خبر عرب اسرائيل- يديعوت

الساعة 09:35 ص|07 يوليو 2014

عرب اسرائيل- يديعوت

الغضب لن يختفي

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: رأس وأقدام العرب في اسرائيل أما قلوبهم فمع اخوانهم في المناطق. من يعطس في نابلس، يصاب على الفور بالانفلونزا في سخنين والطيبة - المصدر).

 

لا يمكن القول ان العنوان لم يكن مكتوبا على الحائط منذ سنين. فرأس وأقدام مجموعة آخذة في الاتساع في الوسط العربي وإن كانا في داخلنا، الا أن القلب يرتبط بالطرف الفلسطيني. يسافرون ويعودون، سهل جدا على الملتفين عن الحواجز. ذات الثقافة واللغة، وذات الشكاوى ضد الحكم، الفساد والظلم. من يعطس في نابلس يصاب فورا بالانفلونزا في سخنين او في الطيبة.

 

حنين الزعبي ومحمد زحالقة لم يطلقا الى الفراغ تصريحاتهما الحماسية في أعقاب اختطاف الفتيان الثلاثة في موقف التسفير. في الجيل الشاب في الوسط ثمة احساس بالتمييز الاجتماعي واحباط من موت المسيرة السياسية. عرب اسرائيل لم يكفوا عن الحلم في أن يكونوا رأس الجسر والخوف من تبادل الاراضي على حسابهم.

 

وعندنا، حكومة تأتي وحكومة تذهب، يعين وزير لشؤون "الوسط"، يعدون بالجبال والتلال، وفي نهاية المطاف (يكاد) شيء لا يحصل. الجيل الغاضب تعلم كيف يمقت الموظفين عندنا، الذين يعرفون لمن يوزعوا عندهم الامتيازات.

 

خريطتهم تصنف سكان اسرائيل في "الصنف الاول"، فقط اليهود في نطاق الخط الاخضر، "الصنف الثاني"، عرب اسرائيل، و "الصنف الثالث"، الفلسطينيين الذين حصلوا على هويات زرقاء في مناطق القدس الكبرى. أقل من ساعة سفر تفصل بين "الصنف الثاني" في الوسط ومنطقة "الصنف الثالث". المستوطنون ينظر اليهم بذات العين: عائق للتسوية السياسية، كارهي العرب ومن بسببهم مصيرهم سائب.

 

كان واضحا ان التقرير الذي رفعه الجراح الفلسطيني الرئيس، د. صابر العالول، الى المدعي العام في رام الله العويوي، سيربط على الفور بين اختطاف محمد ابو خضر في شعفاط وبين الشبان الغاضبين في المثلث. ويخيل لي ان هذه هي المرة الاولى التي يسمح فيها لجراح فلسطيني أن يشارك في تشريح جثة في المعهد الجنائي في ابو كبير. وهكذا تم الامر: حتى لو لم يقبض على القتلة وحتى لو سارت الشائعات في كل أنواع الاتجاهات، فان اسرائيل لم تحاول طمس نتائج القتل المخيف للفتى.

 

أطلق المدعي العام في رام الله الى وسائل الاعلام ستة استنتاجات استخلصت من تقرير التشريح. سنوفر التفاصيل التي تقشعر لها الابدان وسنقول فقط ان الفتى المسكين وصل الى موته بالام شديدة. فقد احرقوه، قال الاب الثكل في الجنازة، احرقوه مثل النازيين. وفي الشبكات

 

الاجتماعية نشر على الفور شريط، ليس مؤكدا بعد اذا كان هذا توثيقا حقيقيا، لملابسات الاختطاف الليلي والقتل.

 

الان، خذوا حماسة الزعبي وزحالقة فور اختطاف فتياننا، اضيفوا الهدوء المكبوت للجيل الشاب من عرب اسرائيل والعرف الذي تقرر لديهم في كل مرة يبرز فيه توتر سياسي بين اسرائيل والفلسطينيين، في أنهم يبادرون الى احداث غضب، فستجدون أنفسكم غير متفاجئين على نحو ظاهر من المظاهرات في نهاية الاسبوع. مغيظ، بالطبع، أنهم تجاهلوا اختطاف ومظاهر فرح القتلة.

 

عبدالباسط سلامة، رئيس بلدية قلنسوة، تجند أمس، الى جانب رؤساء بلديات ومجالس في الوسط العربي لتهدئة الغضب. نحن محبون للسلام، قال دون أن يقنع، نحن ضد العنف.

 

انتقل الشغب على طول طريق وادي عارة وقاطع الشاطيء مثل فيروس ينتقل بالعدوى. فجأة نرى ملثمي "نا". وزير الامن الداخلي يعد بعقوبات متشددة، وليبرمان يلوح بالاصبع – دون أن ينسى الترحيل.

 

معجزة كبيرة أن احدا (حاليا) لم يصب. كم يمكن التذمر أكثر من غياب العلاج الجذري العميق والجدي للوسط، قبل ان يكون حقا قد تأخر الأوان وبات خطيرا؟ مسموح التخمين بانهم سينجحون في إزالة الحواجز، واولئك الذين لم يعتقلوا سيعودون الى بيوتهم. ولكن لا ينبغي ان تكون أوهام لاحد: الغبار سيترسب ولكنه لن يختفي. حتى المرة التالية.