خبر غزة تتحضر لعدوان إسرائيلي متوقع ..د. عدنان أبو عامر

الساعة 12:58 م|07 يوليو 2014

عاش الفلسطينيون والإسرائيليون 18 يوماً، بين يومي 12-30/ يونيو الماضي، من الحيرة عن مصير المستوطنين المختطفين،حتى اتهمت (إسرائيل) عنصري حماس بخطفهم، وهما: مروان القواسمي وعامر أبو عيشة، لكن عثور (إسرائيل) على جثث المستوطنين فتح المجال واسعاً للتكهن في طبيعة ما حصل فعلاً.

وأياً كان مدى إشراف قيادة حماس على عملية الخليل، فمن الواضح أنها ذاهبة لمواجهة مع (إسرائيل) على خلفيتها، ويجعل الحركة واثقة أن العد التنازلي لهجوم إسرائيل عليها بات وشيكاً، وبقي السؤال حول توقيت الهجوم؟، وماذا سيشمل؟، وهل سيكون مقلصاً أو واسعاً؟، ولذلك أخذنا الاحتياطات الأمنية اللازمة، وأعلنا الاستنفار بكافة أذرع الحركة العسكرية والأمنية والإعلامية، تحضيراً للقادم.

وقد صدرت التعليمات من القيادة العليا للحركة لجميع المستويات التنظيمية بأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، والحذر باستخدام الاتصالات الهاتفية والشبكات الالكترونية، لأن التقدير السائد داخل المحافل الأمنية يشير إلى أن (إسرائيل) بصدد استهداف شخصيات قيادية كبيرة في الحركة.

ورغم أن حماس غير معنية بتصعيد الأمور، لكن (إسرائيل) تريد الانتقام من مقتل مستوطنيها، وتدفيع حماس الثمن، وأن حركته تُجري اتصالات مع جهات عديدة لضمان عدم التصعيد ضد غزة، وأن التهديدات ضد غزة قد تجر المنطقة لمربع ملتهب، لأن "نتنياهو" يهرب للأمام، ويقفز في الهواء، وعليه أن يعلم أن امتلاكه لقرار البدء بالتصعيد، لا يعني أنه يملك وقفه، وحروب غزة خير مثال، رغم إعلانها أن تهديدات نتنياهو لا تخيف حماس، وهو يتحمل المسؤولية عن التصعيد، وإذا أقدم على حرب على غزة فإن أبواب جهنم ستفتح عليه.

وأعلنت عدد من الأجنحة المسلحة في غزة بياناً عسكرياً، أكدت استعدادها لمواجهة أي هجوم إسرائيلي، وعدم ترك حماس لوحدها في ساحة المواجهة القادمة، لكن المستجد الميداني في غزة أن هناك حالة من الترقب والحذر الشديدين، بعد الاجتماعات الماراثونية للحكومة الإسرائيلية، التي ناقشت سبل الرد على حماس، بعد عملية الخليل.

وقد شهدت الأيام الأخيرة حتى كتابة هذه السطور قصفاً إسرائيلياً للعشرات من الأهداف في غزة، رداً على ما تقول إنه إطلاق لصواريخ فلسطينية محلية من غزة، ضد مستوطناتها الجنوبية.

أكثر من ذلك، فقد أكدت أوساط نافذة في المؤسسات الدولية العاملة في غزة طلبها من موظفيها تخزين كميات إضافية من المواد الغذائية والتموينية في بيوتهم ومكاتبهم، وإبلاغ الرعايا الأجانب برفع أعلام مؤسساتهم الدولية فوق منازلهم، تحاشياً لأي أضرار قد تصيبهم إذا اندلعت المواجهة في غزة.

أخيراً..فإن حالة السرية المفروضة على قرارات الحكومة الإسرائيلية في اجتماعاتها منذ يوم 30-6 إلى 5/7، ضد غزة، تجعلنا على قناعة أن هناك حملة عسكرية قاسية قادمة باتجاه غزة، وأنها ستكون أكثر من الوتيرة الحالية المتقطعة للقصف السائدة منذ أسابيع، وأقل من الحرب الشاملة على غرار 2008، 2012، لكن على كل الأحوال نحن مقبلون على تصعيد نتهيأ له جيداً، إن لم يطرأ ما يمنعها!