خبر فلسطينيو 48 يهبّون لنصرة غزة... ويدعون لـ« جمعة الغضب »

الساعة 12:19 م|09 يوليو 2014

وكالات

لم ينتظر فلسطينيو الداخل المحتل في العام 1948، حتى يوم الجمعة المقبل الذي يُنتظر أن يكون "جمعة غضب" تضامناً مع غزة في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية، إذ اندلعت اشتباكات بين الشرطة والفلسطينين في سخنين في الجليل، فجر الأربعاء، وسط أنباء عن وقوع جرحى واعتقالات في صفوف الفلسطينيين.

وحذّر قياديون في الداخل الفلسطيني حكومة الاحتلال من عنف غير مسبوق إذا ما مضت في عدوانها على قطاع غزّة، متوعّدين بـ"جمعة الغضب" ومسيرات في الداخل الفلسطيني.

وجاءت التحذيرات على لسان رئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، النائب في الكنيست مسعود غنايم، في حديثهما لـ"العربي الجديد" على هامش مسيرة شهدتها، سخنين مساء اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على قتل الفتى أبو خضير على أيدي مستوطنين وحرق جثته، ورفضاً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة.

وقال غنايم إنّ الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني "لم تغضب منذ سنوات بهذا الشكل، في أعقاب الجريمة البشعة، واليوم الحكومة الإسرائيلية تصب المزيد من الزيت على النار المشتعلة أصلاً. إخواننا في غزة في وضع سيئ جداً ويواجهون مأساة. وعلى اسرائيل أن تدرك أننا لن نصمت عن جرائمها".

وأضاف رئيس بلدية سخنين في حديثه مع "العربي الجديد"، حول توقعاته للمرحلة المقبلة أن "الشباب في الداخل في غاية الغضب، هذا ليس نتيجة الجريمة فحسب، بل أيضاً نتيجة تراكمات وضغط يعيشه الفلسطينيون في الداخل، وانتهاك حقوقهم. وهذا الغضب يمكن أن يتفاقم أكثر وحتى القيادة العربية قد تفقد السيطرة عليه".


من جهته، قال النائب مسعود غنايم لـ"العربي الجديد"، إنّ "مسيرة سخنين التي كانت مقررة غضباً على الجريمة بحق أبو خضير، تحولت تلقائياً إلى مسيرة غضب ضدّ الجرائم التي ترتكبها اسرائيل في غزة".

وأضاف أن "من قتل الفتى محمد أبو خضير في شعفاط، والذي يقتل أهلنا في غزّة اليوم هو واحد، وسنعمل على التصدّي لهذه الحكومة الاسرائيلية العنصرية العدوانية، بشكل موحّد. ونحذّر من أنّ العدوان على غزّة سيعطي زخماً أكبر لنضالنا في الداخل من أجل التصدّي لسياسة (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو. على المؤسسة الإسرائيلية أن تدرك أن الشباب العربي في الداخل الذي انتفض في الأيام الأخيرة، يمكن أن يزداد غضباً وحينها قد تصعب السيطرة عليه".

بلدات صغيرة تدخل على خط المواجهة

موجة الغضب التي يشهدها الداخل الفلسطيني منذ أيام، اتسمت هذه المرة بدخول بلدات صغيرة على خط المواجهة. قرى تعداد سكانها بضعة آلاف وأخرى بضع مئات، اعتاد سكانها المشاركة في النشاطات القطرية وتلك التي تجري في بلدات أخرى، لكنهم اختاروا هذه المرّة أن يكونوا في قلب الحدث.

ومن تلك القرى على سبيل المثال لا الحصر، قرية العزير الصغيرة جداً، القريبة من كفر كنا، والتي أحرق أهلها الإطارات، وانتظروا قدوم شرطة الاحتلال، في أول محاولة لهم "للاستقلال" باحتجاجاتهم وإضفاء طابعهم المحلي عليها.

أما قرية شعب الصغيرة في الجليل، فقد شهدت مواجهات محدودة مع شرطة الاحتلال الليلة الماضية، بحيث رشق أهلها شرطة الاحتلال بالحجارة، وتم إحراق الاطارات في الشارع الرئيس. وقال بعض الشبان الذين التقاهم "العربي الجديد" في مركز البلدة: "مثلما شهدت البلدات العربية الأخرى اشتباكات، أردنا أن يكون لنا دور في الانتفاضة ضدّ الجرائم الاسرائيلية البشعة".

الاستعداد لـ"جمعة الغضب"

في هذه الأثناء، دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، إلى المشاركة في "التظاهرة القطرية الوحدوية الجبارة"، عصر يوم الجمعة المقبل، في قرية كفر مندا. كما دعت إلى مقاطعة كل الافطارات الرمضانية، التي دعا إليها مسؤولون إسرائيليون رسميون، ومن بينهم الرئيس السابق شمعون بيريز، في محاولة لاسترضاء العرب.

 وطالبت بالإسراع "في إنشاء لجان الحماية الشعبية التطوعية، وإشراك الشباب فيها ليأخذوا دوراً رائداً وفعالاً، لحماية قرانا ومدننا من أي اعتداء عنصري فاشي"، بحسب ما جاء في بيان عممته اللجنة ووصلت "العربي الجديد" نسخة عنه.

وذكر البيان أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين توجهوا لقيادات الداخل، مطالبين بتهدئة الشباب العربي الغاضب. وأشاد "بهبة شبابنا الفلسطيني في كل مدننا وقرانا أمام بطش أجهزة الشرطة القمعية التعسفية".