خبر الحلقة الضعيفة - اسرائيل اليوم

الساعة 12:32 م|27 يونيو 2014

بقلم: درور إيدار

 

(المضمون: الجمعيات والمنظمات الاسرائيلية التي تساعد السجناء الامنيين الفلسطينيين من اجل عدم الضغط عليهم لاستخلاص معلومات تنقذ اليهود من القتل - المصدر).

 

إن الجيش الاسرائيلي "كبير وقوي"، وهذا أمر معروف. لكن الارهاب ليس مسألة مقاومة عسكرية تقليدية، فالارهاب يعمل على بث الخوف من عمليات عادية. إن خطف الفتيان ليس "واقعة" خطيرة مهما تكن بل هي عملية استراتيجية تصيب دولة كاملة بالجنون، فقد نشبت حرب لبنان الثانية لاختطاف اثنين فقط.

 

على مر السنين وجدت المنظمات الارهابية عقب أخيل (نقطة الضعف) للمجتمع الاسرائيلي، أعني الخطف أكثر من عملية تفجيرية، فالعملية تحدث وتنتهي أما الخطف فهو عملية مستمرة. وبواسطة الحرب النفسية وبمساعدة منظمات راديكالية وأغبياء مستخدَمين يُضمن لنا أن ينزف الجرح حتى يكون الهدف النهائي وهو الافراج عن قتلة يُعدون للقتل التالي ولاعمال الخطف التالية بالطبع.

 

يوجد الخطف في قمة سلسلة غذاء يعرف الجمهور حلقاتها لكنها غير متصلة في الوعي العام في سلسلة ترمي الى اخضاع اسرائيل. اليكم تخطيطا سلسا ممكنا للظاهرة.

 

يرمي انشاء الحواجز في يهودا والسامرة الى اعتقال مطلوبين وصرف جهات ارهابية الى شوارع التفافية وأن يُضاءل بذلك امكان أن ينتقلوا من مكان الى مكان وينقلوا وسائل قتالية. وباختصار ترمي الحواجز الى انقاذ حياة اليهود. وبخلاف دعاية "الفصل العنصري" الكاذبة يحظر على اليهود خاصة السير في شوارع مخصصة. وأُزيل أكثر الحواجز على أثر ضغط كثيف من منظمة "رقابة الحواجز". وسموا ذلك "مخاطرة محسوبة". وكان أحد الحواجز التي أزيلت موجودا في الشارع الداخلي في غوش عصيون الذي كان يربط بين المستوطنات وهو الذي اختطف الفتيان منه.

 

اذا حدثت عملية أُعلن طوق امني على منطقة ما، وتهب من الفور منظمة يسارية تقول إن الحديث عن عقوبة جماعية تضر بأبرياء. ولا يساعد زعم أن الطوق خاصة يرمي الى ايجاد المذنبين والى تحرير السكان من الضرر. بعد قتل عائلة فوغل في ايتمار التقطت صورة لـ رعيا يارون وهي من نساء رقابة الحواجز وهي تساعد امرأة من قرية عورتا التي بلغت اليها انشطة اليسار لدعم سكانها في مواجهة اعمال الجيش. وتبين أن الفلسطينية كانت نوف، أم حكيم عوض أحد قتلة عائلة فوغل.

 

لنفرض أننا وجدنا مخربا في أحد البيوت. يمكن أن نداهمه ونعرض أنفسنا لخطر تفجير البيت المفخخ، ويمكن أن نطلب الى الجار أن يدعو المخرب الى تسليم نفسه. كلا. إن من حق المخرب حظر "اجراء الجار"، والذي أُحرز باستئناف من المحكمة العليا قدمته "عدالة" وجمعية حقوق المواطن، فماذا نفعل؟ يعرض جنودنا حياتهم للخطر ودفع بعضهم حياتهم ثمن ذلك. واذا ما أُمسك بالمشتبه فيه ومعه معلومات ضرورية يُحتاج اليها لانقاذ حياة ("قنبلة متكتكة") فانه يُقاد الى تحقيق ويملك فيه هناك سلاحا آخر هو منع زعزعته لاستخلاص معلومات منه. وذلك بفضل قرار عن المحكمة العليا قدمته اللجنة العامة لمعارضة التعذيب في اسرائيل وجمعية حقوق المواطن ومركز حماية الفرد.

