خبر تصعيد لا حرب الى الآن -اسرائيل اليوم

الساعة 10:04 ص|08 يوليو 2014

بقلم: يوآف ليمور

(المضمون: ما زالت اسرائيل غير معنية بالتصعيد العسكري مع غزة برغم زيادة اطلاق الصواريخ منها والدليل على ذلك الاتصالات غير المباشرة بين الطرفين بوساطة مصرية - المصدر).

 

دخلت اسرائيل وحماس في دوار التصعيد المعروف الذي كان يبدو أمس محتوما. وقد بذل المصريون في الحقيقة جهدا ملحوظا في محاولات تهدئة الطرفين، لكن الافعال على الارض أوحت بشيء آخر، فقد كانت زيادة حادة في مقدار اطلاق الصواريخ من القطاع وزيادة موازية في مقدار هجمات سلاح الجو.

 

يختلف المحللون والخبراء في السبب الذي دعا حماس الى التصعيد. ويبدو أن الحديث عن تأليف بين ازمة استراتيجية (العزلة الدولية والحصار المصري)، وسياسية (صعوبات تأدية حكومة الوحدة عملها وعدم دفع الرواتب الى عشرات آلاف العاملين في القطاع العام في غزة)، وعملياتية (فشل خطف الفتيان والمس الشديد بالبنى التحتية للمنظمة في الضفة)، وربما شخصية ايضا (الخلافات بين الذراعين السياسية والعسكرية في القطاع).

 

لكن الذي قلب الطاولة بالنسبة للمنظمة أمس كانت واقعة اخرى تأتي قبل كل شيء وهي تفجير نفق في جنوب القطاع. والحديث عن نفق هجومي استغرق حفره زمنا طويلا، مع منفذ

 

خروج في الجانب الاسرائيلي كان يفترض أن يمر مخربون منه لتنفيذ عملية مساومة أو اختطاف. وقد هاجمته اسرائيل عند خروج السبت من الجو وأصابته اصابة جزئية خشية أن تستعمل حماس النفق في الفترة المباشرة، في التصعيد الحالي. وفي ليل يوم الاحد دخل رجال من حماس النفق وربما كان ذلك لتقدير الضرر وربما لتفخيخه اذا قرر الجيش الاسرائيلي اجراء تمشيط له. وفي اثناء ذلك النشاط انفجرت عبوات متفجرة كانت معهم فقتل سبعة من حماس.

 

حثت هذه الضربة التي أضيفت الى اخفاقات في الميادين الاخرى، حثت حماس على هجوم اطلاق صواريخ شمل اطلاقات واسعة على مناطق مختلفة. وبخلاف اطلاق الصواريخ في الاسابيع الثلاثة الاخيرة، قادت حماس هذه المرة الهجوم علنا بل شجعت نشطاء من منظمات اخرى على أن يسلكوا مثلها. وفي رد على ذلك استقر رأي المجلس الوزاري المصغر على عملية تدريجية: فكلما زادت حماس في نشاطها زاد الجيش الاسرائيلي في سعة الاهداف ونوعها. وقد امتنعت اسرائيل عمدا في هذه المرحلة عن المس بقادة فلسطينيين كبار كي لا تصعد القتال اكثر، وإن يكن هذا الامر محتملا اذا تم توسيع اطلاق الصواريخ من الجانب الفلسطيني.

 

كان صحيحا الى أمس أن سلة ردود اسرائيل لم تكن تشمل عملية برية في القطاع، فعدد جنود الاحتياط الذين جندوا قليل ولا يشمل أطر كبيرة بل إمداد القيادات (ولا سيما الجبهة الداخلية) بقوة بشرية وإمداد نظم سلاح الجو (ولا سيما القبة الحديدية). ومن المحتمل أن يعرض الجيش الاسرائيلي في الايام القريبة صور دبابات تداور حول القطاع – بعض القوات المدرعة وقوات المشاة التي حشدت حوله – لكن ذلك سيتم للتهديد والردع في الاساس.

 

اتصالات غير مباشرة

 

برغم الغضب العام والسياسي وطلب الرد الواسع لا توجد في اسرائيل الآن نية الخروج في عملية واسعة في غزة، والدليل على ذلك هو استمرار الاتصالات غير المباشرة بوساطة مصرية والتي ترمي الى محاولة احراز تهدئة برغم كل شيء. ويبدو ذلك الآن بلا أمل، والجهد الرئيس هو لمنع

 

اتساع دائرة القتال وراء خط الاربعين كيلومترا: فحماس حذرة الى الآن ألا تطلق صواريخ على غوش دان، لكن الامر قد يتغير اذا زاد عدد المصابين في القطاع بسبب هجمات سلاح الجو. وقد يكون للمصابين في الجانب الاسرائيلي ايضا تأثير كبير في مسار اتخاذ الحكومة للقرارات وفي مجال مداورة الجيش الاسرائيلي، ولهذا دعت قيادة الجبهة الداخلية والسلطات المحلية أمس المواطنين الى أن ينفذوا بدقة توجيهات الوقاية (التي تنقذ الحياة)، وأُتم بموازاة ذلك نشر بطاريات القبة الحديدية التي يفترض أن تضائل تهديد الجبهة الداخلية.