خبر « سراج » من خانيونس:خرج لإحضار طعام الإفطار لأشقائه فعاد فاقداً للبصر

الساعة 10:20 ص|06 يوليو 2014

خانيونيس-مثنى النجار

"الكهرباء قاطعة ، أشعلوا "الضوء" ، عبارات يكررها الطفل سراح وائل النجار 12 عاماً ولا يدري أنه بات فاقداً للبصر ولا يرى النور على أثر إصابته بشظايا قذيفة مدفعية إسرائيلية أطلقها الاحتلال الأسبوع الفائت تجاه مأذنة مسجد التقوى في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة .

حادثةٌ أدخلت سراج في وضعٍ حرج حيث أجريت له عملية جراحية تمكن من خلالها الأطباء في المستشفى الأوروبي من استخراج شظية تزن 250 جرام من ظهره ، ويعاني اليوم وبعد أسبوع على إصابته من وضع صحي مستقر.

وفي غرفة قسم الجراحة بالأوربي يقف الثلاثيني وائل إلى جوار سرير نجله سراج يداعبه ويحكي له حكايات حارته وأصحابه عسى أن تُضفي عليه جواً يساعده في التأقلم والخروج من الأجواء الحزينة التي تعاني منها العائلة .

وبحسره وألم يشير وائل :" نتقطع وجعاً لرؤيته بهذه الحالة ونحن لا نستطيع فعل شيء له ولا نملك سوا الدعاء بأن يشفيه الله عز وجل ، قائلاً:" نحن نشعر بقلق كبير بعد أن أصيب سراج بفقدان نعمه البصر ولا ننام الليل من ذلك.

ولا تقوى عائلته التي تعاني حالة اجتماعيه سيئة نتيجة الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة من إخراجه لاستكمال علاجه في مستشفيات الخارج ويقول والده :" نفسي ألف العالم كله بسراج من اجل ان يتماثل للشفاء ويستكمل علاجه وإرجاعه لطبيعته لكن الوضع المعيشي صعب والحياة أصعب .

وعن إصابته أشار والده إلى أن سراح خرج في صباح الجمعة الماضي قبل رمضان بيوم لإحضار طعام الإفطار لأشقائه ولكنه عاد مدرجاً بدمائه حيث أصيب بشظايا القصف المدفعي الذي طال البلدة .

ويضيف :" لا يأبه الاحتلال كون الأطفال كانوا يلعبون أو يسيرون في الشارع فنحن تعودنا على انتهاكاته والعدو داس بفعلته على كافة المواثيق الدولية التي تحفظ حقوق الاطفال ، مشيراً الى أن شعبنا الفلسطيني يعاني بشكل يومي من جراء اعتداءات الاحتلال المستمرة .

ودعا والده كافة الجهات الحقوقية والرسمية الى محاسبة "اسرائيل" وإدانة فعلتها، مؤكداً أنهم سيرفعون كعائلة دعوة قضائية ضد الكيان أملاً في محاسبته على جريمته حسب قوله .

قصة الطفل سراج بتفاصيلها تشرح للعالم همجية الاحتلال الاسرائيلي وكيف يستهدف الأطفال قبل الكبار وكيف قيد كينونة سراج البسيطة  .

أما جدته الستينية أم وائل فبدت حزينة على حال سراج ، داعيةً كافة الجهات المسؤولة النظر بإهتمام لحالة سراج والعمل على مساعدته وتوفير بيئة صحية علاجية تعيده الى صحته وعافيته ، معبرةً عن أملها في نقله لمستشفيات الخارج لاستكمال علاجه قائلةً :" كل ما بشوفه بتحسر عليه لأنه غالي على قلبي حسب وصفها.

ومن بعيد يجلس جده يراقب بعيونه التي مُلئت بالدموع وفي نفس الوقت لا يقوى على مواجهته من شدة حبه وتعلقه به لاسيما في ظل تردي حالته الصحية قائلا:" لا أستطيع النظر اليه لأنني اتحسر على حاله بإعتبار أنه من انشط احفادي واكثرهم تعلقاً بي ، داعياً الله أن يمنً عليه بالشفاء العاجل ليعود من جديدة لممارسة حياته الطبيعية  .

ونوه إلى أن الناس تدفع ملايين الدولار من أجل إنجاب الاطفال فبمالك ونحن نشاهد سراج وهو يموت ويعاني من إصابته ، ونحمد الله على عطائه ونحن راضون على ما امر الله عز وجل.

ويوضح د. حسين عياد أخصائي جراحه الأطفال في مشفى الأوروبي أن الطفل سراج يعاني من تهتك في الرئتين ووجود تلف جزئي في الدماغ وقد فقد البصر نتيجة هذه الاصابة ، منوهاَ إلى أن العملية التي أجريت له كانت صعبة نتيجة اختراق الظهر وصولا للرئتين .

وبين أن فقدانه للبصر ربما يكون ناتج عن هبوط في ضغط الدم والنزيف في القفص الصدري وتعرضه للنزيف أثناء الإصابة


فقد بصره
فقد بصره
فقد بصره