 

واذا لم تكن زعزعة فليكن شيء آخر، أفليس هو قنبلة متكتكة؟ لكن لا يوجد (تقريبا). وآنذاك نبقي المخرب شهرا أو شهرين الى أن يوافق على الكلام في اعتقال اداري. لكن تهب المنظمات المعروفة لتعمل على منع ذلك.

 

واذا نجحنا في استخلاص معلومات بل اعتراف فانه يأتي محامون من قبل منظمة ما ويفتشون في حق المخرب من اجل صفقة قضائية تخفف عقابه. وأين توجد النيابة العامة التي ترفض صفقة؟.

 

في ساعة سيئة يدخل المخرب السجن الاسرائيلي آخر الامر. ويهب لخدمته فورا مكتب شؤون الأسرى الفلسطينيين، وتتلقى عائلات المخربين دعما ماليا وكذلك السجناء في السجون، وفي مقابل ذلك تبدأ معركة لتحسين ظروف السجين الفلسطيني المسكين يقودها من تعرفون. في الاسبوع الماضي في لقاء صحفي مع سارة باك اعترف غوندار شلومو فيزر الذي كان في الماضي رئيس مصلحة السجون بأن ظروف السجناء الامنيين الفلسطينيين افضل من ظروف السجناء الجنائيين الاسرائيليين.

 

والآن بعد أن انتظمت الامور في السجن تبدأ المعركة للحصول على العفو وتقصير مدة العقوبة. وقد تحدث شخص رفيع المستوى في وزارة القضاء عن أن كل سجين يحتاج الى "أفق تسريح". وهكذا تزداد الضغوط على وزارة القضاء وبيت الرئيس ويشارك اعضاء الكنيست العرب ايضا. وحينما لا ينجح العفو يأتي الخطف، وتكون مسألة البيضة والدجاجة فيحدث الخطف احيانا لأننا لم نستطع أن نستخلص معلومات من القنبلة المتكتكة بسبب ما تعرفون. ويوجد الآن مخطوف اسرائيلي في أسر الارهاب. ومع الخطف تبدأ معركة اخرى بتفضل من اجهزة المساعدة من المنظمات المذكورة لانهاء الخطف لا باخضاع الارهاب بل بالخضوع له.

 

حينما اختطف جلعاد شليط نشرت عريضة لنحو من 100 موقع مختص دعت الى تحريره. كان اكثرهم ينتسبون الى اليسار المتطرف الذي كان قبل الخطف يحارب أخانا الجندي كي لا ينفذ اجراء الجار أو الزعزعة؛ وتحول الآن الى أخ وتقصر المسافة من هنا الى صوغه ليصبح "إبننا جميعا". وحينها تأتي مسيرة مع قول إنه يجب علينا تحريره بكل ثمن! ولا يجوز التخلي عنه ولا تقلقوا فالجيش الاسرائيلي كبير وقوي، وتكون عرائض طلاب ثانويات واشاعات (غير صحيحة) عن انخفاض نسبة المجندين ويكون جنون عظيم.

 

إن من يعتقد أن رئيس الوزراء مهما يكن قويا يستطيع أن يواجه الموجة التي زادت زخما على مر السنين، مخطيء. فرئيس الوزراء هو متوسط كل العوامل في الدولة. ويمكن أن تفشل هذه المعركة على أمن الدولة وعدالة نهجنا اذا نحن، أعني المجتمع، ساندنا الحكومة كي لا تستسلم وانشأنا سورا حديديا اخلاقيا يواجه هذه المجموعة التي تنقض عُرانا.

 

أقول بالمناسبة إنكم لن تفاجأوا اذا قلت إن كل المنظمات التي ذكرت آنفا ومنظمات يسارية راديكالية اخرى يمولها صندوق اسرائيل الجديد. وانظروا في تقرير حديث لـ "إن.جي.أو مونتر". وهناك ملاحظة أخيرة: في حين كنت ما أزال أكتب هذا الكلام بُشرنا برفع اعتراض قضائي (وهذه مرحلة قبل الاستئناف الى المحكمة العليا) يعترض على هدم بين قاتل المقدم باروخ مزراحي. ومقدم الاعتراض هو مركز حماية الفرد. إن هذه المنظمة تلقت في السنتين الاخيرتين 200 ألف دولار ممن تعلمون. إنها طريقة.