خبر الاحتواء الذي قلب الامور رأسا على عقب- اسرائيل اليوم

الساعة 10:04 ص|08 يوليو 2014

الاحتواء الذي قلب الامور رأسا على عقب- اسرائيل اليوم

بقلم: نداف شرغاي

(المضمون: اصبحت حكومة اسرائيل تلتزم بسياسة الاحتواء، لكن الاحتواء يجر الاحتواء، والاحتواء يوحي بالضعف والعجز ويجعل الأعداء أكثر جرأة - المصدر).

 

يا لها من دولة محتوية، فقد احتوينا شارة الثمن ومحاولات احراق المساجد فحصلنا على احراق شاب عربي حتى الموت. واحتوينا نحوا من مئة محاولة اختطاف يهود فحصلنا على اختطاف ثلاثة فتية وقتلهم. وما زلنا منذ سنين نحتوي العنف العربي وهجمات اليهود في أنحاء القدس كلها (في جبل الهيكل وجبل المشارف وجبل الزيتون ومدينة داود والبلدة القديمة)، وها نحن أولاء نحصل

 

على نوع انتفاضة مقدسية وتقسيم فعلي للمدينة. واحتوينا فراغ حكم وسيادة كبيرا في شرقي القدس فحصلنا هناك اليوم على فوضى من الطرفين.

 

ونواصل الاحتواء الآن. إن عرب ارض اسرائيل يشاغبون، وسكان الجنوب يمكثون في الملاجيء لكن سياسة الاحتواء في مقدمة فرحنا، وهي مخطئة ومضللة ولا صلة لها بالواقع. وقد تمت بلبلتنا، فالآراء حتى لو كانت شاذة والكلمات حتى لو كانت قاسية يمكن احتواؤها. إن العنف حتى لو كان ضئيلا لا يجوز احتواؤه فالاحتواء يوحي بالضعف والعجز وهو ضد الردع. والاحتواء يُمكن حماس ومشتقاتها من الاستمرار على اطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ على سدروت وعسقلان واوفكيم وبئر السبع. وهو يطلب الهدوء بكل ثمن تقريبا لكنه يبني أساس التصعيد التالي، وقد لا يكون الاحتواء سياسة "سلام الآن" لكن من المؤكد أنه سياسة "هدوء الآن".

 

إن الاحتواء يرهن الحاضر للمستقبل بثمن باهظ سيجبى بعد ذلك فقط وهو يُمكّن الارهاب والكراهية في الجنوب من الاستمرار على بناء قوتهما بصورة منهجية في دولة حماس الى الجنوب منا ومن صنع قذائف صاروخية طويلة المدى اخرى ستسقط بعد انتهاء الاحتواء في تل ابيب وبناتها. ويُمكن الاحتواء العدو من أن يزيد في عمق "غزة التحتية" – أعني شبكة الانفاق تحت الارض التي يختبيء فيها أكابر القتلة ويكمن فيها الموت على هيئة وسائل قتالية فتاكة. ويضعف الاحتواء ايضا الجبهة الداخلية الاسرائيلية ويبث فيها الاكتئاب واضعاف الروح المعنوية.

 

ونحن نحتوي الآن ايضا كراهية سكان المثلث وعنفهم والشر والكراهية من ناس الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية الاسرائيلية. ونحتوي التشويش المستمر على الحياة في الجنوب ومئات ممن يصيبهم الرعب، وعدم اكتراث العالم المنافق وضعف صديقتنا الكبرى الولايات المتحدة أو ضلالها في الطريق.

 

هل انتخبنا حكومة احتواء وطنية؟ وهل أصبح الجيش الاسرائيلي وشرطة اسرائيل قوات احتواء اسرائيل؟ يوجد ما يكفي من الوسائل في صندوق الوسائل السياسية والعسكرية قبل أن نحتل

 

غزة، فالصندوق يشتمل فيما يشتمل عليه على عقوبات للسكان الفلسطينيين المتعلقين بنا بالامداد بالكهرباء والماء والوقود والطعام والمال.

 

يجب أن نعلم أن الاحتواء هو الذي قلب الامور هنا رأسا على عقب، وهو الذي حول الجبهة الداخلية بالتدريج الى جبهة تنتحر بتحصينها لنفسها في حين يجب أن يكون الجيش الاسرائيلي وجنوده هم الجبهة الامامية وأن يهتموا بأن تبقى الجبهة الداخلية جبهة داخلية، فهذا عملهم ولهذا تم ايجادهم، وعلى ذلك تدربوا.

 

إن الاحتواء يجر الاحتواء، ونحن اليوم ندفع ثمن الاحتواءات السابقة، وسندفع غدا ثمن الاحتواء الحالي، وقد اصبح الثمن الآن باهظا؛ فاذا لم نصحُ فسيزيد الثمن بعد.