خبر ليس الانفعال الحماسي حلا-اسرائيل اليوم

الساعة 09:17 ص|02 يوليو 2014

ليس الانفعال الحماسي حلا-اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: معارضة الانفعال الحماسي الذي لا يفرق بين الفلسطينيين ويجمعهم في سلة واحدة - المصدر).

 

كتبت درور ايدار في مقالته أمس عن ثقافة رسل الموت في منطقتنا، وثار على اولئك الذين يقترحون ضبط النفس دائما مبينا أن ليس الاحتلال هو الذي يقف وراء ثقافة الموت في الشرق الاوسط لأنهم يقتلون وينتحرون في اماكن اخرى ايضا، وكرر زعمه أننا جميعا مستوطنون حتى سكان تل ابيب، ولهذا فليست هذه هي المشكلة، وأعلن أنه يجوز لنا في هذه اللحظات أن ننفعل وأوصى في نهاية مقالته بسحق رأس الافعى. إن القتل المثير للقشعريرة للفتيان الثلاثة يغضب كل صاحب روح لكنه لا يُحل الانفعال الحماسي. فالانفعال الحماسي ليس صحيحا على أي حال لأنه ليس حلا إلا للتنفيس عن الغضب. والولد يحق له أن ينفس عن غضبه. أما التوصية السياسية بالتنفيس عن الغضب فلا مسؤولية فيها لأنها لا تحرز أي هدف، وقد تبدأ دائرة انفعال حماسي لا نهاية لها. ولا يحتاج المنفعلون الى ذرائع ثقيلة الوزن لافعالهم.

 

وفيما يتعلق بدعاواه في شأن المستوطنات ووزنها في اغضاب الفلسطينيين فلا أسهل من إدخال الآخرين جميعا في سلة واحدة. يوجد بين الفلسطينيين من يرون حقا أن اسرائيل مستوطنة كبيرة ولا يفرقون بين جانبي الخط الاخضر، ويوجد من يُسلمون بالسيادة الاسرائيلية (دون حماسة بيقين) ولا يُسلمون بالمستوطنات اليهودية وراء الخط الاخضر. وعلى حسب كل استطلاعات الرأي فان هؤلاء الاخيرين هم الاكثرية ولا فائدة ألبتة في محاولة عرض الأولين خاصة على أنهم الاكثرية. لكن أهم من ذلك أن العالم كله يفرق بين اسرائيل صاحبة السيادة وبين سيطرتها على المناطق، ولهذا فان انهاء السيطرة على اكثر المناطق سيحررنا من عبء سياسي ملقى علينا منذ يوبيل تقريبا، ويلزمنا بدفع ثمن باهظ جدا يشمل ثمنا سكانيا لا يوجد عند ايدار أي رد عليه.

 

يعدنا ايدار بالاستمرار على العيش على سيفنا ويقول إن هذا هو الحل الوحيد لمن يريد الاستمرار على العيش في اسرائيل. وقد يكون على حق وآمل جدا ألا يكون، واؤمن بأن ذلك غير ضروري. فالمحيطون بنا بشر لا يمكن أن ننسب اليهم قدرا من القسوة أكبر من ذاك الذي عند

 

اصدقائنا الالمانيين أو البولنديين أو الاوكرانيين أو اليوغسلافيين في الماضي. والذي صالح المانيا بعد الكارثة لا يستطيع أن يقول بجد أنه لا يمكن التوصل الى حل ما مع العرب فقط.

 

لست مُسالماً ولا أقترح أن نحكم على انفسنا بالامتناع عن الردود العنيفة دائما. ولم أخف رأيي حينما عُلم أمر اختطاف الفتيان فورا في أن العملية المفضلة هي عملية عسكرية لاطلاق سراحهم اذا كانت ممكنة. لكن السياسة الصحيحة الآن هي أن نقوي الاشخاص الفلسطينيين البراغماتيين وأن ننضم اليهم وأن نُسهل عليهم وأن نعمل معهم في مواجهة غير المستعدين للاعتراف بنا والذين يعتقدون أن العمل العنيف على الاسرائيليين فقط هو الحل. إن قتل الثلاثة يخيف كل انسان لكن لا يجوز له أن ينقلنا الى نوع من النيوترول وأن نسمح لأنفسنا بالتخلي عن الجهد للوصول الى حياة سوية في هذه المنطقة، ولا نورث أبناءنا الرؤيا غير المثيرة للحماسة وهي العيش على السيف أبدا.