة عليها, فالساهرون على ثغور وتخوم أرضهم كانوا قبل غزة ٢٠٠٨ وبعد غزة ٢٠١٢ في معركتي السماء الزرقاء وكسر الصمت في آذار 2014 واليوم في البنيان المرصوص يؤكدون الرواية الفلسطينية المعمدة بالدماء والتضحيات والايمان بالحق التاريخي لشعبنا في أرضه مهما تحدث البعض عن " الواقعية" التي عنت دوما أن يتنازل الفلسطيني التنازل الذي يتلوه آخر....

يتصدع " الجرف الصامد" للاحتلال على وقع ضربات السرايا والمقاومة الفلسطينية المتلاحمة مع البنيان المرصوص, والتي جعلت نتنياهو ويعالون يهرولون تحت وقع الصدمة الى ملاجىء المغتصبات عندما توسعت الدائرة لتكون فلسطين هي الهدف والمغتصبات في مرمى النار للمرة الأولى باحترافية عجز عنها هؤلاء الذين كانوا يخرون خوفا ورعبا تحت وطأة الصواريخ وبيانات الصهاينة..

سرايا القدس بلحمها ودمها وعرقها لا بكلمات التباهي، بل بالتفاني... وهي تدرك بأن العدو متحالفا مع الأميركي يجرب قبته الحديدية ويصعد من إمكانياته ظاناً أن ذلك سيجعل المقاومون يعيشون حالة يأس وتراجع لكن في البنيان المرصوص كما في كسر الصمت خر الصهيوني من على نظرته النمطية الاستعلائية تحت وابل صواريخ المقاومة.

الوحيد المتغير في "البنيان المرصوص" هو سرايا القدس لا تلك النخبة التي استمرأت الانبطاحية، فظلت وفية لبوصلتها القلبية والعقلية والإيمانية بحق الإنسان في الدفاع عن ذاته وحقه في المقاومة...فالفلسطينيون لن يصمتوا بعد اليوم على العدوانية ولن يقبلوا ما يطرحه الانهزاميون في صحفهم الصفراء وخطاباتهم المشككة لتصير فلسطين مجرد " ملطشة" لتنافس صهيوني انتخابي ثمنه الدم الفلسطيني بدون مقابل...

في معركة البنيان المرصوص وصلت الرسالة حيث يجب، ورغم كل ما تم العمل عليه من سلطة رام الله طيلة أعوام انهار دفعة واحدة في التحام التجربة والرد على العدوان... وما نشهده اليوم ليس سوى تكريس لردع هذه العنجهية الصهيونية في زمن عربي تصنعه شعوب وسياسات أخرى فقد أصبحت المقاومة وسرايا القدس أكثر ثقة بأن لا شيء سيردعها عن حقها في الدفاع عن شعبها وأرضها... لا قبة فولاذية ولا تخاذل عربي وأممي... إنجاز سيراكم لمصلحة فلسطين وبقاء اليد على الزناد في طريق نهج مقاوم يراكم الخبرة والإعداد الجيد بوجه عدو لا يمكن الوثوق به في لحظة غادرة...