خبر غزة: ارتفاع أعداد طالبي المساعدات في ظل تراجع مشاريع الإغاثة

الساعة 07:32 ص|03 يوليو 2014

غزة

مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والمادية في قطاع غزة بشكل كبير خلال الأشهر الكبيرة تقع على الجمعيات والمؤسسات الخيرية أعباء كبيرة في توفير الحد الأدنى من احتياجات عشرات آلاف الأسر التي غزت مقارها بحثاً عن مساعدة تقيها من عذاب الفقر والعوز في شهر رمضان.

وفي الوقت الذي يزداد فيه أعداد طالبي المساعدات من الجمعيات تعاني الأخيرة من انحسار شديد في كمية المساعدات وتوقف الدعم الخارجي عنها، وبالتالي عدم مقدرتها على تلبية الحد الأدنى من مطالب المواطنين الفقراء.

ولم يكتف المحتاجون وطالبو المساعدة بطلبها بل افترش العشرات منهم أرض المؤسسات والممرات المؤدية إليها بانتظار حصولهم للمساعدة كما هو الحال مع المواطن الخمسيني داود عبد الرحمن والذي أصر على عدم مغادرة ممر مؤدي لجمعية إغاثية إلا بعد حصوله على مساعدة.

وأخذ عبد الرحمن يستعرض أوضاعه المادية الصعبة وعدم مقدرته على توفير الحد الأدنى من احتياجات أسرته التي تكثر في شهر رمضان.

وأشار عبد الرحمن إلى فشله في الحصول على أي مساعدة منذ دخول شهر رمضان بعكس السنوات الماضية، متسائلاً عن دور المؤسسات والوزارات في مساعدة الفقراء.

وتشير مها مهنا رئيس مجلس إدارة جمعية فلسطين الحبيبة إلى تدفق أعداد كبيرة من الفقراء إلى مقر المؤسسة في مدينة غزة طلباً للمساعدة.

وتحدثت مهنا لـ"الأيام" عن تراجع كبير في قدرة المؤسسات بشكل عام على تقديم المساعدات بسبب انحسار وانخفاض كمية الدعم المقدمة من المؤسسات الخارجية.

ولم يخجل الشاب محمد قدر الذي توجه إلى مقر إحدى المؤسسات طلباً للمساعدة من التعريف عن صفته كموظف في الحكومة السابقة.

وقال قدر، إنه لم يعد قادراً على توفير أي من احتياجات أسرته الكثيرة، الأمر الذي دفعه إلى التوجه للمؤسسات طلباً للمساعدة.

وعبر قدر الذي لم يتقاض راتبه منذ شهرين عن امتعاضه لفشله في الحصول على أي مساعدة رغم توجهه إلى أكثر من خمس جمعيات ومؤسسات منذ حلول شهر رمضان.

وأكدت مهنا أن الكثير من طالبي المساعدة هم من الموظفين الذين لا يتلقون رواتبهم.

ولفتت مهنا إلى تلقي جمعيتها العديد من الوعود من قبل مؤسسات دولية وعربية عاملة في غزة بتوفير العديد من الطرود والمساعدات الغذائية للفقراء.

وأشارت مهنا إلى تلقيها طلبات من وزارة الشؤون وإدارة السجون بتوفير المساعدات والإفطارات للنزلاء وهو ما يوحي بتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

وعزت هناء أبو جمعة ترددها على إحدى المؤسسات بشكل يومي لطلب المساعدة إلى عدم وجود بديل آخر أمامها وخصوصاً بعد ما سمته تنكر الوزارات المختصة بشؤونها.

وقالت أبو جمعة التي اشتكت من ضعف المساعدات هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، إنها ستستمر بالتردد على مقار الجمعيات طيلة شهر رمضان لحاجتها الشديدة للمساعدة.

واشتكت أبو جمعة في منتصف الأربعينيات من عمرها من ضعف التكافل الشعبي وخصوصاً من قبل شريحة الأغنياء والميسورين.

وقالت أبو جمعة، إن تنكر هذه الشريحة للفقراء دفعهم للتوجه للجمعيات طلباً للمساعدة.

ويؤكد عبد الجواد جودة رئيس مجلس إدارة الرأفة للإغاثة وجود تراجع حاد في مشاريع الإغاثة لسكان القطاع مقارنة مع الأعوام التي تلت حرب غزة.

وتوقع أن يستمر هذا التراجع حتى بعد شهر رمضان في ظل انشغال المؤسسات المانحة بتوجيه دعمها إلى الدول المجاورة وخصوصاً سورية.

واشتكى جودة خلال حديثه لـ"الأيام" من ارتفاع أعداد طالبي المساعدات في وقت تعجز فيه معظم الجمعيات عن توفير مرتبات موظفيها وبدل إيجار مقارها لأشهر طويلة، مبيناً أن أقصى ما يمكن ان توفره جمعيته هو عدد من الطرود الغذائية وعدت بتلقيها من قبل مؤسسات عربية كبيرة تعمل داخل القطاع.

فيما استغرب محمد سالم مدير احد الجمعيات الخيرية الناشطة في غزة استمرار تراجع وانحسار الدعم المقدم إلى القطاع عبر المؤسسات والجمعيات الخيرية رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يتعرض لها المواطنون في القطاع وارتفاع نسبة الفقر والبطالة.

وقال سالم لـ"الأيام"، إن المؤسسات تعاني كالمواطن الفقير لعدم مقدرتها على الإيفاء بالحد الأدنى من مطالب هؤلاء الفقراء الذين يترددون ويتكدسون بالعشرات يومياً داخل مقر الجمعية.

وأشار سالم إلى عدم مقدرة الجمعية على القيام بالحد الأدنى من مهامها في ظل هذا التراجع والحصار.