بالصور في غزة:الأب عاجز والأم بيد واحدة وابنهما حاول انتشالهم من الفقر..فتعثر

الساعة 07:51 ص|06 يوليو 2014

غزة -خاص

مشهد يصعب على المرء ان يصدق انه موجود من شدة الفقر , والمرض والعدد الكبير من أفراد العائلة في مساحة لا تتجاوز ال50 متراً ...غياب واضح لأهل الخير وسط انكسار من يعول هذة الأسرة الفقيرة بأحد شوارع حي الصبرة , وعدم قدرة والدتهم على القيام بأي شئ بعد فقدنها  الإحساس بأحد أيديها  وسط تعثر أول أبنائها في محاولة انتشالهم من الفقر المدقع ..

"فلسطين اليوم" توجهت لمنزل المواطن لنقل جزء من معاناته في ظل شهر الخير شهر رمضان.

امراض تغزو جسده

يقول ابو عبد الله ( 53 عاماً ) والألم يعتصر قلبه أعاني من السكر والضغط منذ ثماني سنوات ومرض القلب من سبع سنوات ورغم إجراء عملية بالقلب , فكل أسبوع أتوجه مرتين إلى المستشفى لإجراء العديد من الفحوصات ويكمل منذ ثماني سنوات لا استطيع النظر بعيني ورغم ان الطبيب بالمستشفى كتب لي نظارة ولكن لا املك ثمنها لشرائها ولا استطيع الرؤية أكثر من ست أمتار.

ويواصل: "عندما أريد الخروج من المنزل في كثير من الأحيان اخرج على الكرسي المتحرك لعدم مقدرتي على المشي فأثناء صعودي على زينكو المنزل لأصلحه، لعدم سقوط مياه الأمطار على البيت فسقط الزينكو وسقطت على الأرض مما أدى إلى تكسير عظام قدمي قبل عامين وبعد فك البلاتين إلا أن اثر الوجع وعدم القدرة على المشي لازالت موجودة في قدمي حتى الآن.

وبين انه متوقف عن العمل منذ تسع سنوات وفي رقبته أسرة تتكون من تسعة أفراد حيث كان يعمل بالسابق داخل الأراضي المحتلة " بإسرائيل " وبعده عمل خياطا ولكن مع بدء عام 2006 توقف عمل الخياطة بالكامل بسبب الحصار ويتابع بالقول؛ ولكن لن نقول إلا الحمد الله فله الشكر ولها الحمد على كل شيء.

لا تحرك إلا يد واحدة

أما أم عبد الله التي أصرت ان تطلعنا على المنزل الذي لا يتجاوز 60 متراً والمكون من حمام ومطبخ مفتوحان على بعضهما، وغرفتين وجدران المنزل من الحجارة ومعظمه به فتحات كبيرة وسقفها من الزينقو المتهالك والمنزل خالٍ من الأثاث تماماً.

وأم عبدالله ( 46 عاما) لا تحرك الا يدا واحدة فقالت ان سبب القرص الكهربائي فعندما كانت تجهيز الطعام لأبنائها فإذا بالكهرباء تقرصها فأصبحت لا تستطيع ان تحمل او تفعل شيئا بيدها، وعندما تريد فعل أي شيء تحرك يدا واحدة فقط، وتشير الام المنكوبة التي أنهكها المرض وهي ايضاً تعاني من مشاكل في الكبد فتشير الى انه في كثير من الأحيان اشعر بألم شديد ولكن ارفض الذهاب الى المستشفى لأن الطبيب سوف يكتب وصفة الدواء وانا لا املك المال لأشتريها.

وتضيف إنها تجهز الطعام – ان وجد - أثناء وجود الكهرباء لأن زوجها غير قادر على تعبئة اسطوانة الغاز منذ شهور فتجهز الطعام على قرص كهربائي تبرع به احد الجيران لنا، وأشارت الى إنها تعيل 9 من الأبناء، 7 من البنات وولدين، في حين 6 منهم لا يزالون صغار بالسن ومطالبهم كل يوم تزداد فماذا عساني ان افعل؟

وتمضي بالقول البيت الذي نسكن فيه هو لأقارب الزوج وهم بالخارج ورغم الوضع الصعب الذي نعيشه ولكن الحمد الله، وقالت: "اننا نعيش على شيك الشؤون وبعض المساعدات من اهل الخير".

عمل عتالا ولكن....

عبدالله ذو السادسة عشر من عمره الذي اضطر الى ترك المدرسة وعمل عتالا فيغادر المنزل في الصباح ويعود بالمساء لكي يجلب المال لأهله ولكن الفرحة لم تتم فأثناء حمله غسالات الى الطابق الرابع سقط على الدرج فتكسرت يديه ورجليه قبل تسعة أشهر والآن هو جالس في البيت بلا عمل.

فيقول: "جازفت بمستقبلي وتركت كل شيء، ولم افرح بشبابي كغير من الناس لأجل عائلتي، ولكن الحمد لله وتابع عبد الله بالسؤال قائلاً هل يعقل ان تسير في اي مكان بالعالم ولا تجد انسانا يحمل جوالا بيده طبعا لا ولكن نحن في البيت لا يوجد عندنا جوال ولا نعيش حتى بأي شيء فنحن ضائعين بين الحقوق والواجبات.

تخيل أنك تعيش مكان هذه العائلة بمنزل لا يتجاوز ستين مترا وحمام ومطبخ مفتوحان على بعضهم والغسيل ينشر بصالون البيت وأطفالك يتضورون من حولك من الجوع ولا تستطيع إيجاد لقمة عيش لهم، فماذا ستفعل حينها؟!


منزل

منزل

منزل

منزل


منزل

منزل