خبر كيف نحظى بود الفلسطينيين-هآرتس

الساعة 09:42 ص|01 يوليو 2014

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: يجب على اسرائيل بعد انهاء العملية الحالية أن تعمل على كسب ود الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي اسرائيل ايضا، وليس ذلك أمرا مستحيلا - المصدر).

 

كانت اسرائيل كلها موحدة في الايام الاخيرة حول هدف مركزي واحد هو اعادة ابنائنا الى البيوت واعتقال خاطفيهم. وفرضت اعمال البحث التي قام بها الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن ليل نهار في البلدات والقرى الفلسطينية، على نحو غير ممتنع على الفلسطينيين بخلاف ارادتهم، ولم تزد في الود لاسرائيل عند اولئك الذين تمت في بيوتهم. لكن كان ذلك ثمنا من الضرورة دفعه في الظروف الموجودة. ومن المحتمل أن العداء لاسرائيل الآن في المنطقة أكبر مما كان. فاذا كان هذا واحدا من اهداف نشطاء حماس الذين اختطفوا وقتلوا الفتيان الثلاثة فانه قد أُحرز.

 

سيأتي يوم تضطر فيه اسرائيل الى ازالة الضرر الذي وقع على السكان الفلسطينيين نتيجة ذلك. وسواء كنتم ممن تؤيدون حل الدولتين أو تؤيدون حل الدولة الواحدة أو تؤيدون استمرار الوضع الراهن. إننا جميعا نتفق على أن تحسين العلاقات بين السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة وبين اسرائيل ذو أهمية عليا. وليس انشاء دولة فلسطينية أو انسحاب الجيش الاسرائيلي من يهودا والسامرة الخطوة الوحيدة التي يمكن بها احراز هذا الهدف. لأنه لا أحد يعلم في الحقيقة الى ماذا سيفضي انشاء دولة فلسطينية أو انسحاب الجيش الاسرائيلي، وقد تكون نتيجتهما فوضى من النوع الذي يميز جدا الشرق الاوسط في هذه الايام، واضرارا بالاسرائيليين والفلسطينيين معا، ونشوب عنف وزيادة في شعور العداوة بين اليهود والعرب الفلسطينيين.

 

إن هذه المهمة وهي احراز ود الفلسطينيين – التي ستواجهها حكومة اسرائيل بعد اتمام العملية الحالية – قد تبدو في نظر الكثيرين مهمة غير ممكنة. أوليس عدد من مواطني اسرائيل العرب عبروا عن دعم لاختطاف الفتيان. وزعمت عضو كنيست عربية أن ليس الحديث عن عمل ارهابي، وقال عضو كنيست آخر إن حماس ليست منظمة ارهاب. فاذا كانت هذه الاقوال تعبر عن موقف المواطنين الاسرائيليين العرب، فما الذي يمكن أن يتوقع من السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة، وهل يمكن أصلا أن نحظى بودهم؟.

 

بيد أن ذلك ليس القصة كلها لأنه برغم العنف واعلام منظمة التحرير الفلسطينية التي رفعت في المظاهرة العنيفة في أم الفحم، قلعة الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية، فان اكثر مواطني اسرائيل العرب لم يؤيدوا الخطف وأملوا هم ايضا أن يعود الفتيان الى بيوتهم أصحاء سالمين. ولا حاجة الى استطلاع الرأي العام للتحقق من ذلك. ندد محمود عباس بالاختطاف وعبر عن أمل أن يوجد المخطوفون. وليس ذلك أمرا يستهان به بازاء الضغوط التي استعملتها عليه حماس وجهات متطرفة في حزبه، دون شك. إن تحسين العلاقات بالسكان الفلسطينيين ممكن برغم الخطف. كيف نفعل ذلك؟.

 

اشار داني ديان الى الاتجاه الصحيح في مقالة نشرها مؤخرا. ويمكن أن نلخصها في جملة واحدة وهي أنه ينبغي تحسين وضعهم الاقتصادي وتسهيل حياتهم. لقد أصبح الفلسطينيون يعلمون أن اقتصادهم متصل اتصالا وثيقا باقتصاد اسرائيل ومتعلق به. وإن اولئك الذين يطمحون الى انشاء دولة فلسطينية ايضا معنيون بحياة أفضل لهم ولأبنائهم. ولا يسير هذان الطموحان بالضرورة معا. ويعلم الفلسطينيون ولا سيما بازاء ما يحدث في الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة أن مستقبل الدولة الفلسطينية اذا نشأت حقا يلفه الضباب، وأن حماس ستستمر على نضالها في القضاء على دولة اسرائيل. إن الحفاظ على علاقات باسرائيل ولا سيما اقتصادها قد يكون هو اختيار اكثر الفلسطينيين. وسيوجد بينهم من يفضلون الانضمام الى اسرائيل حتى لو نشأت دولة فلسطينية. وليس الفوز بودهم مهمة مستحيلة.