ألعاب خطيرة ..

بالصور رغم انقطاع الكهرباء.. الأطفال يضيئون غزة على طريقتهم الخاصة

الساعة 09:49 ص|05 يوليو 2014

غزة-خاص

"بعد الإفطار يُخيم الظلام على قطاع غزة .. الناس يذهبون للمساجد لصلاة التراويح .. الأطفال يلعبون ويمرحون ابتهاجاً بشهر الخير والبركة .. لكن شوارع غزة غالباً ما تكون مضيئة ليست بإنارة الكهرباء لكنها بألعاب الأطفال".

"صواريخ .. ألعاب نارية تُحدث أصوات كبيرة، "سلك الجلي" ينتج عنه كرات ملتهبة من شأنها إضاءة الشارع وكأنها قنبلة ضوئية"، هذه الألعاب تتسبب بحروق جسدية وإصابات في العين ورائحة الكريهة وقد تحدث لبعض الناس أزمة في التنفس.

على الرغم من خطورتها إلا أن أولياء الأمور يشجعون أبنائهم على شرائها، ، فنجد البعض قد يقوم بشراء تلك المواد "المتفجرة" لأبنائهم معللين ذلك بأن فرحة ليالي رمضان والعيد لا تكتمل دون القيام بتلك "الطقوس".

ويعاني قطاع غزة من انقطاع التيار الكهربائي لمدة 8 ساعات ووصل 8 ساعات بسبب أزمة الكهرباء التي يمر بها القطاع منذ عدة سنوات.

اختبأت خلف الجدار

"أم أحمد" كانت تسير في أحد الشوارع مع انقطاع التيار الكهربائي وعلى بعد أمتار يلعب الأطفال بالمفرقعات وآخرين يلعبون "بسلك الجلي" ما دفع أم أحمد للتراجع قليلاً للخلف مع احتضان طفلها حتى يُنهى الأطفال لعبتهم الخطيرة.

أم أحمد قالت لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية": "كنت ذاهبة لزيارة منزل والدي وكان الشارع مظلم لكن أصوات الأطفال المرتفعة تُعطي الحيوية والآمان للمارة، كنت أسير على ضوء كشاف الجوال وفجأة ظهرت الكرات الملتهبة "سلك الجلي" واختبأت خلف جدار أحد المنازل حتى يُنهي الأطفال لعبتهم".

وأضافت أم أحمد: "هذه اللعبة خطيرة وتسببت في الماضي عندما كان يلعب بها أطفالي بحرق جلبابي وإصابة جسدي بجروح ومن بعدها منعت أطفالي من اللعب بهذه الطريقة الخطيرة"، مشيرة إلى أن الأطفال يقومون بسرقة "سلك الجلي" من البيت للعب فيها".

وناشدت أم أحمد أولياء الأمور إلى منع أطفالهم من ممارسة هذه اللعبة الخطيرة ليست على المارة فحسب بل على الأطفال الذين يمارسونها أيضاً.

وقد تضُر لعبة "سلك الجلي" بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث يصاب جفن العين بحروق وتمزق أو دخول أجسام غريبة في العين وقد يؤدي إلى الفقدان الكلي للعين.

الأطفال يبدعون

فيما قال أبو حمزة: "إن استخدام الألعاب النارية من قبل الأطفال خطأ كبير لأنها أولا خطر على الأطفال وتعرضهم للأذى، وثانياً تسبب إزعاج كبيرا للمارة والمصلين خاصة وأن الظاهرة تظهر في شهر رمضان المبارك وقت صلاة التراويح".

وأشار أبو حمزة إلى أن اللوم يقع على أولياء الأمور الذين لا يوعون أبنائهم لمدى خطورة هذه الألعاب، ويقع أيضا على التجار الذين يخالفون القانون ويقومون ببيع تلك الألعاب الخطرة فقط لجلب الربح المادي لهم.

ولفت إلى أن الأطفال يبدعون في عمل الألعاب النارية فكل يوم تظهر ألعاب جديدة، منها ما يشعل النار ومنها من تُخرج صوت مرتفع وأخرى تتسبب بصوت صفير وغيرها هذا الأعمال الخطيرة.

أسبابها وخطورتها

من جهته قال الدكتور فضل أبو هين الخبير في النفسي: "هناك سببين لاختيار الطفل، أولها: "البيئة المحيطة به، فقطاع غزة يعيش وضع حياتي صعب وما يتعرض له الأطفال في غزة من حياة صعبة يمارسه الأطفال في أساليبهم وحياتهم فالقسوة التي يعيشونها تنعكس سلباً على أساليبهم ما يدفع الطفل لاستخدام وسائل تعبر عن حياته الصعبة القاسية.

وأضاف أبو هين في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم": "إن السبب الأخر هو جانب الثقافة فإرشاد الطفل وتثقيفه من أهم العوامل التي تُحدد أسلوبه".

وبالنسبة لخطورتها قال أبو هين: "قبل أسبوعين أصيب طفل بجروح في وجهه ما أحدث تشوه كبير في الوجه وحيث تعرض هذا الطفل بإصابة مباشرة في الوجه من "سلك الجلي"، وهناك العديد من الإصابات منها حروق في الأصابع والعيون".

وأضاف: "ربما تُحدث المفرقعات وخاصة سلك الجلي  حريق في بعض المنازل وذلك لعدم قدرة الطفل على مراعاة المخاطر التي قد تسببه لعبته المفضلة.

ومن الناحية النفسية أكد أن استمرار الطفل في هذه الممارسات تضع في قلبه الحقد والتوتر والقسوة لآن هذه اللعاب النارية هي نوع من أنواع الحروب".

 

تصوير الزميل داوود أبو الكاس


أجواء رمضان

أجواء رمضان

أجواء رمضان

أجواء رمضان

أجواء رمضان

أجواء رمضان


سلك جلي
سلك جلي
سلك جلي
سلك جلي
سلك جلي