خبر فرصة أخيرة -معاريف الاسبوع

الساعة 10:07 ص|08 يوليو 2014

بقلم: يوسي ميلمان

(المضمون: التقدير في اسرائيل هو أنه لا يزال ممكنا منع الخطوة البرية وانه حتى لو كان دخول بري للقوات الى غزة فسيكون ممكنا احتواء الحملة. المشكلة هي أنه حتى لو خطط مسبقا فقد تتشوش الخطوة وتخرج عن نطاق السيطرة - المصدر).

 

التصعيد بدأ أمس. حماس والمنظمات الاخرى أطلقت حتى الساعة 22:00 نحو 70 صاروخا، بينها صواريخ تصل الى مدى 40كم (يفنه، روحوفوت ونس تسيونا). في الاسابيع الخمسة الاخيرة اطلق الى اسرائيل نحو 250 صاروخا ومئات اخرى من قذائف الهاون. ورد سلاح الجو امس بقوة – الغارة الاشد حتى الان.

 

المفاوضات بين اسرائيل وحماس والتي تجري من خلال مصر وقطر لا تنجح في تحقيق وقف للنار. وحسب التقارير المختلفة التي لم تحصل على تأكيد رسمي، فقد زار رئيس المخابرات المصري، الجنرال احمد فريق التهامي اسرائيل. ولكن في حماس يرفضون الاتصال به. وحسب تقرير آخر، فان حماس غير مستعدة لصيغة اسرائيل التي تقول: "الهدوء يستجاب بالهدوء"، وتطالب بالعودة الى الوضع الراهن قبل جولة العنف الحالية. بمعنى، تحرير محرري صفقة شاليط الذين اعتقلوا في أعقاب قتل تلاميذ المدرسة الدينية الثلاثة.

 

وبالتالي فقد تقرر في المجلس الوزاري تشديد الضغط على حماس من خلال "الدبلوماسية المفروضة". وهذا يعني، تجنيد نحو 1.500 جندي، يحلون محل لوائين من سلاح المشاة ويحشدون على حدود قطاع غزة. وبالتوازي تقرر في ختام جلسة المجلس الوزاري التي استغرقت نحو ثلاث ساعات، تصعيد الغارات الجوية ضد أهداف حماس وضد منظمات ارهابية اخرى. اما هدف هذه الخطوات فهي الاشارة الى الطرف الاخر بان اسرائيل لن تسلم لزمن طويل باستمرار اطلاق قذائف الهاون والصواريخ. ومن منتهى السبت وحتى ليلة أول أمس انخفض عدد اطلاق الصواريخ والنار من غزة. اما أمس فقد ازداد – على ما يبدو ايضا في اعقاب موت سبعة أو ثمانية من رجال حماس.

 

يتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضغط شديد من جانب وزراء اليمين ومن جانب رفاقه في الليكود ممن يدعون للخروج الى حملة عسكرية. وقد اشتد الضغط عليه أمس مع بيان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان تفكيك شراكة اسرائيل بيتنا مع الليكود. وفي معسكر الوسط أيضا (يوجد مستقبل والحركة) يفهمون بان استمرار الوضع الحالي المتمثل بـ "تنقيط" الصواريخ، والذي اصبح تيارا، لا يمكن أن يستمر. وبالتالي اتفق على تصعيد الغارات، على أمس أن يلتقط الطرف الاخر الاشارات.

 

في اسرائيل لا يريدون الحرب، ولا سيما ليس في فترة العطلة الكبرى، التي ستدخل مئات الاف الاولاد الى الملاجيء، بما في ذلك في غوش دان. ويوجد في غزة نحو عشرة الاف صاروخ وقذيفة صاروخية ومنها بضع عشرات، وربما اكثر من مئة يمكنها أن تصل الى غوش دان بل وحتى الى نتانيا. وتقويم الوضع في الاستخبارات الاسرائيلية هو أن حماس، على الاقل القيادة السياسية لا تريد الحرب ضد اسرائيل، ولكن يبدو أنها لا يمكنها أن تفرض ارادتها على ذراعها العسكري وعلى المنظمات العاقة. ويعد هذا سيرا على الحافة – من جانب اسرائيل، على أمل أن تتراجع حماس أولا. واذا لم يحصل هذا، فسيتعين على اسرائيل الخروج الى عملية برية، وذلك أيضا كي تحافظ على مصداقيتها وعلى قدرتها على الردع حيال حماس، واللتين تتآكلان مع مرور كل يوم.

 

التقدير في اسرائيل هو أنه لا يزال ممكنا منع الخطوة البرية وانه حتى لو كان دخول بري للقوات الى غزة فسيكون ممكنا احتواء الحملة. المشكلة هي أنه حتى لو خطط مسبقا – مثابة نهاية الفعل بتفكير مسبق – استراتيجية النهاية والخروج، تتشوش الخطوة غير مرة وتخرج عن نطاق السيطرة.

 

الايام القريبة هي الفرصة الاخيرة لمنع حرب في غزة، سواء كانت صغيرة ومحدودة أم شاملة.