بالصور المعلق « الشوالي » بخانيونس متحدياً القصف والتصعيد

الساعة 10:38 ص|02 يوليو 2014

خانيونس -مثنى النجار

بعيداً عن صعوبات الحياة والتصعيد والقصف اليومي واخبار السياسة المسممة يحاول الغزيون الخروج من همومهم والتفريغ بطرقهم الخاصة , ليُطل الفتى هاني رضوان  بصوته الجميل على أهل حارته ويفاجئهم بقدرته العالية على تقليد المعلق التونسي عصام الشوالي وبشكل متقن .

الإشادة التي تلقاها الفتى جراء تقليد المعلق التونسي الشوالي فاقت توقعات أبناء حارته من آل رضوان وقديح في بلدة خزاعة على تخوم الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة والذين يتجمعون وسط شارعٍ فرعي قريب لمشاهده مباريات كأس العالم التي تتواصل حتى في شهر رمضان المبارك.

وفي الحي الذي يسكنه هاني يجلس الشبان والكبار وحتى الصغار على مقاعد "كراسي" أحضروها من منازلهم وآخرين يفترشون الأرض بساطاً بعد الانتهاء من أداء صلاة التراويح لمتابعة المباريات بواسطة جهاز lcd تم وضعه على حائط أحد المنازل إلى جانب المعدات التي تم تجميعها من شباب الحارة منها ( الرسيفر _ الطاولة _ شاشة العرض "قطعة قماش" ) وذلك لإضفاء جو المتعة في حضور هذه المباريات بشكل جماعي .

ويترك سكان قطاع غزة واقعهم المعيشي الصعب في ظل الحصار والتصعيد الاسرائيلي المتواصل وغيرها من القضايا اليومية لمتابعة مونديال كأس العالم بشغف واهتمام كبيرين .

يقول الفتى رضوان 15 عاماً ، " الحمد لله اكتسبت موهبة التعليق على المباريات حتى انني أشارك في التعليق على كثير من المباريات والبطولات التي تحدث على صعيد المدينة ، ويشير أنه وبرفقه أصحابه يجلسون لمشاهدة كأس العالم من باب "اللمة" الجميلة والشعور بالمتعة .

ويضيف:" أتابع بإهتمام بالغ المباريات ولدي شغف بتنمية مهاراتي والخروج عن سياق البلدة والتعليق في بطولات كثيرة .

بينما يشير الشاب الثلاثيني ناصر قديح أن اجتماع الشباب في متابعة المباريات يشكل هروباً من الواقع الصعب الذي نعيشه ، ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل والحر الشديد وعدم توفر أماكن للترفيه لدى هؤلاء الشباب .

ويعيش سكان القطاع، وفق جدول توزيع يومي بواقع 8 ساعات وصل للكهرباء و8 ساعات قطع.

وينوه إلى أن التصعيد الإسرائيلي المتواصل له تأثيره على اجتماعنا لاسيما مع شدة الانفجارات والخوف الذي ينتاب بعضنا في أغلب الأحيان لأننا قريبون من الحدود وأحياناً أخرى نتأثر من قصف بعض المواقع التي نسمع صوت القصف عليها بشكل واضح وكبير ، قائلاً :" نحن نعيش الحدث ومجرد انتهائه نعود للمشاهدة من جديد والتصعيد أصبح عادة بالنسبة لنا لأننا نعيشه بشكل يومي .

ووجد ناصر وأصدقائه هذا المكان فرصةً لمشاهدة المونديال لأنه اقرب على منزله ليعود وقتما يشاء دون خوف وتردد حسب قوله .

أما محمد عبد الغني 36 عاما فيقول : من أول مباراة في المونديال ونحن نتابع حيث يجتمع شباب الحارة من باب الترفيه والاستمتاع ، وتبرز هذه المتعة من خلال تفاعل الحضور مع المباريات التي تشارك فيها الفرق القوية .

ويتابع :" كرة القدم لها جماهيرها ومحبيها ومن باب سد الفراغ حرصنا على أن لا نضيع فرصه مشاهده الكأس لأنها ليست باستمرار ، منوهاً الى عدم وجود اماكن سياحية أو ترفيهيه في المنطقة كلها .

ولا يتمكن الكثير من سكان غزة الفقراء من الحصول على خدمة مشاهدة مباريات المونديال المشفرة، رغم امتلاكهم الصحون اللاقطة، بسبب صعوبة أوضاعهم الاقتصادية التي تمنعهم من دفع 200 دولار أمريكي مقابل شراء الرسيفر الخاص لحضور البطولة التي تمتد لشهر ، كما أن العديد من المقاهي المحلية المنتشرة على شاطئ البحر تعمد على جذب الزبائن من خلال توفير شاشات عرض ضخمة لمتابعة مباريات المونديال وسط أجواء حماسية تنسي هؤلاء مرارة واقعهم الصعب.
فلسطيني يقلد الشوالي
فلسطيني يقلد الشوالي
فلسطيني يقلد الشوالي
فلسطيني يقلد الشوالي
فلسطيني يقلد الشوالي
فلسطيني يقلد الشوالي