خبر خروج المارد من القمقم- هآرتس

الساعة 09:17 ص|03 يوليو 2014

بقلم: عاموس هرئيل

كانت الشرطة و"الشباك" الى عصر يوم الاربعاء ما زالا لم يُثبتا اتجاه تحقيق رئيسا بخصوص مقتل الفتى من شعفاط في شرقي القدس في فجر اليوم. ويُفحص مع امكان أنها كانت جريمة كراهية قومية وانتقام خلية ارهاب اسرائيلية لقتل الفتيان الثلاثة المخطوفين في غوش عصيون، يُفحص ايضا عن تقدير أن الحديث عن قتل على أيدي فلسطينيين لسبب مختلف. وينبع الحذر من عدم وجود معلومات لكنه ينبع ايضا من خشية الخطأ في فترة حساسة تحولت فيها الشرطة الى كيس ملاكمة اعلامي عقب فشلها في العناية بالمكالمة الهاتفية الى الطواريء من الفتى المخطوف غيل عاد شاعر. إن عدم الوضوح أقل إثارة لاهتمام الفلسطينيين. لأنه لا شك ألبتة من وجهة نظر أقرباء الفتى وسكان شعفاط وفرض أن الفتى قتله اسرائيليون ثبت مثل حقيقة من وجهة نظرهم. فتقارب الزمانين بين الكشف عن جثث الفتيان وشغب مئات الشباب الاسرائيليين الذين أرادوا أن ينكلوا بالعمال الفلسطينيين في وسط القدس أمس، ينشيء صلة واضحة في واقع الامر من وجهة نظرهم. وقد خرج المارد من القمقم وصارت فكرة أنه بدأت هنا سلسلة اعمال قتل وانتقام مقبولة على أنها واقع.

ما زالت اعمال الشغب محصورة الى الآن في شعفاط نفسها في الاساس، واستقبلت الانباء بعدم اكتراث ما في مناطق اخرى في الضفة حيث اصبح شهر رمضان الشاغل الاكبر للسكان. ومع ذلك كله فان صلاة الجمعة الاولى في رمضان غدا ستتم في جو أكثر توترا من المعتاد في جبل الهيكل. وتتبادل اسرائيل والسلطة الفلسطينية في قنوات التنسيق الامني رسائل تهدئة مع أمل مشترك أن يمكن ضبط العنف حتى بعد قتل الفتى من شعفاط. وما زال من السابق لأوانه أن نتنبأ بأن ينجحوا بذلك وأن لا تنشأ هنا دوامة انتقام متبادل.

سيجتمع المجلس الوزاري المصغر هذا المساء في جلسة ثالثة في غضون 48 ساعة بغرض التباحث في الاستمرار على خطوات الرد الاسرائيلي على أثر العثور على الجثث، وفي الجلستين السابقتين أظهر الوزيران نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان وجلعاد اردان احيانا ايضا خطا قتاليا، وعرض وزير الدفاع موشيه يعلون والوزيران يئير لبيد وتسيبي لفني مع قادة الاذرع الامنية خطا أكثر انضباطا. ومن المحتمل أن تتم الموافقة بضغط من المستوطنين على بناء كثيف لآلاف الوحدات السكنية ولا سيما في غوش عصيون. وبقيت العملية العسكرية هي لب الجدل، فهل يتم الاستمرار على حصر العملية في شبكات حماس في الضفة الغربية أم تتم مهاجمة قطاع غزة ايضا.

وحذر قادة جهاز الامن في المباحثات من رد غير مسؤول في القطاع قد يفضي الى مواجهة عسكرية مستمرة مع حماس هناك. وقد طُرح للنقاش كما حدث في فرص سابقة ثلاث درجات هجوم ممكنة هي: قصف مقرات قيادة كثيرة يرمي الى احداث ضجيج مع الامتناع عن ايقاع خسائر في الارواح ("هجمات عقارية")؛ وضرب البنية التحتية لصنع وتخزين القذائف الصاروخية للمدى المتوسط في حوزة حماس والجهاد الاسلامي؛ أو هجمة تصفيات مركزة لكبار قادة المنظمات.

إن المكالمات الهاتفية التي يتلاقها الوزراء من النشطاء الميدانيين للبيت اليهودي والليكود تعبر عن تأييد واسع لخطوات صارمة بقدر المستطاع. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعلم أن اختيار الدرجة الثانية أو الثالثة يمكن أن يجره الى صدام عسكري مع حماس يتوقع أن يشتمل على اطلاق صواريخ بمقدار كبير نسبيا على غوش دان. وسيضطر نتنياهو الى أن يرى هل تكفي خطابة متشددة وخطوات تظاهر محدودة لارضاء  طلب الجمهور الانتقام. واذا استمر الضغط السياسي والعام عليه فقد يُزاد في شدة الهجمات على القطاع وتمهد الطريق بذلك لمعركة عسكرية اطول مع حماس في غزة.