خبر يديعوت – لحظة حماس الحرجة

الساعة 09:15 ص|03 يوليو 2014

 

بقلم: اليكس فيشمان

المجلس الوزاري لا يزال مترددا، ولكن في قيادة المنطقة الجنوبية يحشدون القوات أمام قطاع غزة. وفي الايام الاخيرة نفذت هناك سلسلة من الاعمال لتصعيد الجاهزية لكل تطور في هذه الجبهة المتفجرة: سواء بأمر من الحكومة أم كنتيجة لتصعيد الاعمال من جهة القطاع.

وقد نشرت القيادة قوات بحجم كبير مثير للانطباع – كي يرى العدو. بعض من الوحدات التي عملت في التفتيشات عن الفتيان المخطوفين في الضفة نقلت الى جبهة غزة. كما وجهت الى هناك قوات مدرعة، لا يحاول الجيش حتى اخفاء حركتها على المحاور نحو القطاع.

ويفترض بهذه الكتلة الضخمة أن تبث الردع. فتوصية جهاز الامن للمجلس الوزاري هذه اللحظة هي استعراض القوة، الاستعداد – ولكن ليس تحطيم الاواني. اساس الجهد العسكري هو استخباري وجوي. والاستخبارات تحاول أن تلتقط في الزمن الحقيقي انعطافات من شأنها أن تقع: سواء على المستوى التكتيكي، للنشاط العسكري على الجدار، أم على المستوى السياسي.

أما حماس فتوجد الان في لحظة حرجة جدا. فغزة قريبة اليوم، اكثر من أي وقت مضى، من الوضع الذي يذكر بما يجري في الصومال: منطقة دموية مصابة بالفوضى، مليئة بالعصابات المستقلة التي تسيطر على الشارع، دون حكم مركزي ناجع يمكنه أن يشكل عنوانا. على هذه الخلفية اجتمع المجلس الوزاري ثلاث مرات حتى الان للبحث في رد مناسب ضد حماس.

بشكل عام، ما يبرر حماسة وزراء المجلس الوزاري المسارعين الى هجوم في غزة هو التخوف من قدرة الصمود في الجبهة الداخلية والمعاني الدولية التي من شأنها أن تكون لمثل هذا الهجوم. بعد ذلك، على مستوى أدنى في سلم التبريد، تأتي الاثمان العسكرية لنشاط بري واسع. وفي النهاية فقط، في أسفل الدلو، يذكر الثمن الذي لا يقدر للتواجد في قطاع غزة لزمن طويل. هذه الطقوس مستمرة منذ سنوات طويلة ولا تميز الحكومة الحالية بالذات. ينبغي لشيء ما ان يحصل ويكون دراماتيكيا جدا، كالاهتزاز المطلق لميزان الردع كي تتخذ حكومة متوازنة قرارا بعمل عسكري واسع في قطاع غزة، على نمط "الرصاص المصبوب" او حتى "عمود السحاب". أما الضربات العسكرية فتستهدف تغيير ميزان القوى واستعادة الردع. وبالتأكيد ليس لغرض العقاب فقط.

معقول جدا الافتراض بان هذا ما حصل هذه المرة ايضا عندما قرر وزراء المجلس الوزاري تعليق القرار بالعمل ضد حماس في قطاع غزة، وابقاء توقيت الهجوم في يد وزير الدفاع يعلون ورئيس الوزراء نتنياهو. ناهيك عن أنه من اللحظة التي عثر فيها على جثث الفتيان المخطوفين تبطل "الانجاز" التنظيمي لحماس، وقضية الاختطاف اصبحت في واقع الامر فشلا وعبئا على المنظمة. ولا غرو أنهم يهربون من أخذ المسؤولية عن هذه العملية كما يهرب المرء من النار. من حدث يحمل امكانية استراتيجية للمفاوضات على تحرير السجناء ورفع مسألة السجناء الى جدول الاعمال العالمي تحول الاختطاف من ناحية حماس الى حدث آخر من قتل الاسرائيليين ليس فيه اي مكسب، بل العكس. هذه أوزان اخرى في كفة اخفاقات حكم حماس.