خبر استنتاجات صحية - هارتس

الساعة 12:18 م|27 يونيو 2014

 بقلم: أسرة التحرير

 

البشرى الحقيقية التي تنشأ عن استنتاجات لجنة غيرمان لتعزيز جهاز الصحة العام هي بالذات الخطوة التي تقرر عدم القيام بها. فقد قررت لجنة غيرمان عدم ادخال الخدمات الصحية الخاصة الى المستشفيات العامة اعترافا بان غاياتها هي منح خدمات متساوية من حيث جودتها لعموم الجمهور دون فرق في الدين، العنصر، الجنس والوضع الاقتصادي.

 

لقد تشكلت لجنة غيرمان عمليا من أجل غاية واحدة: ادخال الخدمات الصحية الخاصة الى المستشفيات العامة بناء على طلب الوزراء الذين رأوا  على مدى السنين الخدمات الصحية الخاصة تزدهر في هداسا في القدس ورغبوا هم أيضا بمصادر دخل اضافية على الصندوق العام المتناقص. واعتقد مؤيدو الخدمات الصحية الخاصة بانه بدونها سيهرب كبار الاطباء من الجهاز العام، ويبقى المرضى الفقراء بلا علاج.

 

ان انهيار مستشفى هداسا، وانكشاف انماط السلوك الاشكالية لاستغلال البنى التحتية العامة لغرض جني الارباح الشخصية، مثلما ظهر في قضية الاطباء في ايخلوف أظهر الخطر الذي في خصخصة خدمة على هذا القدر من الحيوية مثل الصحة. لقد اثبتت حالة هداسا بان الخدمات الصحية الخاصة ليست فقط فسادا اخلاقيا يعمق عدم المساواة بل وايضا وصفة للفشل الاقتصادي الذي سيتعين على الدولة ودافعي الضرائب في نهاية المطاف ان يتحملوه.

 

ينبغي توجيه التحية للجنة في أنها فضلت مصلحة الجمهور الغفير ولا سيما ابناء الطبقات الضعيفة الذين ليس لهم مجموعات ضغط وقدرات تأثير، لو كانت الخدمات الصحية الخاصة ادخلت الى الجهاز العام لكانوا هم أول من يتضرر منها. فقد كان هؤلاء سيدحرون على أي حال الى نهاية الطوابير الطويلة التي من أجل تقصيرها قررت اللجنة تخصيص مبلغ 700 مليون شيكل في السنة. كما ينبغي التحية ايضا بقرار اللجنة بتحويل 300 مليون شيكل الى المستشفيات لتعزيز البنى التحتية، زيادة عدد العمليات الجراحية وتعزيز غرف الطوارىء التي تخدم عموم السكان.

 في الجهاز الصحي توجد العديد من الاخفاقات الاخرى التي تحتاج الى المعالجة، وعلى رأسها العجوزات الثقيلة في صناديق المرضى، التي اقترحت اللجنة لها حلا جزئيا فقط. ولكن قراءة الاتجاه الذي فعلته والذي هو مثابة اخذ مسؤولية عن وضع الطب العام في اسرائيل، ايجابي للمرضى وللجهاز.