خبر البيت يحترق- يديعوت

الساعة 10:00 ص|06 يوليو 2014

البيت يحترق- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: اسرائيل وحماس معنيتان بالتهدئة واعادة تفاهمات عمود السحاب بوساطة مصرية - المصدر).

 

إن التحقيق في قتل الفتى محمد أبو خضير في شعفاط في مقدمة أولويات "الشباك"، كقتل الفتية الثلاثة الذين اختطفوا من غوش عصيون بالضبط – كما التزم قادة كبار في جهاز الامن الاسرائيلي ومنهم قادة كبار من "الشباك" على مسامع قادة كبار من اجهزة الامن الفلسطينية في الضفة، في مباحثة تمت في نهاية الاسبوع. لم يعد يوجد في اسرائيل شك تقريبا في أن الحديث عن قتل لسبب قومي، ومن هنا يأتي التفضيل الاعلى الذي حصل عليه التحقيق لأن هذه الخلية القاتلة قد تبلغ الى الضحية التالية.

 

عُرض على الفلسطينيين في ذلك اللقاء الجهود التي جمعت الى الآن في التحقيق في القتل وتم الاتفاق على تعاون على التحقيق. وكان يشارك في هذه الاتصالات طول الوقت سرا اشخاص اردنيون يخشون على استقرار السلطة الفلسطينية. وفي موازاة ذلك في تلك الساعات نقلت الى اسرائيل بواسطة شخص مصري رفيع المستوى رسائل من حماس جاء فيها بصراحة أن حماس تطلب وقف عمليات الجيش الاسرائيلي وتعمل على منع اطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وكان ذلك واحدة من ذرى جهد الوساطة المصرية التي بدأت في منتصف الاسبوع وشملت فيما شملت لقاءات غير عادية كثيرة بين قادة كبار اسرائيليين وقادة كبار جدا من جهاز الامن المصري. ووافقت اسرائيل على منح مصر التفويض لتعيد الى جبهة غزة تفاهمات "عمود السحاب" وأن تعمل عوض ذلك – في هذه الاثناء على الاقل – بصورة معتدلة جدا في مواجهة القطاع حتى لو استمر اطلاق الصواريخ. ويتفهمون في اسرائيل أن حماس صار أصعب عليها من الماضي لضعفها أن تفرض سلطتها.

 

ونوجز فنقول إن هذه هي صورة الوضع الى اليوم: خمد اللهب شيئا ما لكن مطفئي الحريق ما زالوا بعيدين عن اعلان اطفاء النار. ويريد كل المشاركين ما عدا المتطرفين من الطرفين العودة الى المنزلة التي كانوا يقفون فيها قبل اربعة اسابيع، ولا يريد أحد أن يقع في فوضى انتفاضة ثالثة أو حرب في غزة تجر الجبهة الداخلية الاسرائيلية الى داخلها. ويخشى كل واحد من القادة – نتنياهو ومشعل وأبو مازن – امكان أن تنقض مواجهة عسكرية مسلحة الترتيبات القائمة: فحماس يمكن

 

أن تفقد السلطة في غزة، وأن تفقد السلطة الفلسطينية سيطرتها في رام الله، وقد تنتقض الحكومة في اسرائيل على أثر تورط عسكري.

 

ضعف الحريق الذي شب في غلاف القدس على أثر قتل الفتى في اليوم الاخير. لكن النار انتقلت في خلال ذلك الى داخل الخط الاخضر فأشعلت قرى ومدنا في المثلث وانتشرت في وادي عارة. ويأملون في جهاز الامن أن يمكن احتواء انفجار هذا الاحتجاج في ايام معدودات، والخشية على الخصوص هي من انتشار الجمر المتقد في القدس في مدن كبيرة في الضفة حيث يوجد لاسرائيل هناك تأثير أقل كثيرا وقدرة على التدخل أقل منها في باقة الغربية وقلنسوة.

 

تبين في غزة بعد أن شارك رجال حماس في منتصف الاسبوع باطلاق الصواريخ، في بداية الوساطة المصرية أنه لا توجد فروق جوهرية بين التوجه الى اسرائيل والتوجه الى حماس. وحددت خطوط لوقف اطلاق النار على اساس تفاهمات "عمود السحاب". وبينت حماس أنها معنية بوقف اطلاق النار لكنها تلاقي صعوبة تطبيقه ولهذا منحتها اسرائيل – بتدخل مصر – مهلة اطول مما في الماضي وردت بـ "سياسة ضبط للنفس" برغم استمرار اطلاق الصواريخ. ولم يعق ذلك حماس عن معاودة اطلاق الصواريخ في يوم الخميس ايضا. وما زالت اسرائيل لم يستقر رأيها على قلب الطاولة حتى بعد اطلاق الصواريخ على بئر السبع المنسوب الى حماس كما يبدو. فالرد موجود أما المواجهة العسكرية الشاملة فلا حتى الآن. وما زالت اسرائيل كحماس تطمح الى وقف اطلاق النار.

 

التزم المصريون من جهتهم لاسرائيل ألا يعرضوا على حماس أية مرونة تتجاوز الاتفاقات القائمة بينهم، فمصر غير مستعدة لفتح معابر رفح، وغير مستعدة لتجديد عمل القوة المتعددة الجنسيات في المعبر. وإن مجرد وجود وساطة مصرية الآن يعيد الحمرة الى خدي حماس التي تغرق في اخفاقاتها – فقد مر وقت كثير جدا منذ آخر مرة وافق فيها المسؤولون المصريون الكبار على الجلوس اليهم.

 

في الجانب الاسرائيلي كان التعليل المركزي لضبط النفس بازاء غزة وما زال الخشية من الفراغ الذي سينشأ في غزة في اليوم التالي؛ فان اشخاصا امنيين في اسرائيل يشكون في امكانية أن تبقى حماس على صورتها الحالية في الحكم بعد أن توجه اليها ضربة عسكرية قاسية، والخشية هي من أن يحل رجال الجهاد العالمي محلها لأنه لن يكون مناص لاسرائيل آنذاك سوى العودة الى قطاع غزة مع كل ما يستتبعه ذلك.

 

إن المسافة بين الوضع الحالي ووضع لا رجعة عنه لمواجهة مسلحة شاملة هي نصف ساعة، وهذا هو الوقت الذي يحتاجه جهاز الامن لعقد اجتماع واتخاذ قرار ادخال بضع فرق عسكرية الى غزة أو الهجوم عليها هجوما كثيفا من الجو مدة بضعة ايام، أو استعمال الخطتين معا. فالخطط موجودة والقوات مستعدة لتنفيذ كل واحد من القرارات في مدة قصيرة ولا ينقص سوى الامر العسكري.